يضايق التواجد المكثف للمتسولين والمتسولات، المتسوقين والمتسوقات في أسواق الحرم النبوي، قباء وبلال. وتتنوع جنسيات هؤلاء المتسولين الذين يستغلون العاطفة الدينية الجياشة لزوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ويرتكب بعضهم سرقات. ولرصد تداعيات ظاهرة التسول التقت «عكاظ» عددا من المتسوقات والمتسوقين في أسواق المدينةالمنورة، فقالت نهى الصاعدي إن الأمر مخيف وخطير للغاية، فلا أحد يصدق أن كل هؤلاء محتاجون لكثرة عددهم وتنوع جنسياتهم. ولا يكاد المتسوق أو المتسوقة يسير خطوتين حتى يستوقفه متسول أو متسولة. ولابد من تحرك فوري للمسؤولين بالجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة المزعجة. ووصفت سامية الرحيلي الوضع بالكارثة، متسائلة عن غياب دور مكافحة التسول، مشيرة الى أن الأعذار التي يتحجج بها المتسولون لا تصدق لكثرة تكرار رواياتها التي من نسج خيالهم. واعتبر سالم هادي «مقيم يمني يعمل في أحد أسواق قباء» أن كثرة المستولين في أسواق المدينةالمنورة تشير الى أن هناك جهات تنظم حركتهم وتجلبهم من بلدانهم. فالأمر مثير للدهشة نظرا لتعدد جنسياتهم. بينما قال أبو مصعب «صاحب محل» نحن نستغرب كثرة المتسولين، لافتا الى أن أعذارهم للتسول شبه موحدة . ولم يعد أحد يصدقها. كما أن بعضهم يلجأون الى السرقة. وفي ذات المنحى قالت أم محمد «بائعة في سوق قباء»: هؤلاء عصابات فوجودهم بكثرة يوحي بذلك. ونحن بحكم تواجدنا في السوق حفظنا أشكالهم. فهم لا يكلون ولا يملون من التسول بشكل يومي وأصبحوا معروفين لنا. ويستغلون غياب دور الجهات المختصة للقبض عليهم وترحيل الوافدين منهم الى بلدانهم. وروى أحد أصحاب المحلات التجارية رواية عن متسول وافد استطاع جمع نحو (80) الف ريال من التسول خلال شهر واحد وغادر الى بلاده. ومتسول آخر يجني حوالي خمسة آلاف ريال يوميا. وحسب المتحدث الإعلامي لشرطة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام، فإن الجهات الأمنية تقوم بضبط المتسولين وتسلمهم للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم، موضحا أن الغالبية الكبرى من هؤلاء المتسولين غير سعوديين ويتم ترحيلهم الى بلدانهم ، بينما يتم تسليم السعوديين الى جهات الاختصاص لدراسة أوضاعهم المعيشية. واذا اتضحت حاجتهم تقوم بمساعدتهم عن طريق الجهات المعنية. ويرى الغنام أن مسؤولية المواطن في هذا الشأن كبيرة . ولابد من أن يتعاون مع الشرطة للقضاء على مثل هذه الظواهر السلبية التي يشجعها عطف المواطنين بعطفهم على المتسولين والتصدق عليهم ، بينما المفترض أن يتوجهوا بصدقاتهم الى الجهات الرسمية المعنية التي تقوم بإيصالها الى المستحقين الحقيقيين، مناشدا الجميع الابلاغ عن أي شخص يمتهن هذه المهنة التي تسيء للجانب الحضاري خاصة في محيط المسجد النبوي الشريف. من جهته اعتبر الاخصائي الاجتماعي الدكتور سلامة عبدالسلام أمين أن ظاهرة المتسولين الذين يتواجدون في ساحات المسجد النبوي الشريف والشوارع المؤدية اليه مشهد غير حضاري. ويجب أن يتم القضاء عليها بتضافر جهود الجميع. ولفت الى أن أفراد المجتمع المدني من مواطنين ومقيمين يشجعون على انتشار الظاهرة واستفحالها بتقديم صدقاتهم للمتسولين الذين يشكلون عصابات منظمة تأتي من خارج المملكة، مستغلين مواسم الحج والعمرة وعاطفة زوار طيبة الطيبة والمصلين في المسجد النبوي. ورأى أن سبل القضاء على الظاهرة تكمن في توعية المواطنين والزوار بأن الصدقة يجب أن تسلم للجهات المعنيه التي توصلها لمستحقيها بينما هولاء المجهولون مجرد أشخاص يمارسون النصب والاحتيال، مطالبا الجهات المختصة بالقبض عليهم واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم.