تحول طريق جبل خاشر بمحافظة الداير بني مالك إلى كابوس مرعب لكل الذين تجبرهم ظروف سكنهم وعملهم على استخدام الطريق ولو بمعدل مرة واحدة يوميا ذهابا وإيابا. والمؤسف أنه لا يمر يوم إلا ويحدث انقلاب أو سقوط سيارات أو مركبات تنقل موظفين أو عمالا تابعين للشركات والمؤسسات الخاصة. يشير الأهالي بأصابع الاتهامات على طريقة تنفيذ الطريق، التي اعتبروها تفتقر إلى أقل المواصفات والمقاييس، ولم تراع حتى أبسط احتياطات سلامة مستخدم هذا الطريق، خصوصا انه يعتبر احد الطرق الهامة بالمحافظة لكونه شريانا يصل المركز الإداري لمحافظة الداير بعدة أماكن ذات تجمعات سكانية للمواطنين (كخاشر وحراز ونعامة وذات الخلفين وقيار والعزة وغيرها)، خاصة أنهم في أمس الحاجة لاستخدام الطريق بسياراتهم لجلب حاجياتهم ومصالحهم ومراجعة الدوائر الحكومية بشكل دائم، كما أنه يعتبر طريقا سياحيا كونه يؤدي إلى عدد من الأماكن السياحية بالمحافظة كمنتزه موهد الطبيعي والعين الحارة ووادي ضمد. ورغم شكاوى المواطنين المتكررة طيلة سنوات عن منعطفات الطريق الضيقة ومنحنياته الخطرة وحفره الكثيرة فضلاً عن حوادثه المميتة المتكررة، ومع تواصل نداءاتهم إلا أن الوضع لا يزال باقيا على ما هو عليه. ويتضح للعابر سوء طبقة السفلتة التي تم وضعها على الطريق، وانتشار الحفر والتشققات على طول الطريق وخطورة المنعطفات وانجراف الردميات وتهدم الجسور المساندة الموجودة في بعض الأماكن، إضافة إلى الضيق الواضح في عرض الطريق بما لا يسمح بالتقاء سيارتين عدا أماكن قليلة جدا وغاية في الخطورة. ويجمع الأهالي على أن المعاناة مع هذا الطريق لا تنتهي، ويجب أن يوضع لها حل عاجل لتجفيف سيل الدماء على الطريق. وأوضح مفرح جابر الخالدي ل«عكاظ» أن عقبة خاشر في محافظة الداير بني مالك التابعة لمنطقة جازان، استعصت على التنفيذ، فبعد مرور أكثر من خمس سنوات على تسلم المقاول المشروع الجديد للخط لم يتمكن من إنجاز عدة أمتار، فالمعدات التي يفترض أن تقوم بتنفيذ المشروع منتهية الصلاحية، إذ أعلنت عجزها عن مواصلة العمل بعد أيام من وصولها، وبدلا من أن يتفرغ المقاول لإنجاز المشروع وتنفيذ العقد انصرف إلى صيانة معداته العتيقة، ولم تجد نفعا كل محاولات الترميم، فقرر المقاول مغادرة الموقع تاركا وراءه كتلا من الحديد الصلب كانت تدعى «معدات ثقيلة» فاستشرى الصدأ في كل مفاصلها، في وقت استشرى اليأس لدى الأهالي من أن الطريق الحيوي الذي يخدم أكثر من 16 قرية سينفد ذات يوم، وإن كان البعض لا يزال يتشبث بأمل أن تتدخل وزارة النقل وتضع حدا لاستهتار المقاول وتتخذ اللازم حيال تنفيذ الطريق الذي طال انتظاره من سنين طويلة. وبين علي المالكي أن ضحايا الحوادث المميتة على طريق خاشر بالعشرات لخطورته وعدم وجود حواجز على جنباته ومنعطفاته الخطرة فضلاً عن كثرة الحفر والمطبات وعدم صيانته منذ سنوات طويلة، كاشفا النقاب عن أن الأهالي تبرعوا من جيبهم الخاص بترميم حفر الخط وإبعاد الصخور التي تتساقط بعد هطول كل مطر من الجبال المحاذية للطريق. وأشار المعلم عبدالله المالكي إلى أن الطريق كابوس يومي يعيشه المعلمون والمعلمات لكثرة تشققاته وتصدعاته فضلاً عن كونه طريقا حيويا يربط محافظة الداير بعدة قرى ويعبره المئات بشكل يومي. أما حسن الماكي فأبدى استياءه من الوضع الحالي للطريق بسبب سوء الأسفلت المليء بالتشققات، مبينا أن سيارات الدفع الرباعي تعاني من الطريق وخاصة وقت هطول المطر فما بالنا بالسيارات الصغيرة التي أصبحت أسيرة الحفر والمطبات وصيانتها بشكل مستمر أثقلت كاهل ملاكها لغياب الصيانة وإهمال الطريق من قبل إدارة الطرق بجازان. لا علاقة لنا أوضح رئيس بلدية الداير المهندس غصاب بن نايف العتيبي أن طريق جبل خاشر من الخطوط الرئيسية في المحافظة وهو من اختصاص إدارة الطرق بجازان، ولا علاقة للبلدية بصيانته أو وضع حواجز أسمنتية على جنباته.