حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الخوض في الفتنة، داعيا العامة إلى اجتنابها ومسبباتها، ومبينا أن موقف المسلم من الفتن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم الخوض في الفتن والإعراض عنها، إلا أن يكون ذا دعوة إلى الله وسعي في الإصلاح والتوفيق ودفع الشر ورد الظلم فليفعل، وإن كان عاجزا فليقتصر، وليحمد الله، وليبتعد عن هذه الفتن، ويسأل الله العفو والعافية. وأوضح سماحته أن أخذ الكفلاء على مكفوليهم مبالغ مقابل كفالتهم أمر غير مشروع، وأن هذا لا يحل لهم، لافتا إلى أن الكفيل لو أخذ مقابلا ماديا على الكفالة بشكل سنوي أو شهري، فهذا المبلغ المقتطع من دخل العامل حرام وظلم وعدوان وأخذ مال بغير حق.. فإلى التفاصيل: كيف يكون حسن الظن بالله عز وجل وبقضائه وقدره؟ (محمد ولي) إن المؤمن حقا يحسن الظن بربه، ويعلم أن قضاء الله وقدره دائر بين أمور أربعة، بين كمال حكمة الرب، كمال علمه، كمال عدله، وكمال رحمته، فكل قضاء قضاه الله لا بد أن يكون فيه كامل الحكمة مع كمال العلم والعدل والرحمة، فإن الله عليم حكيم لا يقع شيء إلا بإرادته، وكل ما قضى وقدر خير محض، قال الله تعالى: (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين)، وقال أيضا: (فيها يفرق كل أمر حكيم). فمن أوامر الله التي لا يلحقها سفه ولا نقص ولا عيب، بل هو قضاء وقدر كامل، وإن كان على المخلوق شيء لكن من جهة ربنا عز وجل فكل قضاء قضاه الله وقدره فهو على كمال حكمة الرب وكمال عدله ورحمته وعلمه جل وعلا. والمؤمن إذا علم حقا أن الله رؤوف رحيم وحكيم عليم، وأنه لا يقع شيء إلا بكمال حكمته وعدله ورحمته رضي واطمأن، وعلم أن الله أرحم به من رحمة أمه الشفيقة به، فيرضى ويسلم ويرضى بقضاء الله وقدره ويرضى ويسلم، فلا اعتراض ولا ضجر، بل إيمان ورضى، فإذا رضي واطمأن خلف الله له خيرا مما فاته وملأ قلبه إيمانا ويقينا. المسلم والفتن في حال الفتن.. كيف يكون حال المسلم، وكيف نطبق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (فليسعك بيتك)؟ الفتن أعاذنا الله وإياكم من شرها وصرفها عنا وعنكم مصائب عظيمة وبلايا، يقول الله تعالى: (واتقو فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)، فالفتن إذا وقعت لا تخص أحدا معينا، بل تعم الجميع.. نسأل الله السلامة والعافية، فموقف المسلم من الفتن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم الخوض في الفتن والإعراض عنها، إلا أن يكون ذا دعوة إلى الله وسعي في الإصلاح والتوفيق ودفع الشر ورد الظلم فليفعل، وإن كان عاجزا فليقتصر، وليحمد الله، وليبتعد عن هذه الفتن، ويسأل الله العفو والعافية، فمن كان عنده قدرة واستطاعة لتخليص المسلمين من شر هذه الفتن ودفعها وردها فليفعل، وإلا فليجتنبها وليسأل الله العافية. أخذ مال مقابل الكفالة أنا مقيم في الرياض وكفيلي ليس له عمل، ويطلب مني كفيلي مبلغا من المال سنويا، فما حكم هذا العمل؟ (يوسف عبدالله) أخذ الكفلاء على مكفوليهم مبالغ مقابل كفالتهم هذا أمر غير مشروع ولا يحل لهم ذلك، لو أخذ الكفيل مقابلا ماديا على الكفالة بشكل سنوي أو شهري، فهذا المبلغ المقتطع من دخل العامل حرام وظلم وعدوان وأخذ مال بغير حق. تربية الأبناء هل تكفل الله تعالى بتربية الأبناء مثلما تكفل برزقهم؟ (أم خالد) الله تعالى متكفل بنا في كل أحوالنا (قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون)، فتكفل بأرزاقنا وأمورنا كلها هدانا للإسلام وخلقنا على الفطرة (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، لو ترك الإنسان وشأنه لعاش على الفطرة الحنيفية، لكن الله بعث الرسل لتبصير الناس بهذه الفطرة وإحيائها في نفوسهم، فالله تكفل برزقنا، وأما الهداية والضلال فقد أوضح طريق الخير وطريق الشر، قال الله تعالى: (وهديناه النجدين)، وقال (وقل الحق من ربكم) فالأمر واضح، الرسل أقاموا الحجة على العباد وأوضحوا الحق من الباطل وبينوا صراط الله المستقيم وأعطى الله العبد اختيارا وإرادة تابعة لمشيئته وإرادته، فمن أراد الله به خيرا سلك الطريق المستقيم، ومن أريد به غير ذلك سلك الطريق السيئ، قال جل وعلا: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)، فمن أخذ طريق الهداية وفق لها، ومن انصرف عن طريق الهداية خذل، قال تعالى: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا طريق الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين)، فالله تكفل بأرزاقنا وتكفل بأن أوضح لنا طريقي الخير والشر، وتكفل جل وعلا فضلا منه ورحمة بإثابة المحسن والتجاوز عنه، وأن من عمل حسنة جازاه بعشر أمثالها، ومن عمل سيئة جازاه بمثلها ويغفر، فعلى المسلم أن يسلك طريق الخير ويتحرى الصواب ويسأل الله التوفيق والسداد. الإحسان والجحود إذا أحسنت إلى الشخص وبدل الإحسان بالجحود والإنكار والعداوة والحسد والبغضاء.. فهل يعد ذكر الإحسان له من باب المن؟ من أحسن إلى إنسان وبذل المعروف معه، ولكن قوبل من الطرف الثاني بالإنكار، فعليه أن يصبر ويحتسب ويجعل أمره إلى الله ويحمد الله على أنه محسن، واليد العليا خير من اليد السفلى، ولا ينبغي أن يهدم إحسانه بالمن، قال الله تعالى: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى). صلاة أهل الأعذار من أجرى عملية جراحية، ولا يستطيع القيام من السرير، وفي بدنه وثوبه نجاسة، كيف يتطهر؟ هل يتوضأ بالماء؟ مع العلم بأنه يجد صعوبة في إزالة النجاسة؟ يقول العلماء رحمهم الله: إن الصلوات الخمس لها خصوصية بين سائر الأركان الثلاثة، الصوم إنما يجب في كل عام، ومن استطاع وإلا صام من أيام أخر، وإن عجز أطعم، والزكاة إنما تجب على مالك النصاب الزكوي الماضي عليه الحول، في العام مرة، والحج إنما يجب في العمر مرة على من استطاعه، أما الصلوات الخمس؛ فإن الله أوجبها علينا خمس مرات في كل يوم وليلة، وما دام عقل الإنسان موجودا، فهو مطالب بهذه الفريضة، وهذه الفريضة تجب على المسافر وعلى المقيم، وتجب على الخائف وعلى الآمن، وتجب على المريض وعلى الصحيح، وهذه الصلوات الخمس أنت مطالب بأن تؤديها بكامل أركانها وواجباتها، هذا مع القدرة، وأن تستكمل شروطها نحو استقبال القبلة، والطهارة من الحدث والنجس، فيكون الثوب طاهرا، والبقعة طاهرة، والبدن طاهرا، وتصليها أيضا باستكمال الأركان والواجبات، ولكن إذا عجزت عن شيء سقط عنك، فعن عمران بن حصين – رضي الله عنه – قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: «صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب». إذا المريض يصلي، فإن قدر على استكمال الأركان والواجبات فالحمد لله، وإن عجز صلى على حاله، إن أعجزه القيام صلى جالسا، وإن أعجزه السجود والركوع أومأ بالركوع والسجود ولو جالسا، وإن تعذر عليه استقبال القبلة بأن كان سريره ليس إلى جهة القبلة ولا يستطيع تحويله صلى على حاله، إن قدر على الطهارة بالماء فالحمد لله، فإن عجز عنها تيمم، ومن لا يستطيع الوضوء وليس عنده من يحضر له التراب صلى ولو بلا تيمم. يجب أن يطهر الثوب من النجاسة، والمريض إن لم يكن عنده من ينظف ملابسه، وهو لا يقوى على تنظيف ملابسه من البول والغائط أو غيرهما من النجاسات عافانا الله وإياكم نقول له صل على حالك، وصلاتك صحيحة إن شاء الله (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون). حكم اللقطة وجدت بطاقة شحن مفتوحة وملقاة على الأرض ويبدو أنها مستعملة، وعندما حاولت أن أجربها على هاتفي الجوال وجدت أنها لم تستعمل وتمت إضافة مبلغ البطاقة إلى رقمي، فما الحكم في هذه الحالة؟ (فاطمة العلي) العلماء يقولون اللقطة التي تعرف ما تتبعها همة أوساط الناس أما هذه الأمور سهلة ما يعرف عليها. خصائص رجب هل لشهر رجب تميز عن باقي الأشهر، وما حكم قولنا (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)؟ (عمر باوزير) رجب من خصائصه أنه أحد الأشهر الأربعة الحرم التي قال الله فيها (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله منها أربعة حرم) أما تخصيصه بصوم أو عمرة أو بإحياء بعض لياليه، فكل هذا لا أصل له في الشرع، أما الدعاء فهو أثر يروى وغير ثابت. كتمان الشهادة ما تفسير قول الله تعالى: (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله)؟ آية صريحة، فيها ذم لمن كتم الشهادة عنده من الله، كحال اليهود الذين يعلمون رسول الله وحقيقة أمره وأنه نبي الله وخاتم أنبيائه، ومع ذلك كفروا وكتموا تلك الشهادة وادعوا أنه غير المراد، هذا ذم لهم، لأنهم كتموا ما عندهم من الشهادة، كتب الله ناصة على أن محمدا خاتم للأنبياء والمرسلين، وأنه يبعث في العرب، فالذين طعنوا في رسالته وشككوا فيها وكذبوه من اليهود والنصارى كتموا ما عندهم من شهادة الحق.