كشف الدكتور زهير أحمد الكاظمي مدير عام مركز تاريخ مكةالمكرمة، عن أن المواقع التاريخية والأثرية المهمة في مكةالمكرمة والمنطقة المركزية، بما فيها تلك التي دخلت ضمن التوسعات والمشروعات، تم توثيقها بالكامل وهناك مجسمات لها. وأوضح في لقاء أجرته معه «عكاظ» أن المركز يعمل على جمع مصادر تاريخ العاصمة المقدسة في كل العصور، وعلى استقطاب كل جهود حركة البحث العلمي حول كل ما يتعلق بتاريخ مكةالمكرمة وجغرافيتها وآثارها العمرانية ومآثرها الفكرية، مشيرا إلى أن المركز يضم أكثر من 7 ملايين وثيقة ومخطوطة عن تاريخ مكة عبر العصور المتعاقبة. وفي مايلي وقائع اللقاء: بداية حدثنا عن مركز تاريخ مكةالمكرمة، ومحتوياته وطبيعة عمله؟ مركز تاريخ مكةالمكرمة يقع في حي العزيزية، ويضم مخطوطات نادرة في شتى فنون العلوم والمعارف لتلبية رغبات المتخصصين من الباحثين والدارسين، ولها ارتباط وثيق بإدارة دارة الملك عبد العزيز، ولهذه المخطوطات أهمية مهمة للتعريف بحضارة الأمم. وتجسّد أكثر من سبعة ملايين وثيقة ومخطوطة التي يحتويها المركز لتاريخ مكةالمكرمة، عبر العصور المتعاقبة التي مرت بها، سواء سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، جمعت من مصادر داخل المملكة وخارجها منذ القدم ومنذ عهود قديمة وجمعت من الأرشيفات العالمية؛ كالإرشيف العثماني والبريطاني والمصري والهولندي وغيرها من مختلف أنحاء العالم. ويتكون المركز من عدة أقسام منها المكتبة والمعلومات والبحوث والدراسات والترجمة والنشر وخدمات الباحثين والمؤتمرات والعلاقات. ما أهداف المركز؟ يعمل المركز على جمع مصادر تاريخ العاصمة المقدسة في جميع العصور، وعلى استقطاب كل جهود حركة البحث العلمي حول كل ما يتعلق بتاريخ مكةالمكرمة وجغرافيتها وآثارها العمرانية ومآثرها الفكرية، كما أنه يعمل على إثراء الإنتاج العلمي المتخصص حول العاصمة المقدسة من الكتب والندوات والمحاضرات لما لها من دور في نشر قيم الإسلام العظيمة ورسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى البشرية أجمعين. ما أبرز الخدمات التي قدمها ويقدمها المركز للباحثين والباحثات؟ المركز بكل أرشيفاته ومكتبته وصالاته المختلفة وأقسامه البحثية مغذ للبحوث ومساند للباحثين والباحثات في تاريخ عاصمة الإسلام الأولى مكةالمكرمة ودورها الديني والروحي والمعرفي والعلمي، وكل فكرة أو مشروع علمي يهدف إلى تأصيل وحفظ شيء من تاريخ مكةالمكرمة الاجتماعي والاقتصادي والعلمي، وهناك لجنة لتقييم كل المشاريع البحثية التي تقدم للمركز وترى مدى جدوى الانتفاع من تلك المشاريع. كما أن المركز يسعى بل ويركز على جمع مصادر تاريخ مكةالمكرمة في مختلف العصور من المؤلفات والكتابات والمخطوطات والدراسات والوثائق والصور والخرائط والروايات والمقالات والأفلام المرئية، وإعداد الدراسات والمؤلفات عن مكةالمكرمة وجوانب الحياة فيها قديماً وحديثاً، ونشرها وفق المنهج العلمي المتبع، ودعم الباحثين في أنحاء المملكة والعالم الإسلامي، وإصدار دوريات علمية محكمة تهتم بنشر ما يتعلق بمكةالمكرمة بعدة لغات وإنشاء بوابة تقنية للمعلومات عن مكةالمكرمة وإقامة المعارض المتخصصة والتعاون مع المراكز والمؤسسات المماثلة. ما الإصدارات العلمية التي صدرت عن طريق المركز وعمل على تبنيها؟ لقد أنجر المركز عدداً من الإصدارات العلمية والأنشطة المتخصصة، وسيعقد ثلاث ندوات علمية كبرى خلال العام المقبل، وهي ندوة التعليم في الحرمين الشريفين في عهد الملك عبدالعزيز، وندوة سقاية الحجاج عبر العصور التاريخية، وندوة المصادر التاريخية لمكةالمكرمة في شتى العصور رصداً ودراسة وتحليلاً. وفي جانب الإصدارات العلمية أصدر المركز حتى الآن عدداً من المطبوعات العلمية منها كتاب «صفحات من تاريخ مكةالمكرمة» وكتاب «أعلام وحدود الحرم المكي الشريف» وكتاب «الحج إلى مكةالمكرمة من شبه القارة الهندية» وكتاب «الحياة العلمية في مكةالمكرمة»، و«الأطلس المصور لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة» (باللغة الإنجليزية). كما قام المركز بطباعة ثلاثة كتب هي «مدينتا الجزيرة العربية المقدستان»، و«مقام إبراهيم عليه السلام»، تأليف محمد بن طاهر الكردي، ودراسة الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان، و«تاريخ أمة في سيرة أئمة»، ويتكون من خمسة مجلدات من تأليف الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، وهذه القائمة من الكتب المترجمة والمؤلفة بندرتها تخدم المكتبة التاريخية لمكةالمكرمة وتحث الباحثين والباحثات للتعاون مع المركز على هذا المستوى المتطلع للجودة العلمية والتميز في الموضوع والمنهج. هناك معلومات عن أن من ضمن مشروعات المركز الحالية الإعداد لموسوعة ضخمة، هل لك أن تضعنا في تفاصيل هذا المشروع؟ نعم في إطار حرصنا على جمع كل ما يتعلق بالتاريخ الإسلامي في شتى المجالات، خصوصاً تلك المتعلقة بتاريخ مكة، نعمل حاليا على تنفيذ موسوعة عن تاريخ الحج والحرمين الشريفين، تتناول الأطر المتعلقة بتاريخ الركن الخامس في الإسلام، وعلاقة مكةالمكرمة بهذه الشعيرة وتأثرها بها على مر العصور. وهذا المشروع يهدف إلى تغطية كل العصور المتعلقة بالحج إلى مكةالمكرمة منذ فترة ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر. ويتمثل البعد المكاني أو النطاق الجغرافي للمشروع في مكة المكرّمة والمدينة المنورة والمدن الرئيسة والمراكز العمرانية التابعة لهما أو القريبة منهما، ويشمل مواقيت الإحرام أو ما يُعرف بالنطاق الشرعي للحج، إضافة إلى طرق الحجاج ومسالكهم ومواطنهم وخصائص تنقلاتهم وصفاتهم وترحالهم إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج. ويتكون المشروع من جانبين رئيسين، الأول موسوعة الحج والحرمين الشريفين، وهذا المجال أساسه الكتابة والتوثيق في مختلف مواضيع الحج المختلفة ومجالاته منذ فترة ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر، أما الثاني فهو قاعدة معلومات الحج والحرمين الشريفين، إذ إن تنفيذ مشروع بأهمية الحج إلى مكةالمكرمة والحرمين الشريفين واتساعه يتطلب وجود قاعدة عريضة من المعلومات. متى ينتهي العمل في هذه الموسوعة؟ الموسوعة سينجز العمل فيها خلال العام المقبل لكن ذلك لا يعني التوقف، فالموسوعة تصدر ويليها دوريات سنوية كل سنتين أو ثلاث سنوات لتحديث المعلومات وإضافة كل ما يستجد، علما أن الموسوعة التي سيتم إصدارها تبدأ ب 35 جزءا. هناك بعض المواقع الأثرية والتاريخية المهمة أزيلت ودخلت ضمن التوسعات والمشاريع التطويرية التي تشهدها مكةالمكرمة، فما دور المركز في الحفاظ على هذه الآثار؟ المركز يعمل على توثيق المواقع التاريخية من خلال دراسة علمية تتعلق بالمواقع التي يقصدها الحجاج كنوع من الزيارة، كما أن دوره تزويد إمارة المنطقة وهيئة السياحة بمعلومات عن تلك المواقع وأهميتها التاريخية، وعقد ورش عمل تتعلق بالمواقع التي يدور حولها جدل علمي بأهميتها. وهنا أريد التأكيد على أن كل المواقع التاريخية والأثرية المهمة في مكةالمكرمة والمنطقة المركزية، بما فيها تلك التي دخلت ضمن التوسعات والمشروعات، تم توثيقها بالكامل، وهناك مجسمات لها، فهي لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة المسلمين. وهناك تعاون مع عدة جهات مختلفة من ضمنها هيئة السياحة وشؤون الحرمين وأمانة العاصمة القدسة ومعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج، وإمارة المنطقة تظل المظلة الأساسية لعملنا من خلال متابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة.