شبرقة - بَدَل الزهراني : عقد مدير عام مركز تاريخ مكةالمكرمة الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السماري اليوم مؤتمرا صحفيا بمقر مركز تاريخ مكة بحي العزيزية. وأكد معاليه ل(واس) أن المركز يقف منارة علمية تستقطب جهود حركة البحث العلمي حول كل ما يتعلق بتاريخ مكةالمكرمة وجغرافيتها وآثارها العمرانية ومآثرها الفكرية ويثري الإنتاج العلمي المتخصص حول العاصمة المقدسة من الكتب والندوات والمحاضرات بما يستجلي الدور الإسلامي لها ودورها في نشر قيم الإسلام العظيمة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية أجمعين. وبين أن المركز الذي تشرف عليه دارة الملك عبدالعزيز يعنى بتوثيق الجهود الإسلامية المبذولة لتطوير الخدمات المقدمة لحجاج الحرم الملكي والمعتمرين في المشاعر المقدسة، وخاصة الجهود السعودية وعلى رأسها التوسعات الملكية للحرم . وأفاد أن المركز يتطلع إلى أن يكون في ذروة أدائه في المستقبل ونقطة تقاطع واجتماع للبحوث العلمية والدراسات المتخصصة في العالم عن مكةالمكرمة كونها المدينة الأم للإسلام، والمكرمة لدى المسلمين في كل أصقاع العالم وعبر الحقب التاريخية المختلفة وتحظى بحراك علمي منذ نزول الإسلام فيها، في محاولة من المركز لتركيز الجهود والمناشط بأشكالها العلمية المختلفة ونقلها من التبعثر والتفرق إلى عمل مؤسساتي يحقق لتلك الجهود والمناشط قيمتها العلمية وأيضاً يكون المركز بأرشيفته ومكتبته وصلاته المختلفة بالأطراف البحثية مغذياً للبحوث ومسانداً للباحثين والباحثات في تاريخ عاصمة الإسلام الأولى مكةالمكرمة ودورها الديني والروحي والمعرفي والعلمي. ولفت الدكتور فهد السماري إلى الدور الثقافي والاجتماعي لمكةالمكرمة كونها ساحة التقاء لكثير من العادات والتقاليد والثقافات الفرعية أثناء موسم الحج وما يصحبه من نشاط اقتصادي وتجاري نشط منذ أيام الإسلام الأولى، مؤكداً أن المركز يحظى باهتمام وعناية خاصة ومتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، للأهمية القصوى لتاريخ مكةالمكرمة ليس للمسلمين فقط بل وجميع العالم لدورها التاريخي في المنظمة الأخلاقية البشرية وكون مكةالمكرمة مكان اهتمام الدولة السعودية منذ تأسيسها ورعايتها وليكون المركز الذراع العلمية والذاكرة التوثيقية للخدمات السعودية وخاصة في عهد ملوك الدولة السعودية الحديثة المقدمة للعاصمة المقدسة . وحول أهداف المركز قال الدكتور فهد السماري : (ترتكز هذه الأهداف التي أقرها الاجتماع التأسيسي على جمع مصادر تاريخ مكةالمكرمة في جميع العصور من المؤلفات والكتابات والمخطوطات والدراسات والوثائق والصور والخرائط والروايات والمقالات والأفلام المرئية وإعداد الدراسات والمؤلفات عن مكةالمكرمة وجوانب الحياة فيها قديماً وحديثاً ونشرها وفق المنهج العلمي المتبع، ودعم الباحثين في أنحاء المملكة والعالم الإسلامي، وإصدار دوريات علمية محكمة وغير محكمة تهتم بنشر ما يتعلق بمكةالمكرمة بعدة لغات وإنشاء بوابة تقنية للمعلومات عن مكةالمكرمة وإقامة المعارض المتخصصة والتعاون مع المراكز والمؤسسات المماثلة). ونوه أن هذه الأهداف جعلت من المركز محل ثقة الأوساط العلمية واعتبار الجهود البحثية المختلفة تندرج على رؤية تتمثل في خدمة تاريخ مكة ومصادره المتنوعة وفق الأساليب العلمية المعتدّ بها بما يلائم مكانتها المقدسة وأهميتها التاريخية، والمحافظة على مصادر تاريخ مكةالمكرمة والعناية بها إتاحة ونشراً وتحقيقاً. وبين أن المركز أنجز عدداً من الإصدارات العلمية والأنشطة المتخصصة، وندوة نسائية بعنوان ( المطوفة المكية تاريخ وذكريات) ناقشت تاريخ الطوافة والمطوفات والأدوار الدينية والاجتماعية والثقافية التي كانت تقوم بها المطوفات. وأكد أنه تم توثيق منطقة الشامية قبل إزالتها من خلال جهود فردية وثقة المنطقة بصور فوتوغرافية، بالإضافة إلى أن هناك مشروع علمي يتعلق بمنطقة الشامية ككل يتناول تاريخها، وعمل المركز على توثيق النمط العمراني بشكل أدق وموسع وتوثيق المواقع التاريخية من خلال دراسة علمية يتعلق بالمواقع التي يقصدها الحجاج كنوع من الزيارة، مشيرا لدور مركز تاريخ مكة في تزويد إمارة المنطقة وهيئة السياحة بمعلومات عن تلك المواقع وأهميتها التاريخية، وعقد ورش عمل تتعلق بالمواقع التي فيها جدل علمي بأهميتها، مؤكدا على التواصل مع الأسر المكية التي تمتلك مخطوطات نادرة ولم يكشف عنها لتوثيق ما لديهم من علم ومخطوطات، وإقامة معرض متخصص لإبراز ونشر تلك المخطوطات النادرة لعرضها ونشرها على بوابة تاريخ مكة الالكتروني. وأوضح أن مقر مركز تاريخ مكةالمكرمة الحالي مؤقت ، وسينشأ مقرا خاصا به بالمنطقة المركزية بجوار الحرم المكي الشريف على أن يكون حلقة وصل بين زوار مكةالمكرمة من حجاج ومعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام. وبين الدكتور فهد السماري أن لموسوعة الحج والعمرة لها محور يتعلق بتقاليد الحج لدى الشعوب الإسلامية بحيث تم عقد ورش عمل في الدول التي يقدم منها الحجاج والتي يتم توثيق تقاليدهم في الحج بالتعاون مع وزارة الحج، كذلك تعاون المركز مع الجامعات القائمة في دول التي يقدم منها الحجاج، مبينا انه سيكون للمركز وقف يعود ريعه إلى مركز تاريخ مكة لضمان ديمومة عمله وتوفير مصدر تمويل ثابت للقيام بمهامه على أكمل وجه، موضحا بان المركز لديه برنامج التواصل مع البيوت المكية لتوثيق مالديهم من معلومات وصور تاريخية عن مكةالمكرمة لثراء الجانب المعلوماتي التاريخي وتوثيق القصص والروايات والمواقع الجغرافية، ويتطلع المركز إلى أن يكون في ذروة أدائه في المستقبل نقطة تقاطع واجتماع للبحوث العلمية والدراسات المتخصصة في العالم عن مكةالمكرمة.