مزج المعرض التشكيلي «أنامل واعدة» بين الإبداع والبراءة في مدرسة بيتي الصغير القسم الابتدائي في جدة، بإشراف الفنانة التشكيلية خلود الغامدي، والتي قدمت لطالباتها خارطة طريق حتما ستقودهن إلى مستقبل مشرق في عالم الفنون البصرية، وينتابك الذهول من الوهلة الأولى عند دخولك لمعرض «أنامل واعدة»، حيث الهدوء يعم المكان كهدوء أرواح الطفلات اللاتي قدمن فنا راقيا، وهن لم يجتزن سن الثانية عشرة، قدمن أعمالا فنية كأعمال كبار التشكيليين، فتجد التجريد والواقعي والسريالي والانطباعي في رسالة وجهتها الفنانة خلود الغامدي بأن الفن للجميع، وأن كل نفس بشرية تحمل ذلك الجمال الروحي في التعبير عن كينونة وسيكولوجية الإنسان، ولكنها تحتاج إلى إثارة، استطاعت خلود أن تستثير مشاعرالطفلات، وهي تدربهن على ألوان الفنون المختلفة، فكان لها تقديم معرض نموذجي يسجل في سيرة الفنانة المليئة بالعطاءات والمبادرات القيمة، المعرض قدم بشكل احترافي راعى العديد من الجوانب، من أهمها تأطير العمل الفني الذي زاد جمال اللوحة عمقا وفكرا، إنها لمسات فنانة امتهنت الفن واحترفته، فعرفت خلود كإحدى الفنانات القادرات على تصوير الواقع بكل حرفية، متخذة أسلوب الواقعية كمنهج اتبعته ومسلك سلكته ليميزها عن غيرها، ما وضح ذلك جليا في أعمال طالباتها التي تنبض بألوان الطفولة والبراءة والإبداع. قدمت الفنانة الصغيرة هيام اسكندراني (في الثامنة من عمرها) لوحة تحمل براءة الطفولة وإبداع كبار التشكيليين، وزعت ألوانها وعناصرها بحرفية لا نهائية، لتتقاطع مع روحها البريئة والنقية، لتصف جمال الطفولة بكل تفاصيلها وعشقها للحياة، إنه الجمال الطفولي في معرض «أنامل واعدة».