لا تزال ورشة الأفارقة منذ أكثر من 45 عاما تتطور مع مر السنين وتأخذ لها رونقا خاصا في إنتاج وصناعة الأواني الخشبية كالأقداح و«المهاريس» الخشبية المستخدمة في المناحل والمطاعم ومحال بيع اللحوم، حيث يتبارى الحرفيون في إبراز مواهبهم في فن النحت على الخشب وتشكيله، في صور بديعة أكسبتهم شهرة واسعة تعدت نطاق مكة لتصل إلى جدة والطائف. وتعد منتجات الورشة مصدر جذب للعملاء خصوصا النحالين الذين يقصدون الورشة لصناعة خلايا النحل؛ إضافة إلى ملاك المطابخ الشعبية والقصابين الذين يؤمنون الأخشاب للورشة بهدف تجهيزها وفق رغبتهم وتصورهم. وهذه الورشة بدأت من الصفر، وأصبحت الآن أهم مورد للمصنوعات الخشبية في مكةالمكرمة، وفي أغلب المدن في المنطقة الغربية. واتخذت هذه الورشة حوش بكر مقرا لها لصناعة الحرف اليدوية وكل المستلزمات المنزلية الخشبية وأدوات المناحل الخاصة، إضافة إلى الطاولات والكراسي الخشبية وبعض الأشكال الفنية كالطائرات والسيارات والملاعق التي تصنع بالخشب على يد هؤلاء الأفارقة. وبعد انتشار هذه الحرفة التي بدأت في حوش بكر، يقوم الأفارقة بترويجها أمام المراكز التجارية وعند الإشارات المرورية والتكسب منها، ولكنهم يعرضون أنفسهم للخطر بالتجول بين المركبات من أجل بيع المشغولات. وقال محمد آدم، ابن مؤسس ورشة النحاتة الشهيرة في حوش بكر: «إن تاريخ تأسيس الورشة يرجع إلى أكثر من 45 عاما على يد والدي آدم محمد (نيجيري) الذي اشتهر بحرفة نحت الأخشاب وصناعة الأواني المنزلية، حيث قدم هو إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج قبل أكثر من نصف قرن تقريبا، وسرعان ما شرع في البحث عن مصدر رزق والاستقرار في مكة، وكان الخيار تأسيس ورشة خاصة به لمزاولة الحرفة التي اشتهر بها في بلاده، وبمرور الوقت نجح في بناء قاعدة عريضة وشهرة واسعة جلبت له الزبائن من مختلف مناطق مكةالمكرمة». وأضاف: «صحيح أن عمر الورشة تجاوز 45 عاما، لكنها مازالت تعمل بجودة عالية»، وتابع: «توراثنا المهنة عن الآباء وننفذ كل الأشغال الخشبية بإتقان عال». وخلص إلى القول: «نجد صعوبة بعض الشيء في بيع الحرف الخشبية التي نصنعها في الورشة ولا حل لدينا سوى أن نقوم بالتجول بها أمام المراكز التجارية وعند الإشارات المرورية لبيعها والتكسب منها».