تواصل القوات السورية خوض معارك عنيفة في مدينة القصير وفي محيطها وسط البلاد، مدعومة بحزب الله اللبناني الذي فقد 79 عنصرا من مقاتليه منذ بدء اقتحام المدينة الأحد الماضي. ومع استمرار النزاع السوري لأكثر من عامين، شهدت باريس أمس لقاء فرنسيا أميركيا روسيا للبحث في التحضيرات لمؤتمر دولي لحل الأزمة، بينما تستضيف بروكسل اجتماعا أوروبيا للبحث في رفع حظر الأسلحة على سورية، ما قد يمهد لتسليح المعارضة. في حين حذرت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة من "كابوس" ترتسم معالمه في سورية. وقالت في افتتاح الدورة الثالثة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن "كارثة إنسانية وسياسية واجتماعية تعصف حاليا بسورية وما ينتظرنا هو كابوس حقيقي". وميدانيا، أفادت قناة "الإخبارية" السورية أن مراسلتها يارا عباس (26 عاما) قتلت برصاص قناصة بالقرب من مطار الضبعة شمال مدينة القصير بمحافظة حمص. وبمقتل عباس، يرتفع إلى 24 عدد الصحفيين الذين قضوا خلال تغطيتهم النزاع السوري منذ منتصف مارس 2011، إضافة إلى 58 ناشطا إعلاميا، بحسب أرقام "مراسلون بلا حدود". ويشهد المطار الذي يشكل منفذا رئيسيا لمقاتلي المعارضة المتحصنين في شمال مدينة القصير، اشتباكات عنيفة. وقال المرصد السوري أمس إن "عدد عناصر حزب الله الذين قتلوا خلال الأشهر الفائتة في ريفي دمشق وحمص ارتفع إلى 141، بينهم 79 مقاتلا قتلوا خلال الفترة الممتدة بين فجر 19 مايو إلى فجر الأحد". من جانبها، أعلنت جبهة النصرة السورية أمس بدء عملياتها العسكرية في لبنان ردا على مشاركة حزب الله في القتال في سورية. إلا أنه لم يصدر بعد أي تبني رسمي من قبل جبهة النصرة لهذا البيان أو نفي له. وجاء في نصه "تعلن جبهة النصرة عن بدء عملياتها العسكرية في لبنان إن لم يرتدع حزب الله عن قتل إخواننا في سورية وينسحب في المناطق السورية "القصي وحمص" خلال مهلة ثلاثة أيام سوف يكون لدينا رد قاس في مختلف الأراضي اللبنانية وخصوصا الأماكن الحدودية والبقاع والضاحية الجنوبية التي يتغلغل فيها عناصر الرافضة حزب الله وسوف يكون هدفنا الأسواق التجارية والمدارس والمؤسسات العامة والمتنزهات". وفي بروكسل، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا أمس في محاولة للتوصل إلى توافق حول رفع حظر الأسلحة إلى سورية، ما قد يفسح المجال أمام تزويد المقاتلين المعارضين بالأسلحة لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية السورية. وحث الائتلاف السوري المعارض الاتحاد على رفع الحظر عن الأسلحة. وقال المتحدث باسمه خالد صالح من إسطنبول إن "الشعب السوري يواصل المطالبة بأسلحة لحماية نفسه. آمل وأرجو أن يتفهم الوزراء الذين يجتمعون في بروكسل ذلك". وفي باريس، بحث وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وروسيا سيرجي لافروف والولايات المتحدة جون كيري مساء أمس، في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه موسكو وواشنطن سعيا للتوصل لحل للأزمة السورية بمشاركة طرفي النزاع. ويتوقع أن يعقد المؤتمر الذي اصطلح على تسميته "جنيف 2" في يونيو المقبل. وفي السياق، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية أمس شهادة اثنين من مراسليها كانا في ضواحي دمشق وقالا إن الجيش السوري استخدم أسلحة كيميائية. وقال المراسل فيليب ريمي إنه كان مع زميله "شاهدين لعدة أيام متتالية" على استعمال متفجرات كيميائية وانعكاساتها على مقاتلي المعارضة في حي جوبر في شرق دمشق. ولاحظ المصور لوران فان در ستوك في 13 أبريل كيف أن المقاتلين "بدؤوا يضعون أقنعة واقية من الغاز بدون تسرع على ما يبدو لأنهم في الحقيقة قد تعرضوا لذلك من قبل وكيف جلس بعضهم القرفصاء وهم يختنقون ويتقيؤون".