لم يكن محمد الرشيدي يدري أن نغمة الهاتف الذكي، يمكن أن تودي بحياة أعز أصدقائه وتعرضه لإصابات بليغة وتفقده وظيفته المرموقة في إحدى الدوائر الخدمية، ويعد الرشيدي واحدا من ضحايا استخدام الهواتف الذكية أثناء قيادة السيارة في أحد الطرق السريعة بالمدينةالمنورة. يقول الرشيدي وهو يستعيد لحظة الفاجعة من أقاصي ذاكرته: «كنت مستغرقا في أحلامي وفجأة رن الهاتف الجوال لصديقي والذي كان يقود السيارة، فرد على المكالمة، وبعدها غامت الدنيا أمام عيني ووجدت نفسي في طوارئ أحد المستشفيات وأنا أعاني من إصابات بليغة في مختلف أنحاء جسمي، وللأسف اكتشفت أن صديقي الذي كان يقود السيارة توفي بسبب انشغاله بالرد على الهاتف». وفي موازاة ذلك أفصح مدير وحدة الأمن والسلامة والناطق الإعلامي في مرور منطقة المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي بأن استخدام الهواتف الذكية أثناء القيادة يتسبب في الكثير من الحوادث المرورية، لافتا إلى أن قائد المركبة قد يفقد التركيز في الطريق أثناء القيادة بسبب انشغاله بتلك الأجهزة، وشدد النزاوي على ضرورة الامتناع عن استخدام تلك الأجهزة أثناء القيادة حفاظا على سلامة الجميع من سائقين ومارة، وذكر أن المرور يقوم بتحرير المخالفات المرورية بحق مستخدمي تلك الأجهزة أثناء القيادة. وأضاف النزاوي أن حزام الأمان يساهم بشكل كبير في التقليل من مخاطر الصدمات، مطالبا جميع قائدي المركبات ومرافقيهم بالالتزام بتعليمات الأمن والسلامة، والحرص الدائم على استخدام حزام الأمان، مؤكدا أن المرور يقوم برصد مخالفي تعليمات الأمن والسلامة وتحرير المخالفات المرورية بحقهم. وكانت ثمة دراسات إحصائية كشفت أن الحوادث المرورية تمثل أحد المسببات الرئيسية المؤدية للوفاة في المملكة، وصنف التقرير الحوادث المرورية بأنها تحتل المرتبة الثانية في أسباب الوفاة بعد الأسباب المرضية، وبحسب التقرير والذي حصلت «عكاظ» على نسخة منه، يقدر معدل الحوادث المرورية في السنوات الأخيرة بوفاة واحدة وأربع إصابات في الساعة الواحدة. وبين التقرير أن الحوادث المرورية التي رصدتها الجهات المختصة في مختلف مناطق المملكة خلال الفترة الماضية كان سببها استخدام الهواتف الذكية وانشغال قائدي المركبات بها أثناء القيادة، وذكر التقرير أن استخدام تلك الهواتف أثناء القيادة يعرض قائدي المركبات والمارة لمخاطر كبيرة. وأوضح التقرير أن من ضمن الأسباب التي تسببت في رفع إحصائية الحوادث المرورية والتي رصدتها الجهات المختصة، السرعة الزائدة في الطرق الرئيسية داخل المدن، بالإضافة إلى سوء إطارات بعض المركبات، كما حدد التقرير سوء بعض الطرق الرسمية كسبب رئيسي للحوادث المرورية. وذكر التقرير أن هناك إمكانية للتقليل من الحوادث المرورية ومخاطر الصدمات وذلك من خلال التوعية بخطورة أجهزة الهواتف الذكية عند استخدامها داخل المركبات من قبل قائديها، وشدد التقرير على ضرورة مخاطبة جميع الجهات المختصة لعقد سلسلة من البرامج المشتركة تهدف إلى نشر الإحصائية والأسباب التي تقود إلى رفع نسبة الحوادث المرورية، وذلك من خلال وضع أهداف وخطط للحد من الحوادث المرورية، كما طالب التقرير بضرورة التأكيد على استخدام حزام الأمان من قبل جميع قائدي المركبات ومرافقيهم، وأفاد التقرير بأن السائقين الذين يستخدمون حزام الأمان هم أقل عرضة للإصابات الجسدية الخطيرة، والتي دائما ما ينتج عنها إعاقة أو وفاة لا سمح الله.