لم تكتف أم إسماعيل (52 عاما) باحتراف مهنة واحدة فحسب بل توغلت إلى عدة مهن وأورثتها بناتها ال8 فالسيدة التي تقطن مدينة دارين اشتهرت منذ صغرها بإجادة صنع خبز التاوة، والذي تعده يوميا وتبيعه لتكسب قوتها وقوت عيالها وتسعد زوجها وتعيل بناتها ال8. تقول أم إسماعيل: اكتسبت المهنة من والدتي منذ كنت صغيرة، كنت أساعدها في صناعة الخبز وبيعه على الناس. كانت والدتي معروفه في صنع المنتج، وكان الأقارب والمعارف والجيران يأتون ويشترونه منا يوميا. لا أزال حتى اليوم أجيد الصنعة وعلمت طريقة الصنعة وأسرارها لبناتي فيساعدنني كثيرا في المواسم خاصة في شهري شعبان ورمضان حيث يصبح الإقبال كبيرا مقارنة مع الأيام العادية مع كثرة استخدام الناس للخبز في الطبخ والوجبات الرئيسية اليومية كالثريد، حيث أخبز في اليوم ما يقارب 8 كيلوغرامات من الطحين. أم إسماعيل والمهرجانات حوراء بنت أم إسماعيل تلتقط طرف الحديث من والدتها وتضيف: تعلمنا من والدتي صنع الخبز وعمل السلال بسعف النخيل وشاركنا معها في عدة مهرجانات مثل مهرجان واحتنا فرحانة في القطيف الذي يقام أيام العيد ثم مهرجان الدوخلة في سنابس ومهرجان الوفاء في سيهات ومهرجان الواجهة البحرية في الدمام. تضيف حوراء «اشتهرت والدتي خلال أيام المهرجانات إذ أن الزوار يأتون من كل مكان ما أكسبها شهرة واسعة وأصبح الزوار يأتون من مناطق عديدة ومن خارج البلاد مثل البحرين وبقية دول الخليج ومعظمهم شغوفون بالمنتجات الشعبية مثل سلال السعف والأشغال الأخرى .. وباعتبارنا فتيات أدخلنا إضافات جديدة على صناعة السعف مثل بعض التغييرات والألوان الجريئة حيث نختار الألوان من الهند وسورية». تثبيت اللون وعن طريقة عمل المشغولات بالسعف قالت: «نشتري السعف من السوق ونقوم بجمعه بطريقة معينة ثم نضعه في قدر كبير ويتم الصبغ الذي يحتاج إلى تثبيت لون خلال 12 يوما». منتجات أم إسماعيل تجد إقبالا كبيرا من الأهالي الذين يقبلون على شرائها لأسباب عديدة من بينها إتقان أم إسماعيل لعملها الذي اكتسبته منذ الصغر، إضافة إلى أن ما تقوم به يعتبر من موروث دارين والمنطقة وله قيمة تاريخية وثقافية لدى العديد من الأهالي الذين يقدرون كل الأعمال التي تذكرهم بالماضي فيما تكاد بعض الأعمال الأثرية والقديمة تنقرض في بعض المواقع.