أعاد طلاب كلية تصاميم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الروح النابضة للمنطقة التاريخية وذلك باستخدام تقنيات متطورة وأجهزة مسحية. وتمكن الطلاب خلال جولات في المنطقة التاريخية من إثبات عشقهم للتراث والرواشين والمباني القديمة التي كانت في غابر السنين مزدهرة وتنبض بالحياة. وفي هذا السياق لم يكن المشروع الذي قدمه ثلاثة طلاب كمتطلب في مادة دراسية لهم بكلية تصاميم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز كأي متطلب يطلبه أستاذ من طلابه بل كان مشروعا متكاملا سيؤثر في خدمة المجتمع والمحافظة والتعريف بالتراث العمراني الوطني، الطلاب استخدموا عددا من الأجهزة المتطورة وفرتها لهم جامعة المؤسس ليستخدمها الطلاب بتطبيق أفكارهم ومختلف الدراسات والأبحاث. وكان الطالب ابراهيم الحمودي الذي يعمل في المشروع حقق المركز الأول لمحور ريادة الأعمال في الملتقى العلمي الثالث لطلاب وطالبات جامعة الملك عبدالعزيز التي كانت بعنوان «توثيق التراث العمراني باستخدام تقنية الماسح الليزري الثلاثي الأبعاد»، اضافة الى مشاركته بورشة عمل تدريبية بالمنطقة التاريخية بمدينة جدة بالتعاون بين كل من جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة فيينا للتقنية. وفي هذا الصدد يقول الحمودي إن فكرة المشروع الذي نقدمه تهدف إلى الحفاظ على المنطقة التاريخية ومحاولة الاهتمام بمبانيها التراثية، حيث نعتمد في هذا المشروع على تقنيات علم الجيوماتكس، إذ ستكون مخرجات المشروع لاحقا حين يتم استكماله في التوصل إلى كروكيات مساحية ومخططات تفصيلية لعدد من المباني التراثية ذات القيمة التاريخية بالإضافة الى المسح الليزري الثلاثي الأبعاد لأحد المسارات السياحية شاملا بذلك واجهات المباني المطلة على ذلك المسار دخولا إلى أحد الأربطة التاريخية ومسح كافة تفاصيله الداخلية وصولا في نهاية المشروع إلى بناء قاعدة بيانات جغرافية وربطها بالنموذج الثلاثي الأبعاد المتحصل عليه من عملية النمذجة للمسح الليزري. ويضيف الحمودي بقوله «توصلنا إلى نسخة رقمية على ارتباط بنظام احداثيات جغرافي لجزء من المنطقة التاريخية تشتمل على كافة التفاصيل الدقيقة للساحات والأروقة وتفاصيل المنازل الداخلية التي هي على ارتباط بقاعدة بيانات جغرافية تسمح بالاستعلام عن تاريخ ما تم مسحه ليزريا بالاضافة إلى الاستعلام عن المواد المستخدمة في البناء ومختلف البيانات المساحية الأخرى من حيث المساحة والموقع الجغرافي. وعبر الحمودي عن شكره إلى الجامعة وكلية تصاميم البيئة التي وفرت أجهزة متعددة استطعنا استخدامها في المشروع كجهاز الماسح الليزري الثلاثي الأبعاد الذي تزيد قيمته على نصف مليون ريال إضافة إلى جهاز الميزانية الرقمية وجهاز أنظمة تحديد المواقع الجيوديزية وجهاز المحطة الشاملة وكذلك عدد من البرامج الهندسية التي استخدمت للمعالجة للتوصل باستخدام التقنيات الحديثة إلى مخرج دقيق مساحيا. من جهته أوضح الطالب فارس كمال المشارك في المشروع بأنه بالاعتماد على مخرجات هذا المشروع الطموح يتمكن المواطن والسائح من التجول داخل أروقة وساحات وأسواق ومباني المنطقة التاريخية والاستعلام عن تاريخ ومختلف البيانات الأخرى عبر الحاسب الآلي بمشاهدته لنسخة رقمية تحاكي الوضع الراهن للمنطقة التي تم العمل عليها وتسمح بالتفاعل معها من حيث الاستعلام واضافة مختلف البيانات، مشيرا إلى إمكانية إجراء مختلف الأبحاث والدراسات سواء كانت على ارتباط بالتراث أم بمختلف العلوم الأخرى، معتبرا أن هذه الطريقة تعد تسويقا للسياحة وحماية للتراث وتذكيرا به وإبرازا لقيمتها التاريخية للأجيال القادمة. المساحة الأرضية قسم «الجيوماتكس» فريد من نوعه بين جامعات المملكة ويمنح شهادة البكالوريوس في الجيوماتكس وهو تحت مظلة كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز ويضم في مجمل مواده التدريسية جملة من العلوم المساحية الأرضية، نظم المعلومات الجغرافية، الاستشعار عن بعد، نظام تحديد المواقع العالمي، المساحة التصويرية الجوية، الجيوديزيا، نظم معلومات الأراضي والبنية التحتية المكانية.