بالرغم من أن التمريض مهنة إنسانية إلا أن نظرة المجتمع تجاهها لم تتغير بالرغم من الحضارة والتطور اللذين دخلا على المجتمع السعودي، إلا أن الممرضات السعوديات يعشن واقعا إقصائيا مؤلما، ولم تسلم الممرضة السعودية حتى من الاتهامات بتقصيرها في عملها وغياب وعيها بأدائها الوظيفي مما جعلهن يعشن حالة من المخاوف نتيجة لكل تلك المشكلات الاجتماعية والوظيفية؛ (عكاظ) من خلال هذا التحقيق تتقصى مشكلاتهن العملية والاجتماعية، حيث جلست إلى عدد منهن، اللائي أكدن أن الممرضات مظلومات مهنيا واجتماعيا ويعانين من نظرة المجتمع السلبية، بسبب شبهة الاختلاط في هذا المجال، إلى جانب نظرة مرؤوسيهن في الشؤون الصحية ومن الأطباء أنفسهم في عدم الثقة في عملهن بالرغم من أنهن التحقن بهذه المهنة رغبة منهن في خدمة المرضى وكواجب إنساني يخدم طموحاتهن في الترقي من خلال هذا التخصص إلى أعلى المراتب. وتؤكد عدد من الكوادر التمريضية النسائية السعودية، في عدد من مستشفيات محافظة الطائف، بأن الممرضة السعودية دائما ما تقع في دائرة الاتهام والتقصير في أداء عملها وعدم الانضباط وعدم الاعتراف بعملها من قبل المسؤولين في الشؤون الصحية، كما ان الممرضة السعودية تعاني من ضغط العمل وعدم مراعاة الوضع الاجتماعي للممرضة السعودية ومقارنتها بالأجنبية التي لا تكون لها أي ارتباطات داخل المجتمع. وتقول كل من (أ، ع ) و(و، غ) و(ع ، أ) و(ن، أ) اللائي رفضن ذكر أسمائهن وفضلن أن يرمز لها بالحروف، ان الممرضة السعودية تعاني من حسميات الرواتب ضعف حسميات الممرضة الأجنبية، مشيرات إلى ان ادارات المستشفيات تعمد لخروج الممرضة مع المرضى على ان القرارات تنص لعدم خروج الممرضة السعودية لخارج المستشفى لمرافقة المرضى، كما انه يوجد عجز في كادر التمريض بسبب التفرغ لدراسة البكالوريوس. لا يسمع لنا وتقول الممرضة (أ-ع )، انها تعمل في احد مستشفيات الطائف، ولكن للأسف يوجد عجز في الكادر التمريضي النسائي، خاصة في مستشفيات رنية والخرمة وتربة، وكذلك في مستشفيات الطائف الكبرى، وهو ما يسبب ضغطا على الممرضات في المستشفيات، واضافت «الممرضة السعودية مالها الحق في الدفاع عن نفسها في أي مشكلة تواجهها، حيث انها لا يسمع لها ولا يكون هناك أي مراعاة لظروفها الاجتماعية ولا يوجد من يقف في صفها حتى لو كان الحق معها». ضغط العمل أما (و-غ) فأشارت إلى أن من أهم الأمور التي تواجهها الممرضة السعودية في المستشفيات هو انه لا توجد كوادر تمريض كافية، مما يعني أن ضغط العمل كبير على الممرضات السعوديات، بمعنى أن تعمل في الوردية الواحدة 3 ممرضات على 26 مريضا، مما يسبب ضغطا على عمل الممرضة ويؤثر على أدائها تجاه المرضى، حيث انه لا يوجد أي عدل في الجداول، بمعنى ان تداوم الممرضة السعودية من 6 -7 أيام متواصلة والمفروض خمسة أيام دوام ويومان راحة، وهو ما يؤثر على أداء عمل الممرضة التي تواجه ضغوط عمل في عملها وهي التي ترتبط بأسرة وأطفال تقوم على رعايتهم. وتشير (ع-أ) إلى أن أهم المشاكل التي تواجه الممرضة السعودية هي حسميات الرواتب، فالممرضة السعودية يحسم عليها اثناء الغياب ضعف حسميات الأجنبيات، حيث حسمية السعودية 500 ريال أما الأجنبية ف250 ريالا، وليس لدينا الحق في المطالبة، وإذا تمت المطالبة لا نرى ولا نسمع غير الوعود، أو الإهمال فليس من المعقول ان يخصم لليوم الواحد مبلغ 500 ريال فلدينا ارتباطات مادية والحسميات بهذه الكيفية توقعنا في مشاكل نحن في غنى عنها. خروج مع المرضى وبينت (ن-ع) بأن قرار وزارة الصحة يمنع خروج الممرضة مع المريض خارج المستشفى إلا أنه يتم إرسال الممرضات السعوديات خارج المستشفى لإحضار مرضى آخرين، وذلك مخالف لقرار وزارة الصحة، وهو دائما يوقعنا في مشاكل مع ادارة المستشفى، الا انه لا حياة لمن تنادي. اما (ر- أ) فأكدت أن حقوق الممرضات السعوديات في العمل مهضومة، مشيرة إلى أن المتعارف لدى إدارة المستشفى ان الممرضة السعودية لا تعمل بل تدعي العمل، وأن جميع الأعمال لا تقدم بشكل جيد، إلا من الممرضة الأجنبية حتى لو جلست الممرضة السعودية تعمل بكل جهد لا يقنعهم ذلك، مشيرة إلى أنه في رأيها لا توجد إدارة سليمة ولا اطباء متفاهمين وأن كل اللوم على الممرضة من قبل الادارة ومن قبل الاطباء ومن قبل المرضى والمراجعين، وأضافت «إلى متى والممرضة السعودية ينظر لها بهذه النظرة القاصرة؟». السعودية مجتهدة من جهتها أكدت مديرة إدارة التمريض بالشؤون الصحية بالطائف حصة الناجم، ان نسبة السعودة في التمريض أكثر من 65 في المئة وتسعى وزارة الصحة لسعودة جميع كوادر التمريض في جميع مستشفيات الطائف، وأكدت ان الممرضة السعودية تعمل بكل جد واجتهاد ونفت بأن تكون الحسميات تصل إلى 500 ريال، وأضافت «ليس صحيحا أن الوزارة تحسم على الممرضة السعودية ضعف الممرضة الأجنبية»، مبينة أن الحسم حسب الغياب، لافتة إلى أن نسبة غياب الممرضات السعوديات 20 في المئة في الشهر، مشيرة إلى أن الممرضة السعودية تختلف في ارتباطاتها الاجتماعية أكثر من الممرضة الأجنبية التي تسخر كل وقتها وجهدها للعمل. وأوضحت الناجم، ان خروج الممرضات ليس بالخروج الدائم، وأضافت: غالبا ما يخرج مع المرضى من الكادر التمريضي الممرضون، الا أنه في النادر تخرج الممرضة مع المريض، مشيرة إلى أن ذلك يحدث غالبا في مستشفى الأطفال. أما عن دوام الممرضات فتقول الناجم: يجب ان تعمل الممرضة 48 ساعة ويتم الاتفاق على توزيع الساعات مع مديرات الأقسام، حيث يتم التنسيق مع الممرضات حسب الحالات وحسب العمل.