يتوسط سقف مظلة الخضار في سوق الفواكه والخضار المركزي بالدمام لوحة بطول 3 أمتار وبعرض 1.5 متر تحمل بين دفتيها شرحا مفصلا عن أوقات عمل المظلة، فاللوحة تحدد العمل خلال الفترة الصباحية من بعد صلاة الفجر وحتى العاشرة صباحا والفترة المسائية من الساعة الواحدة فجرا حتى الخامسة من مساء اليوم التالي. وتحذر لوحة «أوقات عمل المظلة» كل العاملين في الموقع من مخالفة التعليمات لتقول «خلاف ذلك ستطبق الأنظمة والتعليمات بحق المخالفين». صعوبة التطبيق اللوحة كانت مثار جدل بين الباعة بسبب صعوبة تطبيق التعليمات، خصوصا أن ذروة العمل تنشط بعد الساعة العاشرة و بعد الساعة الخامسة حتى الساعة السابعة يوميا. والباعة يقولون إن الخطابات التي رفعت إلى أمانة الشرقية فور نصب اللوحة آتت أكلها، إذ تم السماح للباعة بممارسة النشاط الاعتيادي خارج الأوقات، باستثناء يومي الأحد و الثلاثاء أسبوعيا، حيث يتم إفراغ المظلة من البضائع والباعة لإجراء عمليات التنظيف الاعتيادية، ويضيف العمال أن أمانة الشرقية أخذت في الاعتبار الظروف التي تستدعي استمرار حركة البيع خارج الاوقات المحددة سلفا. الأمانة على حق البائع محمد درويش يقول إن الالتزام بالمواعيد التي حددتها أمانة الشرقية صعبة للغاية، خصوصا أن الخضروات من المنتجات التي يصعب تخزينها لفترة تتجاوز اليوم أو اليومين، مشيرا إلى أن الخروج من السوق بعد ساعات قليلة من العمل يعني تكبيد الباعة خسائر كبيرة. معتبرا أن استجابة أمانة الشرقية لمطالب الباعة بالتغاضي جزئيا عن تطبيق التعليمات أمر تشكر عليها. ويضيف أن الباعة يضطرون في الغالب لبيع مختلف أصناف الخضروات بهوامش ربح قليلة لا تتجاوز 1 - 2 ريال في الغالب، فصعوبة تخزينها وعدم وجود مواقع للتبريد أو ثلاجات لحفظ البضاعة يدفع الكثير منهم لمحاولة التخلص منها خلال ساعات العمل، فيما يضطر البعض للبيع بسعر التكلفة أو أقل من التكلفة في حال بقاء «البضاعة» في ساعات المساء. منافسة غير شريفة البائع علي اليحيى يرى أن المشكلة التي تواجه الباعة ليست في عملية الضوابط والتعليمات التي تصدرها أمانة الشرقية فحسب، وإنما في انتشار العمالة الوافدة التي تسيطر على السوق، حيث تنتشر العمالة العربية والآسيوية بصورة مكثفة في السوق، معتبرا أن منافسة هذه العمالة ليست سهلة، خصوصا أن البعض منهم يسعى للبيع بسعر التكلفة لمحاولة كسر منافسة المواطن له وإخراجه من السوق، مبينا أن الخبرة التي اكتسبها الباعة السعوديون من خلال السنوات الطويلة في التعاطي مع السوق تمثل عنصرا حيويا في القدرة على المناورة والتعاطي بنوع من الصبر مع مزاحمة العمالة الوافدة للمواطنين، لافتا إلى أنه شخصيا يبدأ عمله بشكل يومي بعد صلاة الفجرة مباشرة ويستمر حتى المساء من أجل تصريف البضاعة التي يشتريها يوميا من المزارعين الذين يدفعون يوميا بكميات كبيرة من مختلف المنتوجات الزراعية.