يواجه نواز شريف الفائز في انتخابات 11 مايو والذي سيشكل الحكومة الباكستانية المقبلة العديد من التحديات الداخلية والخارجية. وتعتبر الأزمة الاقتصادية والوضع الأمني المتردي أبرز ملفين على الصعيد الداخلي، إذ وعد شريف الناخبين بإيجاد حلول للبطالة وأزمة الانقطاعات الكهربائية وإنهاء الفساد وإرساء دولة القانون وسيادة الدستور. وعلى الصعيد الأمني، سيواجه شريف التمرد المسلح الذي تقوده حركة طالبان الباكستانية خاصة أن شريف من دعاة الحوار وهو مطالب برسم سياسسته الجديدة إزاء التمرد الذي تقوده حركة طالبان لاسيما في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان. وكرر شريف خلال حملته الانتخابية بأنه منفتح على الحوارمع طالبان، كما أنه انتقد غارات الطائرات الأمريكية من دون طيار في منطقة القبائل. يبدو أن شريف لديه خارطة طريق للتعامل مع الملف الأمني ومواجهة حركة طالبان بالعصا تارة والجزرة تارة أخرى، ومن المؤكد أن واشنطن ستتابع تعامل حكومة شريف مع طالبان باعتبارها متضررة من الهجمات التي تشنها الحركة على الجيش الأمريكي في أفغانستانوباكستان. وستكون أفغانستان، والعلاقات مع نيودلهي وواشنطن من أبز التحديات الخارجية. ومن المؤكد أن لدى المؤسسة العسكرية الباكستانية أجندة ستحاول إقناع شريف بها للمضي قدما تجاهها ولكنها لن تستطيع فرضها عليه باعتباره يمتلك أغلبية ساحقة في البرلمان وسيفرض سياسات حزبه على الجيش الباكستاني الذي يعي تماما أن حزب الرابطة حقق انتصارا شعبيا كبيرا. وسيستفيد شريف من تجاربه الماضية للتعاطي مع المؤسسة العسكرية بحنكة ودراية وبعد نظر خاصة أن أمامه ملفات شائكة ولا يريد الاصطدام مع أحد. ورغم أن حزبه تصدر في قائمة الفائزين في هذه الانتخابات، وسيشكل الحكومة القادمة إلا أن شريف الذي تولى منصب رئيس الوزراء في فترتين (1990-1993) و(1997-1999)، قرر عدم الدخول في سياسة الانتقام وعمل على طي صفحة الماضي ونسيان الخلافات خاصة مع خصمه مشرف الذي أطاح بحكومته في انقلاب عسكري. ويمتلك شريف الذي يعتبر من دعاة الليبرالية الاقتصادية، فريقا اقتصاديا متمرسا. ويعتبر حزب الرابطة الإسلامية الذي يرأسه من الأحزاب السنية المعتدلة وكان يشغل منصب رئيس الوزراء في عام 1998، تاريخ إجراء باكستان أول تجربة نووية ناجحة، ودخولها النادي النووي. كما أن الباكستانيين يتعتبرونه بطلا قوميا حيث جعل باكستان قوة نووية عندما أجرى التجارب النووية. كما أنه تعامل بجرأة عندما قرر تطبيع العلاقات مع الهند، التي تعتبر العدو التاريخي لباكستان عندما استقبل رئيس الوزراء الهندي السابق فيجباي الذي قاد في تلك الفترة دبلوماسية الحافلات حيث جاء إلى باكستان على متنى حافلة إلى لاهور إلا أن جهوده قوبلت بالمواجهة من المؤسسة العسكرية التي يرأسها في ذلك الوقت القائد السابق لأركان الجيش مشرف والذي لم يكن في ذلك الوقت شريف في سياسة التطبيع التي قادها مع الهند حيث سيطرت قواته على مرتفعات كارجيل واندلعت حرب مصغرة بين البلدين مما أدى لانهيار دبلوماسية الحافلات. الفائز الثاني، هو نجم رياضة الكريكت السابق وصاحب الشعبية الكبيرة في باكستان عمران خان، الذي استفاد من صورته كممثل لجيل جديد من السياسيين في الانتخابات اليوم، وقطف ثمار حملته الانتخابية الناشطة بهدف «إحداث ثورة» في البلاد عبر كسر احتكار الأحزاب التقليدية. وكان عمران خان تعرض لسقطة بقوة من ارتفاع عدة أمتار عندما كان يستعد لإلقاء خطاب في مهرجان جماهيري، ونقل إلى المستشفى بسبب جرح في الرأس. ويحظى عمران خان بشعبية كبيرة لدى ملايين الباكستانيين منذ قيادته الفريق الوطني في الكريكت، الرياضة المفضلة في البلاد، حين فاز بلقبه الوحيد ببطولة العالم في عام 1992. ويبلغ خان من العمر 60 سنة. فمن تمثيل غير موجود في البرلمان السابق، حصلت حركة الإنصاف التي يتزعمها عمران خان على 32 مقعدا في البرلمان الفيدرالي. كذلك تصدرت حركته «باكستان تحريك وإنصاف» نتائج انتخابات في برلمان مقاطعة بيشاور.