تعديل السيارات تحول من هواية لدى عدد محدود من الشباب الموسرين إلى ظاهرة تطال كل فئات الشباب وحتى بعض الكبار، حيث بدأ التنافس بينهم على تغيير شكل وقوة وتجهيزات سياراتهم يزداد قوة وانتشارا في مختلف مناطق المملكة خلال السنوات الخمس الماضية، التي شهد خلالها ما أصبح يطلق عليه «فن تعديل السيارات» نقلة ملموسة كان من نتاجها رؤية الاستعراضات للسيارات المعدلة التي تحمل لمسات فنية تلفت الانتباه أثناء تجوالها في شوارعنا، رغم أن بعض تلك السيارات تخرج عن إطار المألوف لتحول السيارة المستهدفة بالتعديل إلى لوحة فنية. وأكثر من ذلك عمدت بعض المناطق إلى تنظيم معارض خاصة للسيارات المعدلة تعرض فيها سيارات تم تعديلها محليا وأخرى من الخارج، وأصبح لهذه المعارض زبائن وزوار ينتظرون انعقاد المعرض سنويا. ونتيجة الإقبال الهائل من الشباب هواة تعديل السيارات، سواء من ناحية الجسم الخارجي أو تعديل بعض التقنيات الداخلية، انتشرت محلات زينة وتعديل السيارات في كل مكان وأصبحت بمثابة تجارة مربحة ورائجة، يتم فيها استخدام مواد وقطع غيار خاصة بعضها تم تصنيعه محلياً والبعض الآخر يستورد من الخارج، بناء على رغبة الزبون. وحسب بعض الشباب ومنهم محمد إبراهيم وطارق سعيد وعبدالله محمود، هناك خياران أمام من يود تعديل جسم سيارته، فإما أن يأخذ الإكسسوارات والقطع من جسم قديم ويركبها على السيارة الجديدة، أو أن يشتري هذه الإضافات من محلات الإلكترونيات مثلاً كأضواء LED وغيرها. ولكن المشكلة الكبيرة التي يواجهها الشباب تتمثل في النقص الكبير في المحلات المتخصصة في تعديل أجسام السيارات في المملكة، علما بأن ما هو موجود منها غير مؤهل لذلك، بل هي متخصصة في بيع الجنوط وألوان الصباغ وغيرها، ولكن الشباب يجدون في الإنترنت ضالتهم حيث يشترون القطع الخاصة بالتعديلا عن طريق الشبكة العنكبوتية من الخارج. وتتراوح التعديلات بين السيارات الكبيرة والصغيرة، فالأجسام غالباً ما تقلد نماذج المركبات الكبيرة، ومن المملكن أيضا أن تجد شخصاً يعدل سيارة صغيرة بحيث تبدو صورة طبق الأصل لأخرى كبيرة، ومن ثم يقوم ببيعها لصاحب السيارة الكبيرة أو يهديها له. وتستخدم بعض المحلات المخصصة لتعديل السيارة الكمبيوتر لتصميم التعديلات الجديدة أو عن طريق برنامج الفوتوشوب أو فلاش ماكس وغيرها من البرامج. ولفن تعديل السيارات مسميات مختلفة حسب كل منطقة من مناطق المملكة، إذ يطلق شباب الرياض على تعديل السيارات مصطلح «ترهيم»، بينما يطلق شباب مكةوجدة على تعديل السيارات مصطلح «تقطيب»، وهذان المصطلحان لهما نفس المعنى، أما كلمة «تلغيم» فتطلق على السيارات التي تعدل ماكينتها، وعلى سبيل المثال سيارة قوتها 225 حصانا يعمل مالكها على تعديل الماكينة وإضافة بعض القطع لكي تصبح أقوى وتصل إلى 400 حصان، أما مصطلح «التغريز» فهو غير موجود في عالمنا لأن هذا المصطلح يطلقه «المطعسون» على السيارات التي تواجه الصحراء. ولكن تعديل السيارات قد يتخذ منحى مخالفا لأنظمة المرور وقوانين السير، كما حصل مؤخرا في مكة عندما ضبطت دوريات البحث في المرور مركبتين من ذوات الدفع الرباعي أدخلت عليهما إضافات ملفتة للانتباه، وذلك عن طريق ترفيعهما وزيادة حجميهما لتضاهيا بذلك الشاحنات في الارتفاع، ما جعل تحركهما في الطرقات يثير تجمعات للشباب المراهقين الذين يقومون بتكوين مواكب والسير خلفها.