قدم المؤلف عثمان جمعان الغامدي مجموعة من الدراسات النقدية في السرد جمعها في كتاب جديد (شخصيات من ورق)، في نحو 200 صفحة من الحجم المتوسط، مضيفا للمكتبة العربية مرجعا جديدا اعتمد في كتابته على قائمة من المراجع والدراسات السابقة، ومجموعة من المواضيع المنشورة في بعض الصحف، ومواقع الإنترنت، ارتسمت على واجهة الكتاب لوحة تشكيلية للفنان فهد خليف، وتصميم أشرف سليمان. اختار المؤلف عددا من القصص والروايات لأبرز الأدباء والكتاب، منها رواية الطين، ورواية القارورة، وصرخة موت الذكور في رواية الخاتم، وجهة البوصلة رواية باتجاه الشمال الجغرافي، وعيون الثعالب.. وغيرها. وبين الغامدي، في مقدمة الكتاب، مجموعة من الدراسات كتبها في أوقات متفرقة، بعضها تباعدت به أوقات القراءة والكتابة، وبعضها الآخر كان متقاربا في الوقت، متدانيا في التناول، وكانت نوازع الكتابة عنها مختلفة كذلك، وإن اشتركت جميعها في شيء واحد، وهو أنها بعيدة عن الضرب الفاتر من القول. فلم يكتب الغامدي عن نص في الكتاب إلا بعد أن وجد فيه ما يمكن قوله. الملفت أن الغامدي أرجع (ألعاب الفيديو) كنوع من أنواع النصوص الأدبية التي أخضعها للنقد والدراسة، مخبرا عنها في مقدمة الكتاب بقوله: «نظرت لألعاب الفيديو حينما كتبت عنها وعن بعض شخصياتها بصفتها نصا سرديا أو في أضيق الحدود بوصفها تنطلق من نص سردي أو نشأ عليها نص سردي، وهذا ما يبرر مجيئها ضمن هذه المجموعة من الروايات والقصص، فكانت مراجعها تبدأ من أفلام الألعاب، وقصص الرسوم المتحركة، وهي مادة النص الأساسية، إضافة إلى ما توفره شبكة الإنترنت من معلومات حول صناعة ألعاب الفيديو وتطورها منذ بدايتها وحتى الآن».