أبدى عدد من الأهالي وسكان تهامة شهران بوادي ركان والجهيفة، معاناتهم نتيجة إغلاق عقبة القرون التي تخدم أكثر من 2500 نسمة، وتربط قراهم في تهامة شهران في أبها ومحافظة خميس مشيط منذ خمس سنوات، وتعطل مصالحهم، خاصة فيما يتعلق بنقل المرضى إلى المستشفيات أو تنقلات الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات إلى مقرات عملهم، فضلاً عن صعوبة نقل المستلزمات المعيشية إلى منازلهم أسفل تهامة شهران مروراً بعدة قرى وهجر. أوضح ل«عكاظ» المواطن مفرح علي عبدالله، أن مشروع طريق العقبة بدأ منذ أكثر من خمس سنوات، وكانت في السابق مقفلة جزئياً قبل أن يتم مؤخراً إغلاقها كلياً وتحول المسار عبر عقبة جدلاء والسويداء التي تبعد نحو ثلاث ساعات متواصلة من القرية التي يسكنها إلى أبها، بينما لا تستغرق المسافة عبر عقبة القرون سوى نصف ساعة على حد قوله. وأضاف مفرح: تقدمنا بعدة شكاوى لإدارة الطرق والمواصلات وإمارة عسير لإيجاد حل لمشكلتنا، ووجه سمو أمير المنطقة طرق عسير بضرورة سرعة فتح بعض الطرق في العقبة ولو لفترة معينة خلال نهاية الأسبوع وأيام العطل، حتى لا تتعطل مصالح المواطنين ولو بصفة جزئية أو عبر الطرق البديلة والبحث عن حلول عاجلة للمشكلة، ولم ينفذ الأمر وما زالت العقبة مقفلة إلى الآن فيما يزداد الوضع سوءا والمعاناة أكثر تعقيدا». من جهته قال سعيد علي عيس من سكان وادي الجهيفة، أن الوادي فيه كبار سن وعجزة ومرضى من الجنسين وغالباً ما يخضعون للعناية الطبية في مستشفيات أبها، ويستغرق نقلهم عبر المسار الجديد لعقبة الجدلاء والسويداء نحو ثلاث ساعات من المشقة. وأضاف: إقفال العقبة لمدة طويلة أضر بمصالح الأهالي المحتجزين أسفل عقبة تهامة شهران. ويضم المواطن علي الشهراني صوته لصوت علي عيس بالقول: المشي على الأقدام من أعلى عقبة قرون إلى تهامة شهران أهون من قطع عقبة الجدلاء الوعرة، حيث يتحمل الأهالي الكثير من المتاعب خلال إيصال أبنائهم إلى مدارسهم وأيضاً المعلمون والمعلمات القاطنون في أبها يواجهون المشقة خلال توجههم إلى مقار عملهم في تهامة شهران والعكس. ويشاركهم الرأي موسى غرامة علي الذي يعمل في نقل المعلمات من أبها وهجرها إلى تهامة شهران بالقول: أثر إغلاق العقبة على عملي في نقل المعلمات بشكل مباشر، نتيجة اعتذار بعضهن عن خوض مغامرة عبور العقبة الوعرة، خاصة المصابات بأمراض مزمنة والحوامل. وطالب الأهالي بضرورة تدخل المسؤولين في وزارة النقل والمواصلات وفتح هذه العقبة التي تضرر من إقفالها العديد من سكان تهامة شهران من طلاب وشيوخ وأرامل ومعلمين ومعلمات، خاصة أن الطريق البديلة طويلة ووعرة وتستنفد الكثير من الوقت والجهد، إضافة إلى أن السيول التي شهدتها المنطقة مؤخراً زادت من مأساته وأصبحوا في معزل عن المستشفيات والخدمات في السراة، وطالبوا بإغاثتهم عبر الجسر الجوي سواء بالأغذية والخدمات الطبية أسوة بباقي المناطق المتضررة في تهامة قحطان بعد أن أصبح أمل افتتاح هذه العقبة حلما يحتاج إلى سنوات طويلة على حد قولهم. إلى ذلك أكد ل «عكاظ» مدير عام الطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس علي سعيد مسفر، تشكيل لجنة من الجهات المعنية بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير للوقوف على حيثيات معوقات تنفيذ العقبة وحلها بشكل عاجل وتلمس احتياجات المواطنين. وأضاف: تم فتح وتعديل مسار العقبة إلى طريق عقبة الجدلاء والسويداء، وجار العمل على تنفيذ مشروع عقبة القرون، مبيناً وجود بعض الصعوبات التي تؤخر إكمال المشروع وفتح الطريق أبرزها التضاريس وأعمال التفجيرات، وقال: فتح طريق العقبة بشكل جزئي فيه خطورة على المواطنين ومرتادي الطريق. وعد المهندس علي مسفر بالوقوف شخصيا على الطريق لتقييم الأعمال المنجزة وما تبقى منها، لافتا إلى لفت نظر المقاول بضرورة مضاعفة الجهد والعمل بشكل متواصل ودعم المشروع بمعدات إضافية لإنجاز العمل في أقرب وقت ممكن. وختم بالقول: تضاريس الجبال ووعورة الطريق في ذات العقبة وقفت عائقا في سرعة تنفيذ المشروع، لكنه سينتهي بإذن الله قريباً، كونه قد تم قطع شوط كبير.