استنفرت الأمطار والسيول التي شهدتها منطقة القصيم مؤخراً، الأجهزة الحكومية ذات العلاقة، بهدف التفاعل مع التقلبات الجوية من خلال حشد كافة القدرات والأطقم البشرية. وأوضح مدير إدارة الطرق بالمنطقة المهندس أحمد العبداللطيف أن هناك مشاريع قائمة يجري العمل على تنفيذها، مضيفاً أن الطرق الزراعية تعاني أثناء سقوط الأمطار حيث تسمى ب(المزلقاني)، مبيناً أن مواصفات تلك الطرق تعتبر أدنى من الطرق الرئيسة خارج أو داخل النطاق العمراني، مؤكداً أن اجراءات التأمين تقتصر عادة على إغلاق الطرق الزلقة أمام المارة لفترة وجيزة بهدف ضمان السلامة. وأكد العبداللطيف أن تأمين الطرق التي تقع خارج النطاق العمراني يتم عبر وضع عبارات تمر من تحتها السيول بحيث لا تعوق الحركة المرورية، مشيراً إلى حالات نادرة يرتفع فيها منسوب مياه الأمطار بحيث يعلو فوق الطريق، مؤكداً أن ذلك يحدث عند هطول أمطار غزيرة متواصلة، مبيناً وجود تنسيق متواصل مع أمانة القصيم في ما يختص بالطرق الواقعة داخل النطاق العمراني، ويهدف التنسيق لتنفيذ مشروع لتصريف مياه الطرق بمسؤولية مشتركة بين الأمانة والإدارة، مشيراً لاعتماد مكتب استشاري من قبل الأمانة لوضع الآلية والخطط المناسبة لمشاريع التصريف، مضيفاً أن إدارة الطرق جاهزة للتنفيذ متى ما أعطيت الإذن للعمل، متوقعاً أن يبدأ تنفيذ مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول قريباً. وكانت المواقع الاجتماعية لعبت دوراً في التعريف بمستجدات الأمطار التي هطلت على بريدة مؤخراً وغزارتها، حيث اعتمد البعض على تلك المواقع لمتابعة ما يحدث. فيما أوضح الباحث الجيولوجي تركي القهيدان أن المواطنين والجهات ذات العلاقة يعانون من بطون الأودية والشعاب، حيث يتعرض المواطنون القاطنون فيها لخطورة بالغة أثناء سقوط الأمطار، مبيناً أن حوادث السيول تكررت على مستوى مناطق المملكة ونتجت عنها خسائر بشرية ومادية، مطالباً الجميع بالحذر، حاثاً الخطباء والتربويين والمشاهير ووسائل الإعلام على لعب دور فعال في التحذير من السكن ببطون الأودية والتوجيه بتجنب الشعاب للحفاظ على الأرواح. وأكد القهيدان أن المعنيين بمخاطر الأمطار ودرء السيول لا يتحركون إلا عندما تقع المصيبة، داعياً الجهات الحكومية إلى التنسيق فيما بينها والعمل على إخراج المواطنين من مساكنهم إن كانت تقع داخل الأودية وعلى مجاري السيول، والبحث عن مساكن بديلة لهم، إلى جانب تفعيل قنوات التصريف، وتطرق الباحث الجيولوجي إلى ما يتم تداوله عن جريان وادي الرمة من المدينةالمنورة ليصب بالعراق، مؤكداً أن ذلك غير صحيح، حيث أن جريان الوادي منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، لم يتجاوز الثويرات. وأوضح القهيدان أن وادي الرمة يبدأ من شمال المدينةالمنورة عند الجبل الأبيض ويصب بالثويرات شرق الدهناء، مبيناً أن طول الوادي 539 كم وسمي بالرمة لأنه دفن بالرمال وتجزأ إلى ثلاثة أودية، حيث تم دفن 82 كم في منطقة الثويرات وبعد ذلك ظهر باسم وادي الأجردي بمسافة 30 كم من طراق إلى آبار البريكة، مضيفاً أنه يختفي تحت رمال الدهناء بطول 25 كم ثم يظهر من بئر الثمامي باسم وادي الباطن لمسافة 420 كم وهذا هو مسار وادي الرمة.