نفى مدير مركز فحوصات ما قبل الزواج في جدة علي أحمد الغامدي ما يردده البعض أن نتائج فحص العرسان يتم تأخير تسليمها لأصحابها، مبينا ل «عكاظ» أن المشكلة تكمن في المواعيد الإلكترونية التي يسجل فيها بعض العرسان ولا يأتون لإجراء الفحص وبالتالي يضيعون الفرصة على الآخرين في الحصول على الموعد في نفس اليوم. واشار إلى أن عدد المتقدمين لإجراء الفحص خلال هذه الأيام يصلون مابين 100 150 عريسا وعروسة بينما يصل العدد إلى 200 فرد خلال أيام الصيف. وحول تأخير ظهور النتائج قال: نتائج الفحوصات تظهر خلال ثلاثة أيام، بينما تحتاج بعض الحالات الإيجابية إلى أيام أخرى لتأكيد الفحوصات، ونظرا لوجود مركز الفيروسات في مختبر جدة الإقليمي فإن العينات الإيجابية التي تحتاج الفحص التأكيدي يتم تأكيدها بصورة سريعة بالمركز مما يؤدي إلى تسليم النتيجة بسرعة. وعن كيفية التعامل مع المتقدمين للفحص قال: تم تجهيز برنامج إلكتروني لتسجيل بيانات المراجعين ونتائجهم من أجهزة الفحص إلى شهادات الفحص النهائية بصورة إلكترونية بدون تدخل العاملين، مما يمنع حدوث الأخطاء في تسجيل النتيجة، وهذا البرنامج تم تجهيزه خصيصا لمركز الفحص لأول مرة على مستوى وزارة الصحة، كما أنوه إلى أن العينات الطبية للعرسان تدخل بأرقام سرية بتقنية الباركود، حيث إن العاملين أيضا لا يعرفون صاحب التحليل عدا الطبيب المسؤول ومدير المركز، ويتم سحب العينات من الساعة السابعة والنصف إلى الواحدة ظهرا. وفي سؤال عن الموقع الإلكتروني الذي يتم من خلاله حجز مواعيد الفحص قال: الموقع يشتمل على عدد من الخدمات تتمثل في جدول المواعيد، طلب أو إعادة موعد أو إلغاء المواعيد، التحقق من النتائج، إضافة أو تحديث المعلومات الشخصية الخاصة بالشخص، وبإمكان المتقدمين للزواج الاستفادة من الموقع في تحديد الوقت والموعد الذي يناسبهما لإجراء الفحوصات وسحب العينات. وحول ما يثار أن المركز ليست به أجهزة حديثة للفحص قال: هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق؛ فقد تم تجهيز المركز بأحدث الأجهزة المخبرية الخاصة بفحوصات ما قبل الزواج ومن ضمنها أحدث جهاز الأركتك لفحوصات فيروس الإيدز وفيروسات الالتهاب الكبدي وذلك لأول مره على مستوى مختبرات وزارة الصحة، كما يتضمن المركز صالات استراحة وانتظار كافيه، وشاشات، ويخفف الضغط على مراكز فحوصات ما قبل الزواج الموجودة في مركز الملك عبدالعزيز ومستشفى الولادة والأطفال في المساعدية، كما يتوفر في المركز ست غرف لسحب العينات، وأماكن مخصصة للانتظار كافية ومريحة، بجانب عيادة مشورة تشرف عليها استشارية أمراض دم ومجهزة بجميع وسائل السلامة. وعن المقصود بالزواج الصحي قال: يعتبر الزواج حدثاً مهماً في حياة الفرد فهو يعمل على بناء الأسرة ومن خلاله يدخل الفرد مرحلة جديدة في بناء العلاقات الاجتماعية الأسرية والصحية ويضمن وقاية الطرفين والذرية من الأمراض الوراثية والمعدية لبناء أسرة سعيدة مستقرة تؤدي وظائفها بنجاح، حيث إن إصابة أحد أفراد الأسرة بأمراض وراثية أو معدية يؤدي إلى تعكر صفو الحياة والعديد من المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية ناهيك عن الاختلاطات الطبية وانعكاسها على المريض والأسرة والمجتمع، ومن هذا المنطلق فإن الزواج الصحي يقصد به حالة من التوافق والانسجام بين الزوجين من النواحي الصحية والنفسية والجنسية والاجتماعية والشرعية بهدف تكوين أسرة سليمة وإنجاب أبناء أصحاء وسعداء. وفيما يتعلق بتعريف فحص قبل الزواج قال: تعريف فحص قبل الزواج هو إجراء الفحص للمقبلين على الزواج لمعرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا وبعض الأمراض المعدية، الالتهاب الكبدي الفيروسي ب ، ج، نقص المناعة المكتسب «الإيدز»، وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الأخر في الزواج أو الأبناء في المستقبل وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحيا. وعن عيادات المشورة في مناقشة حالات عدم التوافق قال: مهمة عيادات المشورة هو تقديم النصائح الطبية للعرسان الذين تكون نتائجهم غير متوافقة، ومهمة الأطباء هو توضيح احتمالات انتقال الأمراض الوراثية لاسيما الأنيميا المنجلية والثلاسيميا ويترك مهمة اتخاذ القرار للمتقدمين. ويؤكد الغامدي أن برنامج الزواج الصحي برنامج وطني مجتمعي توعوي ووقائي يهدف إلى الحد من انتشار بعض الأمراض والتقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع، وتقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم، وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها، ورفع الحرج الذي لدى البعض في طلب هذا الفحص، ونشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل. المعلومة الصحيحة خلص الغامدي إلى القول «الوعي كفيل في الحد من انتشار حالات الأمراض الوراثية وخصوصا في زواج الأقارب، وأن تفهم العرسان بمضاعفات الزواج في حالات عدم التوافق خير حماية من إنجاب أطفال مصابين يترتب عليه انعكاسات نفسية على المصابين والوالدين والمجتمع، مشددا على ضرورة التركيز على التوعية لأنها تسهم في إيصال المعلومة الصحيحة إلى العرسان، حيث إن خطورة الأمراض الوراثية لا تتوقف على المريض فقط بل تشمل الأسرة والمجتمع بأكمله، فالمرضى المصابوي بهذه الأمراض المزمنة يتعايشون معها مدى الحياة وبالتالي فإن الوقاية تكون بتجنب الزواج غير المتوافق».