احتدم الخلاف بين مطوفي مؤسسة حجاج جنوب آسيا ومجلس الإدارة الحالي الذي شكل بقرار وزير الحج نهاية شهر ذي الحجة الماضي، حيث طالب عدد من المطوفين بضرورة رحيل المجلس الحالي وإعادة المجلس السابق بعد قرارات اتخذت بإعادة توزيع مكاتب الخدمة الميدانية أقصت معها قرابة 33 رئيس مكتب خدمة ميدانية من المطوفين، فيما يرى المجلس الحالي أن قراراته الأخيرة تأتي مواكبة لخطى التطوير التي ينتهجها في إدارة المؤسسة، كما ذكر عضو المجلس شيخ صافي جمل الليل. وبعد غياب دام نحو 210 أيام وافق المطوف عدنان كاتب رئيس المجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا المقال بقرار وزير الحج ونائبه الدكتور رشاد محمد حسين، على الحضور في أول لقاء يجمعهما بالمطوفين منذ قرار حل المجلس في نهاية العام الماضي لمناقشة مجريات ما جرى في المؤسسة، حيث أقيم لقاء خاص في منزل الدكتور كاتب شارك فيه نحو 70 مطوفا وانطلق بأحاديث متفرقة أثنى فيها الحاضرون على جهود المجلس السابق ووجهوا انتقادات واسعة للمجلس الحالي وقراراته الأخيرة وكذلك قرار وزارة الحج. وبدأ الحديث المطوف حسان كتوعة الذي قال «ما هكذا تورد الإبل يا وزارة الحج» معترضا على قرار حل المجلس السابق ومطالبا بضرورة العودة عنه، مضيفا «لا نريد من وزارة الحج سوى الإنصاف في قراراتها الخاصة بتطوير الطوافة بكل أبعادها، نريد الوضوح والشفافية، ما مبررات هذا القرار ومسبباته، هل هناك مصلحة عامة فيه، نرى غير ذلك، فالمصلحة العامة في حقوق المساهمين مهددة بالضياع». من جانبه قال صافي الليل «لم أستغرب مثل هذا القرار الذي سبقته تسريبات تؤكده، لكن نتساءل عن شرعيته والمجلس كان منتخبا من المساهمين بالإجماع والتزكية، حيث لمسنا تطوير الأداء في العمل ما جعل المؤسسة في مصاف مؤسسات الطوافة المميزة ولذا نحن نتخوف من ضياع هذه المكتسبات سيما مع قرارات المجلس الجديدة المربكة». أما المطوف أحمد حلبي فقال إن للوزارة حق اتخاذ القرار وفق الصلاحيات الممنوحة نظاما، لكن لا بد من إيضاح الحقائق للمطوفين لأنهم من انتخب المجلس، لا أعتقد أن ثمة ما يمكن إخفاؤه أن كان ثمة أخطاء، البعض ذهب بتأويلات حل المجلس فيما لا يمكن الاعتداد به مطلقا». المطوف محمد عبدالعزيز ساعاتي ذكر أن الخوف من بعض قرارات المجلس الجديد الذي ذهب لحل اللجنة النسائية وبهذا شل نصف المجتمع بتعطيل دور المرأة وعملها في الطوافة والمنضبط بالضوابط الشرعية، إلى جانب انغلاق المؤسسة عن دورها تجاه أهالي مكةالمكرمة من خلال استضافة الفعاليات والمشاركة المجتمعية حيث نجد تقوقعا في الفترة الحالية. أما الكاتب الإعلامي المعروف خالد الحسيني فقال إن الطوافة هي الجوهر وخدمة ضيوف الرحمن هي المكسب ورأس المال لكن نجد ان مثل هذه الخلافات قد تؤثر في التخاطب والتعاطي مع الواقع وهذا ما لا ينبغي أن يحدث ويجب على كل عقلاء المؤسسة الدفع صوب التهدئة لمصلحة الجميع، هناك قنوات رسمية يمكن من خلالها مقاضاة الجهات المعنية بمثل هذه القرارات. من الطرف الآخر، تحدث عضو مجلس الإدارة الحالي شيخ صافي جمل الليل، مبينا أن المجلس الحالي يحاول تطوير الأداء من خلال تنفيذ عدة مهام لكن هذا لا يعني أن ثمة أخطاء قد تقع وفي الحقيقة أن المجلس الماضي يعد المجلس الذهبي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وله بصمات ومنجزات لا يمكن أن تمحى أو تنسى.