تجمع عدد كبير من أهالي المدينةالمنورة أمس لليوم الثاني على التوالي في المواقع الرئيسية الخمسة لبيع وتوزيع المياه التي شهدت منذ ساعات الصباح الأولى توافد الراغبين في الحصول على الصهاريج «الوايتات»، ما دفع الجهات المختصة إلى مخاطبة المرور والأمن الصناعي التابع لفرع وزارة المياه بالمنطقة لتنظيم انسيابية الحركة فيها. وتواجد عدد من قيادات مياه المدينة في الميدان لبث رسائل تطمئن الأهالي بانفراج الأزمة خلال أيام. وأوضح ل«عكاظ» مدير فرع الوزارة بالمدينةالمنورة المهندس صالح الجبلاوي أنه تم تشكيل فريق عمل يضم عددا من قيادي إدارة المياه لإعداد خطة عاجلة لتزويد مختلف الأحياء بالمياه، ووضع حد للانقطاعات المتكررة. وأبان أن الخطة التي بدأ تنفيذها صباح أمس تقضي أولا بالعمل على إنهاء انقطاع المياه عن الأحياء الأكثر تضررا، قائلا إن الأزمة التي مرت بها المدينةالمنورة أمس الأول لن تتكرر مرة أخرى. وأضاف أنه بمجرد تجاوز الأزمة الحالية سوف تتم العودة إلى نظام المناوبات وتوزيع المياه على الأحياء حسب الجدول المعتمد لضخها. ووعد بانتهاء الأزمة خلال الأيام القليلة المقبلة بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تمنع تكرارها. وكانت الأزمة التي ضربت المدينةالمنورة منذ يوم الأربعاء الماضي وبلغت ذروتها في اليومين الماضيين أدت إلى انقطاع المياه عن 14 حيا تتميز بالكثافة السكانية العالية منها قباء، الدويمة، البحر، النصر، العزيزية، الحرة الشرقية، قربان، العوالي، المطارفة، العصبة، إضافة إلى بعض أجزاء مخطط الأمير نايف بغرب المدينةالمنورة. الأمر الذي دفع سكان تلك الأحياء إلى التوجه إلى خمسة مواقع رئيسية لبيع وتوزيع المياه. ونتيجة لغياب التنظيم تدافعوا أمام شبابيك توزيع الأرقام، ما اضطر بعضهم إلى التوجه إلى مواقع الصهاريج «الوايتات» الخاصة التي وصلت أسعارها أمس إلى 600 ريال للصهريج الواحد. ولوحظ قيام عشرات من العمالة الآسيوية والتي تعمل في مواقع توزيع والبيع التابعة للشركة المتعهدة، ببيع الأرقام التي يحصلون عليها قبل توزيعها. ولا يكتفون ببيع الرقم بنحو 150 ريالا، بل يعرضون خدمة إيصال الصهريج إلى المنزل مقابل مبلغ معين يتم الاتفاق عليه عبر الهاتف. وهو ما دفع عددا من السكان للتواصل معهم لتأمين توفير المياه لمنازلهم بأقل مجهود. «عكاظ» رصدت مؤشرات الأزمة من خلال تواجدها في موقع لبيع وتوزيع المياه في منطقة قباء، بالقرب من مقر الإدارة العامة للمياه في المدينةالمنورة، حيث شاهدنا أعدادا كبيرة من سكان الأحياء القريبة من الموقع وهم يتدافعون من أجل الحصول على الماء. ووصل الأمر ببعضهم إلى الاشتباك مع العاملين في الشركة المتعهدة. ورصدنا توزيع نحو 600 رقم في أقل من ساعة بعد تدخل الأمن الصناعي لتنظيم الطوابير، في وقت كانت دوريات المرور تعمل على تنظيم حركة السير في الخارج. وتحدث لنا عدد من المصطفين في الطوابير عن معاناتهم، فقال زياد اللهيبي إنه لم يتمكن من الذهاب إلى عمله صباحا ليتواجد منذ وقت مبكر في موقع بيع وتوزيع المياه للحصول على رقم يمكنه من جلب وايت ماء لمنزله في حي قباء، مشيرا إلى أن الأسعار التي تعرضها الوايتات الخاصة فوق طاقة الكثيرين وتصل إلى 600 ريال للوايت الواحد. بينما اشتكى محسن مناور مما أسماه غياب التنظيم والتخطيط، مطالبا بإيجاد حلول عاجلة لمعالجة أزمة نقص المياه. وأهاب بالجهات المختصة القضاء على ظاهرة السوق السوداء التي تستغلها عمالة آسيوية تعمل في الشركة المتعهدة لبيع الرقم ب 150ريالا في حين أن سعره الرسمي 95 ريالا. في المقابل رصدت «عكاظ» تواجد عدد من قيادات مياه المدينة في ميدان توزيع الأرقام وهم يقومون بمحاولات لبث رسائل الاطمئنان للأهالي، مؤكدين على زوال الأزمة خلال الأيام القليلة المقبلة. وأضاف الجبلاوي أن فريق العمل بدأ على الفور منذ صباح يوم أمس بتنفيذ الخطة العاجلة والعمل أولا على إنهاء أزمة انقطاع المياه عن الأحياء الأكثر تضررا، وأكد الجبلاوي أن أزمة المياه التي مرت بها المدينةالمنورة خلال الأيام الأربعة الماضية لن تتكرر مرة أخرىن، وذلك بسبب تنفيذ عدد من المشاريع في الوقت الحالي.