تفاقمت مشكلة الصرف الصحي في حي المحمدية الواقع جنوبمكةالمكرمة لتتسبب في انتشار البعوض والحشرات الضارة، جراء الطفح المستمر من هذه المياه إضافة إلى روائحها الكريهة. وأرجع الأهالي ذلك إلى غياب خدمة الصرف الصحي من حيهم منذ أكثر من عقد، ما اضطرهم للاستعانة ببرك خصصوها لمياه الصرف الصحي، الأمر الذي جعل الكثير منهم يشدون الرحال إلى أحياء حديثة تضم كل الخدمات البلدية، مفضلين ترك منازلهم التي كلفتهم عشرات الآلاف من الريالات. وأبدى عدد من أهالي الحي تذمرهم واستياءهم من ما يواجهونه من غلاء في صهاريج مياه الصرف الصحي لشفطها من البرك، مناشدين المسؤولين التدخل السريع لحل معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم. وقال صالح الزهراني إن الأهالي يعانون من الطفح المستمر لمياه الصرف الصحي في شوارع الحي ما يعرقل حركة الأهالي بدخولهم وخروجهم من منازلهم، ناهيك عن الروائح التي تنبعث منها، وتحول شوارع الحي إلى خنادق وأخاديد وحفر، الأمر الذي كلفهم خسائر مالية لإصلاح سياراتهم التي لا تبارح ورش التصليح بسبب الأعطال التي تتعرض لها. وأضاف أن ما يزيد من انزعاج الأهالي هو سيطرة العمالة الوافدة على الصهاريج والتحكم بأسعارها ورفعها إلى أرقام خيالية، بدون مراقبة من الجهات المختصة، مشيرا إلى أن سعر الصهريج الواحد يصل إلى 300 ريال في الايام العادية، أما في المواسم كرمضان والحج فيصل الى 500 ريال وأكثر. وطالب شركة المياه الوطنية بالتدخل السريع لحل معاناتنا التي تتفاقم يوما بعد يوم, ويضاف إليه المخاوف من كارثة بيئية جراء الطفح المستمر في شوارع الحي. من جانبه قال حسام فلمبان: إن وضع الحي في تدهور مستمر رغم أنه من الاحياء الحديثة، مشيرا إلى أن إهمال الجهات المختصة جعله يئن قبل أوانه، لذا نطالب الجهات المختصة بالتدخل السريع لحل معاناتنا وإيصال خدمة الصرف الصحي إلى المنازل بأسرع وقت ممكن. كما طالب بتشديد المراقبة والمتابعة على العمالة السائبة التي تسيطر على صهاريج المياه والصرف الصحي، ومنعها من رفع الأسعار عشوائيا وبدون مبرر. في المقابل، أوضح مدير عام شركة المياه الوطنية في العاصمة المقدسة المهندس عبدالله بن أحمد حسنين، أن مشروعات الصرف الصحي في الأحياء الجنوبية، سيتم الانتهاء منها وإدخال الخدمة فيها بعد شهور قليلة، مبينا أن الشركة على استعداد كامل لتوصيل المياه والصرف الصحي إلى كل أحياء مكة، مشيرا إلى أن تلك المشاريع تعمل على جدولة زمنية يسودها التخطيط.