حذر إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين من فريق من الناس يعجب السامع قوله، ويروق له كلامه، ويلذ له حديثه ولا سيما حين يقرن ذلك بالحلف بالله على صدق كلامه ومرافقة قلبه لظاهر كلامه، وقال: «لكن البراهين لا تسنده، والأعمال لا تصدقه، وهذا الفريق موجود في كل أمة، وظاهر في كل عصر، ويعظم خطره باختلاف الخلابة اللسانية بكل الأمم، وإذا سهل له أن يضر بزخرف القول أفرادا أو قلة من الناس في زمان، فإنه يسهل له أن يضر الأمة قاطبة في أزمنة أخر». وقال، في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس: «من علامات الفساد لهذه الفئة هي قطع الطريق، وإخافة السبيل، أو إرهاب المسلمين وإيقاظ الفتن وإذكاء العداوة والبغضاء بينهم، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، والجرأة على سفك الدم الحرام، ونهب الأموال، وانتهاك الأعراض، وهو إفساد في الأرض يوعد بمحق البركات وذهاب الخيرات». وحذر فضيلته من معسول القول الذي لم يصدقه عمل، وبدعوى لم تقم عليها بينة، وبشعارات وأطروحات لم يبينها الدليل ولا البرهان، وأكد بأن سلامة الاعتقاد والسريرة هما ينبوع الأعمال الصالحة. وفي المدينةالمنورة، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، في خطبة الجمعة أمس، المسلمين من خسران الآخرة ومن الحياة وتقلباتها بين الربح والخسارة، وقال: «خسارة الآخرة مر مذاقها أليم فعالها، والفوز يوم القيامة أفضل الأرباح»، مؤكدا أن أعظم الخسارة هي خسارة الدين، كونها توجب الهلاك لصاحبها في الآخرة، وقال: «من صفات الخاسرين في الدنيا إبطال الميثاق، ونقض العهد، وذكر الله وقت الشدة ونسيانه عند الرخاء، والانشغال بالمال والأولاد، واتخاذ الشيطان وليا، وهجر القرآن وتلاوته، وإضاعة الصلاة».