صدر في العاصمة البريطانية قبل أيام كتاب «الطريق إلى البيت الأبيض بعيون عربية» للدكتورة لمى الحموري مقدمة ومعدة البرامج بإذعة البرنامج الثاني بجدة، وهو عبارة عن رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها الزميلة لمى الحموري من العاصمة البريطانية لندن والتي أوصى المشرف على الرسالة بضرورة طبعها في كتاب لإثراء المكتبة الإعلامية التي تنقصها مثل هذه الدراسات على مستوى العالم والعالم العربي خاصة، وهو عبارة عن دراسة مقارنة للتغطية الإعلامية التي قامت بها عدد من القنوات الإخبارية العربية للحدث الأبرز سياسيا في عام 2008 وهو الانتخابات الرئاسية الأمريكية من جهة وكيف اختلفت المادة الإخبارية المقدمة للمشاهد العربي عن تلك التي ظهرت في القنوات الأمريكية من جهة أخرى. كما رصدت الدراسة نسبة اهتمام الجمهور العربي بهذا الحدث وكيفية النظر لتأثير نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية على مستوى الوطن العربي بشكل عام والمملكة بشكل خاص سواء من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. البحث الذي استمر على مدى تسعة أشهر رصد تشابها في نوعية التغطية الإخبارية للانتخابات الأمريكية بين القنوات العربية والأمريكية حيث تم التركيز على نقاط السباق الانتخابي أو ما يعرف ب «horse race» والسياسات الداخلية والأخبار الشخصية للمرشحين ونوابهم في الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمر الذي يعزز نظرية تعرف بالموجة الإخبارية «news wave» والتي تركز على نقل الإعلام حول العالم لأسلوب ومضمون التغطية الإخبارية التي تظهر في الإعلام الغربي عموما والأمريكي خصوصا، وتفسر هذه النظرية على أن الكيانات الإعلامية المؤثرة عالميا مثل وكالات الأنباء والمؤسسات الصحافية ذات الاتجاه الدولي تركز على رسم الواقع بشكل يتناسب مع قناعاتها واتجاهاتها السياسية «يطلق عليها الأجندات» الأمر الذي يرسم السياسة الإعلامية حول العالم بالتبعية، خاصة في الدول النامية ومنها الشرق الأوسط، حيث يتم اتباع القواعد الإعلامية الغربية والتقنيات في طريقة نقل الخبر لرسم صورة مهنية للإعلام العربي، لكن يبقى الانفراد والاختلاف في نقل وقائع الانتخابات الأمريكية من خلال القنوات العربية عند التركيز على الجانب الإقليمي لهذا الحدث ومقارنة نتائج السباق الانتخابي الأمريكي على ملفات عربية معلقة مثل الصراع العربي الإسرائيلي، والوضع العراقي، والملف الاقتصادي. على الجانب الآخر من المعادلة الإعلامية يظهر المتلقي في هذه الدراسة استيعابا لمبادئ إعلامية مثل الحياد الإعلامي والمهنية ونقل الواقع كما هو، ويصورها في أغلب الأحيان بالمبادئ الوهمية، حيث لا تطبيق حقيقيا لهذه الأمور على أرض الواقع ولكنها أمور تحكمها المصالح السياسية والمادية، والتي على أساسها يتم تصوير الواقع حتى لو اقتضى الأمر تزييف الحقائق.