انعقد في مدينة جوتبورغ بدولة السويد خلال الفترة 6/1- 2008/6/4م المؤتمر السنوي الحادي والستون للصحف العالمية ومنتدى المحررين العالمي الخامس عشر؛ والذي تمت فيه مناقشة أهم المواضيع المتعلقة بالصحافة، ومنها الصحافة الإلكترونية، والتي تم التطرق إليها من زاوية ومحور رئيسي يتعلق بأفضل الإستراتيجيات لزيادة عدد جمهور القراء للصحف المطبوعة والإلكترونية، وكذلك كيفية استغلال الفرص التي تتيحها الوسائط المتعددة على الوجه الأمثل؟. والمؤتمر عبارة عن حدث صحفي يشارك فيه ما يزيد على الألف وخمسمائة ناشر، ورئيس مجلس إدارة، ومدير إداري فضلاً عن أكثر المدراء طموحاً من كافة مستويات صناعة الصحف، من مائة وعشر دول على الأقل، بما فيها؛ السعودية، والجزائر، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وعمان، وقطر، والصومال، والسودان، وسوريا، والإمارات العربية المتحدة، واليمن. كما أن الفكرة الرئيسية لمنتدى المحررين العالمي لهذا العام تدور حول التكامل. فقد شرع عدد كبير من الصحف بالفعل في عملية التكامل في مجال الطبع والنشر الإلكتروني. وما زال آخرون يرون أن قاعتي تحرير منفصلتين ما زال أفضل. والجدير بالذكر، أن هذا المؤتمر يأتي في الوقت الذي تشهد فيه الصحافة الالكترونية في العالم تطوراً وإقبالاً شديدين، يجعلها تتفوق إلى حد كبير على الصحافة الورقية، مع محاولات الأخيرة لتطوير نفسها واهتمامها بالتواجد الالكتروني عبر مواقع خاصة بها على الانترنت. ويظهر تقرير أعده مشروع الامتياز في الصحافة (بروجيكت فور اكسلانس ان جيرناليزم) التابع لمركز بيو للأبحاث في الولاياتالمتحدةالأمريكية النمو الكبير للصحافة الالكترونية في أمريكا ويعرض كذلك لأبرز الظواهر الصحفية خلال العام الماضي (2007)، والأجندة المختلفة للقنوات التليفزيونية ما بين قنوات الشبكة وقنوات الكابل. وفيما يلي ابرز ما ورد في التقرير: الأحداث العالمية في المقام الأول لا ينكر أحد أنها في تقدم وازدهار، فجمهور الصحافة الالكترونية يزيد يوماً بعد يوم، لكن التحدي الأكبر الذي تواجهه المواقع الإخبارية الكبرى هو التحدي المالي؛ فعائدات الإعلانات غير مربحة مثل عائدات الإعلان على مواقع الانترنت الأخرى. وقد شهد عام 2007تحالفات بين شبكات تليفزيونية ومواقع اليكترونية تُنشر بموجبها هذه المواقع الواسعة الانتشار أخبار القنوات التليفزيونية لضمان أوسع انتشار ممكن. لكن السمة البارزة التي تُميز ظاهرة صحافة الانترنت هي الابتكار. فلم تعد المواقع الإعلامية الالكترونية تفرض على قارئها أطرا معينة تنحصر في مصادرها ومعلوماتها هي فقط، بل أصبحت تمتد وتتشعب لتصل به إلى مصادر إعلامية أخرى ذات توجهات ورؤى مختلفة. وتتنوع هذه المواقع الإخبارية بين مواقع تنتج مضمونها الإعلامي بالكامل، وأخري تنتج بعض المضمون الذي تقدمه مع الاستعانة بمواد إعلامية من مصادر أخرى، أو مواقع تعتمد على نقل مواد إعلامية ولا تنتج شيئا. وأبرز نتيجة خرج بها التقرير هي أن تلك المواقع الإخبارية تركز على الأخبار الدولية وتحديداً الموضوعات التي لا تعني الولاياتالمتحدة بشكل مباشر، وبالتالي فإن الأخبار والموضوعات الداخلية لم تأخذ نفس الحيز من التغطية. وبتحليل القصص الإخبارية تبين أن هذه المواقع الإخبارية الخمسة منحت الأولوية لقصتها الرئيسية على صفحتها الرئيسية للأحداث الدولية. وقد اهتم موقعا غوغل وياهو بالأحداث الدولية. وكان موقع ياهو الالكتروني هو الأكثر تركيزاً على أخبار العراق، بينما كانت أولوية التغطية في موقع غوغل لأخبار السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض. واهتم موقع أميركا أون لاين بالأحداث الصغيرة الوقتية التي لا يكون لها متابعة في أغلب الأحيان. ويبدو الفرق في الاهتمام بالأحداث الدولية إذا تمت مقارنة موقعي "سي ان ان" و"ام اس ان بي سي" بالقناتين التليفزيونيتين لنفس المؤسستين على الكابل. فيذكر التقرير أن موقع "سى إن إن" الالكتروني خصص 25% من تغطيته للأخبار الدولية، في حين لم تتعد نسبة الأخبار الدولية على قناة "سى إن إن" نسبة 6% على الهواء للأحداث التي لا دخل للولايات المتحدة بها. وفى مقارنة مماثلة لم تخصص قناة ام اس ان بي سي سوى 2% من تغطيتها للأحداث الدولية فيما زادت نسبتها على الموقع الالكتروني للقناة إلى17%. واحتلت أحداث العراق 11% من نسبة التغطية في المواقع الإخبارية الالكترونية، تلتها أخبار الحملة الانتخابية بنسبة 7%، ثم الجدل السياسي في واشنطن حول الحرب بنسبة 6%، ثم إيران وباكستان بنسبة 3%، ثم الاقتصاد وأفغانستان والإرهاب الداخلي والنواب العموميين المقالين والصراع الفلسطيني الإسرائيلي بنسبة 2%. وبتقسيم الموضوعات التي حظيت بتغطية المواقع الإخبارية الالكترونية إلى مجالات فإن النتائج تكون 25% للأخبار الدولية التي لا علاقة لها بالولاياتالمتحدة، و22% للأخبار الدولية التي تشترك فيها الولاياتالمتحدة، و6% للشئون الحكومية، و8% للانتخابات والسياسة، و7% للجرائم، و5% للاقتصاد والتجارة، و1% للبيئة، و2% للطب والصحة، و1% للعلوم والتكنولوجيا، و1% للهجرة، و7% للشئون الداخلية الأخرى، و6% للحوادث والكوارث، و1% لأخبار التسلية والمشاهير، و4% للرياضة وأسلوب المعيشة "Life style". الصحف الورقية تحارب من أجل البقاء أكد التقرير على أن الصحف الورقية لا تزال بعيدة عن الموت، وإن كان حديث أو لغة النعي بدأ يتسرب إليها؛ لتراجع صناعة الصحافة لبعض الوقت، وتدهورها بصورة كبيرة خلال عام 2007في ظل غياب أي مؤشرات تبشر بتحسن الحالة عام 2008.وتُشير الأرقام حسبما أوردها التقرير إلى بيع 50مليون صحيفة في المتوسط يومياً، وأن 117مليون أمريكي يتابعون صحيفة واحدة. والظواهر الأساسية التي باتت تُميز صناعة الصحافة هي انخفاض التوزيع بنسبة 2.5% سنويا للصحف اليومية، و3.3% في الأعداد الأسبوعية (أيام الآحاد) مقابل ازدهار المواقع الالكترونية للصحف، لكن ذلك لا يحافظ على مستوى الإعلانات المطلوب. ولم تجد الصحف الورقية مفراً سوى تحديث مواقعها الالكترونية لمواكبة الأحداث طوال الأربع وعشرين ساعة بالأخبار والمواد الإعلامية والرسومات. ويرجع الفضل الحقيقي لهذا الإقبال الكبير الذي تشهده هذه المواقع في إنقاذ الصحافة الأميركية من الموت خاصة في ظل انخفاض الاشتراكات. وعلى الرغم من مبادرات خفض التكاليف التي أعلنتها بعض الصحف لترشيد إنفاقها بنسبة 10% في العام بما يشمل تسريح بعض العمالة، إلا أن هناك ثلاث صحف لا يزال معدل إنفاقها في تزايد. ولا تزال مسألة الإعلانات على المواقع الالكترونية للصحف محل شك حيث تحوز الإعلانات المطبوعة على درجة قبول عالية من القراء خاصة في الأعداد الأسبوعية وأيام العطلات. وترجم هذا التدهور الشامل اقتصادياً إلى تدنٍ في قيمة أسهم المؤسسات الصحفية للعام الثالث على التوالي.