نجحت نساء قرية القصار التابعة لجزيرة فرسان في الترويج لمنتجاتهن بعد الدخول في فئة الأسر المنتجة، من خلال تخصيص ركن صغير داخل القرية لبيع ما يعكفن على إعداده طيلة الأسبوع. وفيما بات السائح والزائر للقرية منبهرا بالمنتجات المحلية، كانت القرية التراثية نبراسا للأيادي الناعمة التي تغزل المنسوجات ببراعة ومهارة، إلى الدرجة التي تفرض نفسها على واقع المدن التراثية، وتنال الإعجاب من الكثير من الزائرين وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير المنطقة لدى زيارته الأخيرة للقرية التراثية. واعتبرت النساء أن الإشادة التي يتلقينها يوما بعد يوم تؤكد على دعم عمل المرأة والأسر المنتجة. وأوضحت آمنه عقيلي التي برعت في حياكة الطفي حيث عملت منه أشكالا كالأكياس والسلات بالإضافة إلى الأشكال التراثية كالقفة والجونة والمهجان والمصلى الفرسانية أن السيدات كن قديما يتسابقن على الانتهاء من مشغولاتهن، ومن تتفوق في هذا الأمر يتم الاحتفال بها وسط بهجة وأهازيج بين جيرانها. وأشارت إلى أن رخص الأسعار لا يعني رداءة المنتج «بل هدفنا غرس موروثنا لدى السياح والزائرين فلا تزيد أسعار المنتجات على 50 ريالا، فيما لا تقل عن 15 ريالا، بما يعني الحصول على تكلفة المنتجات فقط، وهامش ربح قليل، ندعو الله أن يبارك فيه». وتبيع آمنة شريف مجموعة خاصة بالعروس الفرسانية كالسدر والطيب والظفر والحناء والبخور، وجميعها من صنع يديها. فيما تبيع مريم عباس أنواعا مختلفة من المأكولات الشعبية كالزلابية والحلويات القديمة التي تصنعها السيدة الفرسانية كالجلجلان والمشبك والحلقوم وصباع زينب، مؤكدة أن الإقبال على هذه الأنواع كبير جدا، «وهناك دعم من قبل المسؤولين لعمل سوق دائم ومجهز لنا». وبينت إحدى البائعات أن لديها بعضا من المنتجات التي برعت في عملها منذ الطفولة «وهي العمل على المطحنة، حيث بجانبي مطحنة وأسحق عليها أمام الناظرين طلباتهم كالبسباس والحمر والعديد من الأشياء الأخرى».