ضعف الدعم المقدم من القطاعات الحكومية والخاصة أدى إلى عزوف العديد من الأسر في تبوك عن مواصلة أعمالها في مجال المنتجات اليدوية والمشغولات الحرفية ما يهدد مشاريع الأسر المنتجة بالاندثار، نتيجة عدم قدرتهم على عرض وتسويق منتجاتهم بسبب عدم تخصيص موقع أو سوق لتسويق منتجاتها أسوة بالعديد من المناطق التي أنشأت فيها الأماناة أسواقا للأسر المنتجة لعرض وتسويق جميع المنتجات. وتشير أم عبدالله إلى أنها تعمل في مجال السدو والخوص منذ 17 عاماً وتشتري الصوف لصناعة الفرش، إذ يستغرق إنتاج القطعة واحدة بطول مترين ما يقارب شهرا كاملا، لافتة إلى أنها تجد صعوبة بالغة في بعض الأحيان في الحصول على الخامات التي تستعملها في مشغولاتها اليدوية، إضافة لارتفاع تكلفتها، ثم لا تجد وسيلة لتسويق منتجاتها سوى أثناء مواسم المهرجانات التي يتم من خلالها توفير مواقع للأسر المنتجة لعرض وتسويق منتجاتها، مضيفة قلة الدعم من الجهات المختصة وعدم توفر مواقع دائمة لتسويق منتجاتنا أجبرت العديد من الأسر على التخلي عن مشاريعها والبحث عن مصادر دخل أخرى. وأوضحت أم أحمد أنها تعد المأكولات الشعبية في منزلها، ثم تتوجه إلى المراكز التجارية خلال مواسم المهرجانات لبيعها وتأمين احتياجات أبنائها الأيتام، وتضيف: عدم وجود جهات داعمة للأسر المنتجة وافتقاد مقرات دائمة لعرضها وتسويقها تسبب في عزوف العديد من الأسر عن العمل في مجال المشاريع الصغيرة، رغم أن بعضهم لا يملك دخلا سوى ما يوفره من العمل في المشغولات والحرف اليدوية الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى اندثار هذه الحرف اليدوية والتراثية. من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية القرى الخيرية علي الحويطي أن الجمعية أنشأت قسما للأسر المنتجة انطلاقا من حرصها على استقطاب ودعم العديد من الأسر وفق الإمكانات المتاحة، مؤكدا أن الأسر المنتجة بحاجة ماسة لدعم القطاعات الحكومية والخاصة، لافتا إلى أن أهم جوانب الدعم هو توفير مقر دائم وأسواق للأسر المنتجة توزع عليهم بالمجان أو برسوم رمزية لمساعدة الأسر على عرض وتسويق منتجاتها.