أطلق صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة نجران، مهرجان قس بن ساعدة في نسخة الثانية، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. وعرض في الحفل الذي سبقه افتتاح معرض الكتاب، (ملحمة الملك عبديغوث الحارثي) في عرض مسرحي، ثم ألقى كلمة النادي الأدبي في نجران رئيسه سعيد آل مرضمة، وألقى كلمة الضيوف المصور العالمي رينيه تشيكوف، الذي أكد شوقه لمشاهدة نجران وأهلها بعد غياب 35 عاما. ودشن الأمير مشعل بن عبدالله، مبنى نادي نجران الثقافي الجديد، وكرم المشاركين في المهرجان. وكان قبيل الاحتفال قد افتتح الأمير مشعل بن عبدالله، معرض الكتاب، ومعرض الصور الخاص برينيه تشيكوف قبل الاحتفال في خيمة خاصة. من جانبه، قال الدكتور عبدالعزيز خوجة في كلمته «علينا إعادة قراءة تاريخنا وتاريخ ثقافتنا العربية، وضيوف المهرجان سيتذكرون قس وعبديغوث وغيرهما، وهذه نجران تزهر في عهد خادم الحرمين بالكثير من التطور في عهد أمير شاب». وأضاف: «بعث التاريخ اليوم مجددا من خلال مسرحية عبديغوث في هذا الجزء الغالي من بلدنا». من جانب آخر، تبرع الأمير مشعل بن عبدالله بمبلغ 600 ألف ريال دعما لمهرجان قس بن ساعدة، الذي انطلق البارحة، بحضور حشد من المثقفين والضيوف من داخل المملكة وخارجها، ويأتي هذا الدعم في إطار رعايته واهتمامه بإرث المنطقة الثقافي والتراثي والأدبي. وأوضح مدير إدارة العلاقات العامة بإمارة منطقة نجران إبراهيم آل سدران أن سمو أمير المنطقة قدم دعما شخصيا لمهرجان قس بن ساعدة لموسمه الثاني ب 600 ألف ريال، إضافة إلى اجتماع سموه بالجهات ذات العلاقة بالشأن التنظيمي والخدمات المساندة، مبينا لهم اهتمامه الكبير بنجاح هذه التظاهرة الثقافية التي تعكس حجم مقدرات المنطقة وإرثها الكبير. وأثنى آل سدران على جهود نادي نجران الأدبي والثقافي، ولا سيما أن الأفكار التي تقدم بها منسوبوه كانت مناسبة لتطبيقها في الواقع، وبذلوا جهودا كبيرة في ذلك. وأضاف: «سمو أمير المنطقة شعر بالرغبة القوية والصادقة من النادي بتقديم شيء للمنطقة، فبارك سموه ذلك ودعمه، وطالب المسؤولين في الإمارة بتقديم الدعم اللازم لتحقيق حلم أهالي المنطقة ومثقفيها وأدبائها، وهو ما نعمل عليه حاليا في جميع القطاعات، وعلى الجوانب كافة». وأوضح أن الاجتماعات التنسيقية قائمة، منذ أربعة أشهر قبل المهرجان، وحتى هذه اللحظة تعقد لقاءات مع عدد من الجهات التي من شأنها توفير الأجواء المناسبة لتنجح هذه التظاهرة الثقافية. وأضاف آل سدران قائلا إن مهرجان قس بن ساعدة الذي تحتضنه المنطقة هذه الأيام مثال على ذلك الاهتمام والرعاية، وهو يعيش موسمه الثاني، بعد نجاح كبير عرفت به النسخة الأولى من المهرجان. كما أن التعاون الذي شهده المهرجان بين الإمارة ووزارة الثقافة والإعلام، ممثلة في نادي نجران الأدبي، كان السبب الرئيس لنجاح الدورة الأولى من المهرجان، إضافة إلى التنسيق الدائم مع الجهات الأمنية والصحية والبلدية بدوره كان حجر زاوية في ذلك النجاح، ويشهد المهرجان هذا العام تطورا كبيرا، حيث راعت الأمانة ضرورة التعامل بشكلٍ جدي وحتمي مع متطلبات ذلك التطور، وما يترتب عليه من التزامات تحتاج للكادر البشري المدرب والمعد لمثل هذه التظاهرة الثقافية بصورة مميزة، بالإضافة إلى الحاجة الماسة للدعم المادي الكافي الضامن لتحقيق الأهداف المنشودة من إقامة هذا الحدث الثقافي والأدبي والتراثي الضخم. وبين أن رعاية سمو أمير المنطقة لافتتاح المهرجان ودعمه المادي والمعنوي ومتابعته الدائمة والمستمرة لتجهيزات الحدث دليل ملموس على استشعار سموه ومنسوبي الإمارة لأهمية الحدث، وضرورة نجاحه والوصول لأهدافه بشكلٍ كامل. وعن توجه الإمارة للاستفادة من مهرجان «قس بن ساعدة» في بيت نجران بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، قال: إن هذا الأمر محل اهتمام الإمارة، وكانت الرغبة بأن يتواجد في هذا العام، إلا أن ضيق الوقت حال دون ذلك، مؤكدا وجود ترتيبات خاصة بالمشاركة بالجنادرية بدأت منذ انتهاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة، و«قس بن ساعدة» سيكون حاضرا هناك في العام القادم. يذكر أن فكرة مهرجان قس بن ساعدة تركز على شخصية الشاعر الجاهلي عبد يغوث الحارثي. وأوضح المنسق العام للمهرجان عضو نادي نجران الأدبي الثقافي صالح آل زمانان أن العرض الرئيسي لمهرجان قس بن ساعدة في نسخته الثانية هو «ملحمة شيخ العرب»، وسيكون عبد يغوث الحارثي أساس الملحمة الدرامية والفنية، حيث أقيمت ورش عمل لصياغتها وفق تسلسلٍ تاريخي حقيقي، تم الاعتماد فيها على مصادر ومراجع تاريخية موثوقة، وسيحضر في ندوتين علميتين بحثيتين أكاديميتين ضمن فعاليات المهرجان، مبينا أن الملحمة ترتكز بشقيها الفني الاستعراضي والدرامي على لوحتين تاريخيتين، الأولى تتناول معركة يوم الكلاب الثاني ذات الشهرة الكبيرة في التراث العربي، فيما تحكي اللوحة الثانية أسر ابن صلاءة الحارثي ونظمه لقصيدته اليائية الشهيرة في الأدب العربي التي قال فيها: فيا راكبا إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران أن لا تلاقيا.