يشهد المسرح الروماني بمنتزه الملك فهد بغابة سقام بنجران ، حركة دؤوبة قبيل انطلاق فعاليات مهرجان "قس بن ساعدة" الثاني، الذي يفتتحه أمير منطقة نجران مشعل عبد الله بن عبد العزيز مساء اليوم الأحد، عبر أربع بروفات وتجارب قدمها فريق العمل المختار لتنفيذ ملحمة "شيخ العرب"، وسط أجواء جميلة تعيشها مدينة نجران هذه الأيام. وصاحبت التجهيزات التقنية هذه التجارب والبروفات بطريقة متميزة، توحي بانطلاقة مهرجان متميز، مصطحبةً المؤثرات الصوتية المصاحبة للملحة والوصلات الغنائية والفنية التي أضافت لفريق العمل شيئاً من الحماس. وعن ملحمة "شيخ العرب" أوضح مؤلف العمل عضو نادي نجران الأدبي والثقافي والمنسق للمهرجان صالح آل زمانان ، أن الملحمة بشقيها الفني الاستعراضي والدرامي، ترتكز على لوحتين تاريخيتين، الأولى تتناول معركة يوم الكُلاب الثاني ذات الشهرة الكبيرة في التراث العربي، فيما تحكي اللوحة الثانية أسّر عبد يغوث بطل الملحمة، الذي أطلق خلاله قصيدة (اليائية) الشهيرة في الأدب العربي. وحول تفاصيل الإعداد للعمل المسرحي ، أفاد آل زمانان أنه والمخرج سلطان الغامدي واجها صعوبة كبيرة في حبكة العمل الدرامي وتكوينه، الذي اعتمدوا فيه على مصادر ومراجع تاريخية موثوقة، لاسيما مع قلة هذه المصادر وصعوبة الحصول عليها. وأوضح ، أنهم أقاموا ورش عمل لصياغة العمل وفق تسلسلٍ تاريخي حقيقي، طوعوه ليقدموه ويجسدونه عملاً درامياً فنياً. من جهة أخرى تقدم أمارة منطقة نجران رعايتها واهتمامها بإرث المنطقة الثقافي والتراثي والأدبي، من خلال الدعم المادي واللوجستي في جميع الجوانب. ولعل عنايتها وتسخير جهودها في توفير الظروف والأجواء المحفزة على الإبداع في الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياحية، من خلال الاهتمام بالبنى التحتية التي تضمن تنفيذ المشروعات ذات العلاقة بهذه الجوانب، وتوجه أمارة منطقة نجران لتكون من أوائل أمارات المناطق الفاعلة والمتميزة. ويحسب لأمارة نجران ، تعاونها وفتح آفاق الشراكات مع الجهات الحكومية ذات الصلة بالمشروعات الاجتماعية والثقافية وغيرها، ما يسهم في إيجاد قواعد وأركان متينة لأعمال وأنشطة رصينة، تتمتع بالاستمرارية والقوة والتجدد والتطوير. و يعد مهرجان "قس بن ساعدة" الذي تحتضنه المنطقة هذه الأيام مثال على اهتمام و ر عاية الإمارة ، وهو يعيش موسمه الثاني، بعد نجاح كبير عرفت به النسخة الأولى من المهرجان. كما أن التعاون البناء الذي شهده المهرجان بين الأمارة ووزارة الثقافة والإعلام ممثلةً في نادي نجران الأدبي، كان السبب الرئيس لنجاح الدورة الأولى من المهرجان، إضافةً إلى التنسيق الدائم مع الجهات الأمنية والصحية والبلدية بدوره كان حجر زاوية في ذلك النجاح. ويشهد المهرجان ، هذا العام تطوراً كبيراً، حيث راعت الأمانة ضرورة التعامل بشكلٍ جدي وحتمي مع متطلبات ذلك التطور، وما يترتب عليه من التزامات تحتاج للكادر البشري المدرب والمعد لمثل هذه التظاهرة الثقافية بصورة مميزة، بالإضافة إلى الحاجة الماسة للدعم المادي الكافي الضامن لتحقيق الأهداف المنشودة من إقامة هذا الحدث الثقافي والأدبي والتراثي الضخم. وأكد مدير إدارة العلاقات العامة بأمارة منطقة نجران ، أن تقديم أمير المنطقة دعماً شخصياً لمهرجان قس بن ساعدة لموسمه الثاني ب 600 ألف ريال، إضافة إلى اجتماع أمير المنطقة بالجهات ذات العلاقة بالشأن التنظيمي والخدمات المساندة، مبيناً لهم اهتمامه الكبير بنجاح هذه التظاهرة الثقافية التي تعكس حجم مقدرات المنطقة وإرثها الكبير. ووصف آل سدران ، جهود نادي نجران الأدبي والثقافي بالمبارك والمقدر، لاسيما وأن الأفكار التي تقدم بها منسوبوه، كانت مناسبة لتطبيقها في الواقع، وبذلوا جهودا كبيرة في ذلك. وأضاف: "سمو أمير المنطقة شعر بالرغبة القوية والصادقة من النادي بتقديم شيء للمنطقة، فبارك سموه ذلك ودعمه، وطالبنا في الأمارة بتقديم الدعم اللازم لتحقيق حلم أهالي المنطقة ومثقفيها وأدباءها، وهو ما نعمل عليه حالياً في جميع القطاعات، وعلى الجوانب كافة". وأوضح ، أن الاجتماعات التنسيقية قائمة منذ أربعة أشهر قبل المهرجان، وحتى هذه اللحظة تعقد لقاءات مع عدد من الجهات التي من شأنها توفير الأجواء المناسبة لتنجح هذه التظاهرة الثقافية. وعن توجه الأمارة في الاستفادة من "قس بن ساعدة" في بيت نجران بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، أبان أن هذا الأمر محل اهتمام الأمارة، وكانت الرغبة بأن يتواجد في هذا العام إلا أن ضيق الوقت حان دون ذلك، مؤكداً وجود ترتيبات خاصة بالمشاركة بالجنادرية بدأت منذ انتهاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة، و"قس بن ساعدة" سيكون حاضراً هناك في العام القادم بعون الله. المسرح الروماني في نجران الاستعداد للملحمة المسرح الروماني في نجران (الشرق) نجران | واس