بحضور أكثر من 200 مثقف ومايزيد على 2000 شخص وبحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، رعى أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله افتتاح مهرجان قس بن ساعدة في نسخته الثانية 2013 مساء أمس الذي أقيم على المسرح الروماني في متنزه الملك فهد في الساعة الثامنة والنصف، حيث افتتح «معرض الصور في السبعينيات» للمصور العالمي الفرنسي تشيكوف مينوزا، واستمع لشرح عن الصور وطريقة التقاطها والذكريات المرافقة لها، واشتمل المعرض على 800 صورة تم عرض 300 منها بطريقة العرض المرئي في المسرح الروماني ثم قام الأمير مشعل بإزاحة الستار عن أكبر لوحة في الشرق الأوسط للفنان التشكيلي هادي آل صليع، وضمت 3000 صورة فوتوجرافية، وبعد ذلك افتتح معرض الكتاب، بعدها توجه الجميع إلى مكان الحفل لمشاهدة ملحمة «شيخ العرب». تدشين مبنى أدبي نجران زف رئيس مجلس إدارة نادي نجران الأدبي سعيد آل مرضمة لمثقفي وأدباء نجران خبر تدشين الأمير مشعل بن عبدالله حجر الأساس للمقر الجديد للنادي الذي يقع شرق مطار نجران، وقال آل مرضمة إن المبنى سيتكون من دورين فيهما قاعات للمحاضرات الرجالية والنسائية، ومكتبة لإصدارات النادي الأدبي ومقاهِ أدبية ومسرح يتسع لِ 1000 شخص مجهزاً بأحدث التقنيات الحديثة التي تواكب العصر، وشاشات عرض ومنابر من الطراز الحديث، موضحاً أن المبنى سيكون بمثابة الأرض الخصبة التي ستُثمر الإبداع والنجاح من أدباء المنطقة والبيئة الصحية التي يبحث عن توافرها الأديب المثقف. وأشار آل مرضمة إلى أن مهرجان قس بن ساعدة في دورته الثانية هو امتداد للاهتمام بالإرث التاريخي والأدبي الذي ظهرعلى أرض نجران منذ العصر الجاهلي من شخصيات ثقافية، وأدبية بداية من حكيم العرب» قس بن ساعدة، ومروراً بِ «شيخ العرب» الفارس والشاعر عبديغوث الحارثي والبقية ينتظرون إحياء تاريخهم تباعاً في المهرجانات القادمة وذلك لتخليد ذكراهم وبعثها للأحفاد كي يستنشقوا عطرهم الخالد. من جهته أكد المدير العام لمهرجان قس بن ساعدة في نسخته الثانية صالح ال سدران لِ الشرق «أن تجربة مهرجان قس بن ساعدة في النسخة الأولى أفرز جيلاً مِن المبدعين الذين يستطيعون تقديم أنفسهم وثقلفتهم ووضع بصمتهم في صفحات الإبداع ليظهر مدى امتلاكهم للفكر الوقّاد وأدوات المسرح التي آتت ثمرها على خشبات المسرح الروماني مِن إتقان المشاركينِ والممثلينَ لأدوارهم في فترة قصيرة. وقدم ال سدران شكره لأمانة منطقة نجران لدورها الفاعل والمتميز لإظهار المهرجان بأحسن صورة وأشار إلى أنها شريك في النجاح بالخدمات التي سخرتها للجنة المهرجان من بناء المسرح الروماني وتجهيز أماكن المعرض الدولي للكتاب ومعرض الصور للفنان الفرنسي تشيكوف مينوزا والخدمات الأخرى والإشراف اليومي لتذليل كافة الصعوبات. وبيَّن ال سدران أن الملحمة ترتكز بشقيها الفني الاستعراضي والدرامي على لوحتين تاريخيتين، الأولى تتناول معركة يوم الكُلاب الثاني ذات الشهرة الكبيرة في التراث العربي، فيما تحكي اللوحة الثانية عندما أسرتْ بنو تيم عبدَ يغوث، وذلك عندما وقعت الحرببين بين بني تيم وقوم عبد يغوث في أيام الجاهلية، وكان عبد يغوث فارساً وشاعراً، فشدُّوا على لسانه تسعة، خوفًا من أن يهجوهم قبل موته، فقال لهم: إنكم قاتلي ولا بُدّ، فدعوني أذمُّ أصحابي وأنوح على نفسي، فقالوا: إنك شاعر ونخاف أن تهجونا، فعقد لهم ألاَّ يفعل. فأطلقوا لسانه وأمهلوه حتى قال قصيدته اليائية الشهيرة في الأدب العربي التي قال فيها: فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلَّغَن نَدامايَ مِن نَجرانَ أَن لا تَلاقِيا وأفاد آل زمانان أنه على المثقفين والمهتمين بالثقافة والأندية الأدبية في مناطق المملكة كافة استغلال الإرث الثقافي الكبير الذي تحظى به بلادنا الغالية، وأن يجسدوه عبر الفعاليات والأنشطة الثقافية واستحضارها ليعيشها المجتمع من جديد. جانب من ملحمة شيخ العرب (تصوير: عبدالله فراج)