ثمة أسئلة تثور في الذاكرة عن الحراك السريع للصحف الإلكترونية، وإمكانية سحبها البساط من تحت طبعات الصحف الورقية، هذه الأسئلة أصبحت بمثابة طبخات يومية وهاجسا يعلن عن نفسه في عالم الصحافة. «عكاظ» حملت المحبرة والتقت بالعديد من الإعلاميات في العديد من الصحف اليومية ووضعت على طاولة كل واحدة من أسئلة عن الركض السريع للصحافة الإلكتروينة وفيما إذا كانت سوف تصرع نظيرتها الورقية بالضربة القاضية، وتباينت الطروحات والآراء حول هذا الموضوع غير أن الإجماع كان أن الصحافة الإلكترونية تمتاز بسرعة التواصل مع القارئ، خاصة فيما يتعلق بالحراك الخبري ولكنها تعاني من سيناريوهات عدم الصدقية فيما أشارت بعض الأصوات أن التطبيل في الصحف الورقية والإلكترونية خرج ولم يعد في ظل وعي القراء في الراهن. طلقة البداية كانت مع أمل باقازي والتي أوضحت بقولها «ربما تتفوق الصحف الالكترونية عن الورقية من حيث سرعتها في نشر الأخبار، إلى جانب انتشارها بشكل أوسع في ظل اهتمام شريحة كبيرة من القراء بالإنترنت، ولكن ما يميز الصحف الورقية هي المصداقية بشكل أكبر، فعلى سبيل المثال إذا ما تم بث معلومة عبر صحيفة الكترونية تكون لدى الصحف الورقية مساحة ووقت للتأكد من صحتها أو التوسع فيها وتغطيتها من كافة الجوانب على عكس الإعلام الالكتروني الذي يعتمد على عنصر السرعة أولاً. ومن وجهة نظري فإن الإعلام الالكتروني لا يشكل تحدياً كبيرا على الصحف الورقية، ولكن التحدي الحقيقي يظهر من مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يسمى ب «الإعلام الحديث»، من عدة نواحي تتمثل في سرعة بث المعلومة ومساحة الحرية المتاحة في تلك المواقع، وهو ما يدفع بالكثير إلى متابعة تويتر و فيسبوك أكثر مما تتم كتابته في الصحف الورقية. ولمواجهة تلك التحديات، من الضروري التزام الحيادية في الطرح، ولا سيما أن المجتمع بات يعي تماماً حقائق الأمور ولم يعد هناك مجال للتطبيل. الإعلام .. الصوت الحقيقي ومن واقع تجربتي، فإن المجتمع متعطش للاطلاع على كل ما يتعلق بمشاكله، الأمر الذي يحتم علينا انتقاء نوعية المواد الصحفية المقدّمة كي نحقق أعلى نسبة من القرّاء، عدا عن تعميق التواصل مع أفراد المجتمع على اختلاف شرائحهم العمرية والثقافية من أجل إقناعهم بأن الإعلام هو الصوت الحقيقي لهم، على غرار ما حدث في الإعلام الرياضي الذي أصبح الآن مؤثر بقوة على الوسط المختص به، فلو اتّبعنا السياسة نفسها في التعاطي مع القضايا الاجتماعية سنتمكن من مواجهة كافة التحديات التي تعترض خطوط سير الصحف الورقية. أخيراً، لا أعتقد بأن الصحف الورقية قد تندثر في يوم من الأيام مهما تطورّت وسائل التقنية، إذ أن الكثير من تلك الصحف تسعى بشكل مستمر إلى تطوير هيكلها من حيث طرح القضايا والمواضيع مهما كانت مساحة الحرية المتاحة أمامها، فاقتناعي الدائم بأننا نستطيع التحدث عن أي شيء شريطة اختيار الطرق الذكية لفعل ذلك. من جهتها أوضحت هيفاء الزهراني بقولها «بحكم تجربتي في النوعين السابقين أستطيع أن أؤكد لك أن الصحف الإلكترونية محتواها أقوى من الصحف المطبوعة، وتمتاز بسقف حرية أعلى بكثير من المطبوعة، فضلاً على أنها أسرع في تحرير ونشر الخبر من الصحف المطبوعة. وأضافت في اعتقادي الشخصي سنرى مستقبلا أن كثيرا من المطبوعات ستكتفي بإصدار النسخ الاكترونية فقط بناء على دراسات أمريكية أثبتت أن 60% يفضلون قراءة الصحف على الانترنت.. وهناك صحف أمريكية تراجعت عن إصدار النسخ المطبوعة واكتفت بالنسخ الالكترونية بسبب الالتزامات المالية الكبيرة والخسائر التي تكبدتها. وقالت رنا حكيم: عندما أحصل على خبر من أي صحيفة الكترونية تنشر بشكل سريع فأنا لا آخذ الموضوع على محمل الجد الا اذا نزلت للميدان بنفسي ورأيت الواقعة إن لم أتمكن من مهاتفة مسؤول من ذات الجهة المتعلق بها الحدث واحيانا لايتورع المسؤول عن نفي الشائعة ويقول انا موجود ولم اتلق بلاغا، والمفروض أن على الصحافة الورقية عدم الاكتفاء بالأخبار كخبر بل من الواجب أن تواكب تبعاته وحلوله وما أسبابه وتدعمه بتحقيقات تشبع نهم القارئ عن الحدث. وترى تهاني البقمي أن هناك فرقا بين الصحف الورقية ونظيرتها الإلكترونية ففي الأولى المعلومات أكثر استقصائية والبيانات التي تصدرها المؤتمرات تنشر أولا في الصحف الإلكترونية والصحافي لايكتفي بهذا البيان فيركز على تغطيته الميدانية ويميز صحيفته بتصريحات خاصة. بشاير المروان صحافية: ترى أنه لا مجال للمقارنة بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية نظرا للتطورات في عالم النشر بالذات، فالصحافة الورقية في آواخر عمرها وأتوقع خلال عقدين ستكون من الماضي. ونحن هنا أمام جيلين، جيل يتابع الورقية وجيل بأكمله يتابع الصحف إلكترونيا ولذلك نستطيع أن نقول إن الجيل الذي يقرأ الصحف الورقية غادر ولم يبق منه إلا القليل فمقارنة الصحف الورقية بالألكترونية خطأ كبير. علياء الهاجري ترى أن الصحافة الإلكترونية تعتبر منافسا بقوة للإعلام الورقي وهذا يتطلب من الصحافي أن يكون حاضرا بقوة ومتواجدا بالأحداث حتى لايفوت على نفسه أي حدث يثير الجرائد الإلكترونية، ومن عمل الفريق الكامل للجريدة أن تجهز طاقمها للحضور الدائم في الميدان.