إنهم يسرقون رمال المنطقة الشرقية في جنح الظلام، إذ رصدت الجهات المختصة في عدد من المدن والمحافظات تزايدا ملحوظا للظاهرة التي بدأت بالانتشار مؤخرا وتشكل العمالة الوافدة النسبة الأكبر من اللصوص الذين يجدون من يشتري بضاعتهم دون سؤال من أين جاءت لا يجد لصوص الرمال أي معوقات في بيع ما يسرقونه في الليل لبيعه في النهار تحت ضوء الشمس، إذ أن الصفقة تتم بعيدا عن عين الرقيب وعن الأسواق المخصصة والتي تعرف باسم (البرحة) حيث يجتمع فيها من يعمل في نقل الرمال بصورة نظامية وفي ظل هذا الوضع يجد لصوص الرمال فرصة كبيرة للكسب والتربح الكبير دون أي عناء يذكر، حيث يضاربون في الأسعار وينزلونها في التراب. عدد من المهتمين في سوق تجارة الرمال التي تستخدم عادة في عمليات البناء والردم ذكروا أن الظاهرة تحتاج إلى وقفة كبيرة من الجهات المعنية لمراقبة ومتابعة الأمر مع فرض غرامات مالية على المخالفين وحجز ومصادرة معداتهم وناقلاتهم في حال التكرار. ويرى هؤلاء أن التجار العشوائيين يوقعون أشد الأضرار على الباعة النظاميين ممن يعملون في هذا الحقل وفقا للقوانين المنظمة، فضلا عن أن الرمال تعتبر من الثروات الوطنية التي يجب الحفاظ عليها وعدم هدرها. وأضاف المراقبون أن سوق الرمال يوفر آلاف الفرص الوظيفية للشباب السعودي وهي تجارة مستمرة على مدار العام وليست موسمية. فهناك عجز كبير في عدد السعوديين العاملين في نقل الرمال وغالبية العاملين فيه من الوافدين ويمكن للجهات المعنية أن تشترط نسب محددة لتوظيف السعوديين في مجالات سياقة الشاحنات مع تحديد ساعات العمل والرواتب المشجعة. يقول تاجر الرمال فرحان العنزي: «إن عمليات السرقة تتمحور في الرمال المخصصة للطمر بعد قرار منع نقل هذا النوع من المناطق القريبة والسماح باستخراج الرمال من المناطق القريبة من الكويت»، مضيفا أن محافظة حفر الباطن تواجه أزمة كبيرة فيما يتعلق بالرمال المخصصة للدفن والطمر، إذ أن أسعار الرمال سجلت خلال السبعة أشهر الماضية زيادة بمقدار 50 100 ريال للشاحنة الواحدة. مؤكدا أن هناك شحا كبيرا في الرمال المخصصة للدفن بعد قرار منع الشركات من بيع هذه النوعية، مما اضطر الجميع لقصد المناطق البعيدة للحصول على هذه النوعية، العنزي أضاف أن الطلب على الرمال خلال فصل الصيف سجل انخفاضا واضحا، مرجعا ذلك لحركة السفر الكثيرة للأيدي العاملة في مجال البناء، موضحا أن تجارة الرمال تعتمد على الحركة العمرانية، كلما نشطت المشاريع الإنمائية كلما ارتفعت نسبة الطلب في السوق المحلية، متوقعا أن تعود الحركة للوضع الطبيعي بعد شهر رمضان المقبل، خصوصا وأن العمل خلال الصيف والشهر الفضيل يتراجع كثيرا، مدير الإعلام في أمانة المنطقة الشرقية محمدالصفيان، ذكر أن الأمانة تولي الظاهرة أهمية كبرى وتعمل على تنظيم جولات ميدانية ومراقبة مستمرة على المخالفات وتتخذ الخطوات النظامية بحق المخالفين. مشيرا إلى أن أمانة المنطقة الشرقية ممثلة في وكالة الخدمات قادت حملة ميدانية موسعة استهدفت عصابات الرمال في عدد من المواقع. وأسفرت الحملة عن ضبط العديد من المخالفين وحجز الآليات التي كانوا يستخدمونها في نشاطهم. وأشار مدير الإعلام في الأمانة إلى أن الحملة الميدانية بدأت عند الساعة الثامنة مساء واستمرت حتى الرابعة فجرا، وشملت ثلاثة مواقع في طريق أبو حدرية، طريق بقيق، وطريق المطار. وأكد الصفيان أن من أهم العوامل التي أسهمت في نجاح الحملة الاستعداد المبكر والتحضير الجيد لها، إلى جانب تظافر الجهود من المواطنين وحرصهم على تقديم بلاغات عبر الاتصال بالرقم (940). رئيس بلدية محافظة حفر الباطن محمد الشايع كشف النقاب عن تشكيل لجنة من محافظة حفر الباطن والبلدية ووزارة الزراعة بهدف تعزيز التنسيق المشترك ولتحديد المواقع التي تشهد زيادة في عمليات سرقة الرمال. مضيفا أن ظاهرة سرقة الرمال منتشرة بكثرة في محافظة حفر الباطن، وأن البلدية تبذل جهودا كبيرة لمتابعة الملف بواسطة مراقبين في الفترتين الصباحية والمسائية. مضيفا أن البلدية استطاعت القبض على عدد كبير من المتورطين. وأشار الشايع إلى أن البلدية لا تقوم بمكافحة ممارسة سرقة الرمال بمفردها، غرامة مالية ذكر أن هناك غرامات مالية تطبق على أصحاب المعدات المخالفة حسب المادة رقم ( 4/16) من لائحة الغرامات التي تنص على نقل الأتربة من غير الأماكن المخصصة لذلك، وكذلك المادة رقم (5/1) والتي تنص على الحفر دون ترخيص أو العمل بموقع مخالف.