طريق سلطانة «الصاخب» في المدينةالمنورة الذي لا تعرف ليله من نهاره، نتيجة الازدحام عليه حتى ساعات متأخرة من الليل، أصبح يشكل موقعا خطرا خصوصا بعدما حوله عدد من الشبان مسرحا لاستعراض السيارات والدراجات النارية، وفي بعض الأحيان ميدانا للسباقات. ورغم تشدد الجهات الأمنية من الشرطة والمرور، فإن هناك بعض التجاوزات من الشباب الذين لا يجدون مكانا متنفسا لهم سوى هذا الطريق. وإزاء المخاطر الناتجة عن ذلك طالب الأهالي بإيجاد حلول توفر لهؤلاء الشباب الوسائل الترفيهية التي تشغل وقتهم بشكل إيجابي، بدلا من الوجود في حي سلطانة الذي أصبح المركز الرئيسي لتجمعهم خصوصا في الفترة المسائية، حيث يقدم بعضهم على ممارسات تتسبب في مضايقة العائلات التي تقصد المراكز التجارية المنتشرة على جانبي الطريق. ويسأل الكثير من الأهالي ما الحلول الواجب إيجادها لاحتواء الشباب والاستفادة من طاقتهم المهدرة في الطريق، خصوصا أن ذلك يودي بهم إلى مسالك خاطئة تكون سببا في ضياع مستقبلهم، وبالتالي ما الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية لاحتواء الشباب، وكيف تستطيع أن تحول فعليا مسار هؤلاء الشباب الذين أدمنوا التسكع على طريق سلطانة الذي أصبح المتنفس الرئيسي لهم. غازي العياد (مرشد طلابي متقاعد) وأحد سكان حي الأزهري المجاور لطريق سلطانة قال، إن هذا الطريق يشكل مشكلة مزمنة، وللأسف لم تجد الجهات المعنية حلا لها، حيث يتجمع الشباب حتى ساعات متأخر من الليل في المطاعم والمقاهي المنتشرة على الطريق، ويمارس البعض منهم سلوكيات خاطئة خارجة عن نطاق العادات والتقاليد التي يعرف بها شباب المدينةالمنورة. وتمنى من الجهات المعنية بأمور الشباب أن تضع حلولا مباشرة لاحتواء هؤلاء الشباب الذين يعتبرون عماد المستقبل، والاستفادة من أوقاتهم بشكل إيجابي بدلا من هدرها في أمور قد تكون ضارة. وأشار إلى أن الجهات الأمنية تقوم مشكورة بعمل جيد، حيث إنها تستنفر خلال إجازة نهاية الأسبوع لمراقبة تجمعات الشباب وضبط أي إخلال أو سلوكيات خاطئة. من جهته أشار فهد الحازمي إلى استمرار مشكلة وجود الدبابات النارية في حي سلطانة، مشددا على أنها أصبحت مقلقة للكثير من مرتادي الطريق، خصوصا أن الكثيرا من أصحابها خاصة من صغار السن يزعجون المشاة والسيارات التي تسلك الطريق. وأضاف أن الحي أصبح نقطة تجمع للكثير من الشباب، كما أن بعضا منهم يقوم بحركات خطرة، في أوقات متأخرة من الليل. «عكاظ» نقلت شكاوى الأهالي إلى المهندس يحيى سيف مساعد الخدمات العامة في أمانة المدينةالمنورة، وسألته عن الإجراءات المتخذة في هذا الموضوع، فأوضح أن الأمانة سبق أن أبرمت اتفاقية مع المستودع الخيري في منطقة المدينةالمنورة لتشغيل ملاعب الشباب التي أقامتها الأمانة مع الإشراف عليها، ضمن برامجها الهادفة إلى تفعيل مبادرة حماية الأطفال والشباب، مشيرا إلى أن هذه الملاعب شملت بلديات الحرم وقباء والعوالي وأحد والعقيق والعيون والبيداء والصويدرة والعاقول وأبيار الماشي والفريش والمندسة والمليليح. وأضاف أنه تم تحديد المواقع المناسبة في المدن الرئيسية للمحافظات للملاعب على أن لا تقل مساحة الملعب عن أربعة آلاف متر مربع، وبين أن ملاعب الأحياء التي قامت الأمانة بإنشائها في عدد من الأحياء لاقت القبول والاستحسان من قبل الشباب من خلال تحقيق ما يطمحون إليه من وجود مثل هذه الملاعب المجهزة على أعلى مستوى واستغلال أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع، وتهيئة أماكن مخصصة يمارسون من خلالها الفعاليات الرياضية والثقافية وأنشطة أخرى متنوعة، مشيرا إلى أن الأمانة أنشأت هذه الملاعب في الأماكن المخصصة لها حسب إمكانيات كل حي إضافة إلى الصيانة المستمرة. وفي سياق متصل أوضح مكتب رعاية الشباب في منطقة المدينةالمنورة إبراهيم مصباح أن مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية تفتح بشكل دوري للشباب للاستفادة من منشآتها. وأضاف أن فرق الحواري مرحب بهم وفق شروط معينة، أهمها أن الأولوية لنادي أحد الذي لا يمتلك مقرا حاليا لإجراء تدريباته وإقامة مبارياته، فهو مرتبط بجدول زمني معين.