الحريق الذي قضى فجر الثلاثاء الماضي على أسرة كاملة مكونة من سبعة أشخاص، في فيلا سكنية في حي الإسكان «الخالدية» شرق المدينةالمنورة، أعاد إلى الأذهان حرائق مشابهة تسببت في القضاء على أسر بكاملها في مختلف مناطق المملكة، وأثار التساؤلات حول أسباب هذه الحرائق وكيف يمكن تفاديها؟ وقد أثبتت الحرائق المتعددة التي أدت إلى كوارث أسرية في عدد من مناطق المملكة، أن الإهمال يعتبر أحد أهم الأسباب وأكثرها لمثل هذه الحرائق، إضافة إلى الأجهزة الكهربائية التي تستدعي أخذ الحيطة والحذر في استعمالها، وكذلك المواد القابلة للاشتعال. «عكاظ» تسلط الضوء، على أسباب هذه الحرائق، مع من نجوا من حرائق تعرضت لها منازلهم أو واجهوا مثل هذه التجربة، فأجمعوا على أن الإهمال هو علة العلل. وقالت سوزان، موظفه وأم لطفلين حاولت أن أعمل جوا رومانسيا لنفسي وقررت أن أشعل شمعة وأقرأ كتابا على ضوئها وفيما أنا منهمكة بقراءة الكتاب رن جرس الهاتف وهرعت للإجابة ولم تأخذ المكالمة أكثر من دقيقة واحدة، وعدت لأجد غرفة النوم وقد أصبحت كتلة من النيران المشتعلة والدخان الأسود، بسبب سقوط الشمعة على مرتبة السرير ولم أعلم من أين أتيت بالقوة لكي أجلب الماء وأقوم بإطفاء النيران التي قضت على نصف الغرفة. وأضافت منذ ذلك اليوم لم أدخل أي شمعة إلى المنزل. أما مشعل فقالت فوجئت عند دخولي إلى غرفة النوم ذات يوم بخروج دخان ونار خفيفة من وراء التلفزيون، فقمت على الفور بفصل المكبس عن مصدر الكهرباء وأطفأت النار التي اخذت تنتشر بسرعة خيالية بالفرش الموجود على الارض، ولو لم أنتبه وأدخل إلى الغرفة بالصدفة لاشتعلت غرفة النوم بطفلتي التي كانت نائمة على سريري، مشيرة إلى أن الإهمال هو وراء هذه الحادثة لأنني لم أفصل المقابس عن الكهرباء. أما جميلة الحربي (معلمة) فقالت كتب لي عمر جديد عندما فتحت باب الفرن الذي كان يتسرب منه الغاز دون أن أشعر، وعندما أشعلت الولاعة انفجرت كرة من النار بوجهي الأمر الذي دفعني بعيدا عن الفرن، ولكني ولله الحمد لم اصب بأي أذى. وأضافت أنه انتابها فزع شديد وكذلك جميع أفراد العائلة الذين هرعوا مسرعين إلى المطبخ بعد سماعهم دوي الانفجار الذي أحدثه الفرن، وعملوا على الحؤول دون اندلاع حريق في المنزل بعدما أخرجوا اسطوانة الغاز وعملوا على وقف التسرب منها. «عكاظ» تحدثت مع المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في المدينةالمنورة العقيد خالد الجهني حول أسباب إندلاع الحرائق في المنازل، وكيفية تعامل الدفاع المدني معها، فقال إن الدفاع المدني في المدينةالمنورة يقوم خلال الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، بعمل دورات توعوية لجميع أفراد الأسرة، تتركز حول المخاطر الموجودة في المنازل والتي تؤدي إلى اشتعال الحرائق والتسبب في كوارث بشرية ومادية خطيرة، مثل اسطوانات الغاز والتوصيلات الكهربائية والشموع والولاعات وغيرها من الأمور التي تتسبب في اشعال الحرائق، كما نوضح لهم كيفية مواجهة الحوادث والكوارث مع ضرورة الاهتمام بمقابس الكهرباء وانابيب الغاز واحكام إغلاقها وفصل التوصيلات الكهربائية أثناء النوم وفي حالة عدم استخدامها. وأضاف أن الدفاع المدني يعمل أيضا على إرسال رسائل نصية توعوية للمواطنين. وسائل السلامة قال العقيد خالد الجهني المتحدث الإعلامي للدفاع المدني إن الإهمال هو السبب في اندلاع الحرائق المنزلية، إضافة إلى سوء الاستخدام، داعيا إلى أخذ أقصى درجات الحيطة في استخدام الغاز والكهرباء والنار مثل الحطب والشموع، مع اتخاذ وسائل السلامة في المنزل والمنشآت العامة والخاصة لتجنب الكوارث.