تتحول رحلة إنهاء معاملة في إدارة الأحوال المدنية بالعاصمة المقدسة إلى معاناة من نوع آخر، اسمها رحلة البحث عن موقف للسيارة، الأمر الذي يعتبره المراجعون عائقا أمام الوصول إلى المقر الموجود في حي الزاهر المكتظ بالسكان. والغريب أن المبنى لا يجب البكاء عليه، فهو قديم متهالك مضى عليه أكثر من خمسة عقود، بل يعتبر من أقدم المباني الحكومية في العاصمة المقدسة، وبغض النظر عن خطورة المبنى من ناحية السقوط أو غيره فإن النظرة العامة من أي مراجع تجعله يدرك أن المبنى خارج نطاق المباني الحكومية لما فيه من التشققات والتكسير وانعدام النظافة، كما أنه يمثل مصدر خوف مستمر للمراجعين والموظفين لاحتمال سقوطه في أية لحظة إذا ما بقي الوضع على حالة. والملفت للنظر أن المبنى الذي لازال يحتضن المراجعين، تنوي إدارة الأحوال المدنية في العاصمة المقدسة تحويل المبنى القائم حاليا إلى موقع تاريخي بعد إدخال بعض التحسينات والترميمات الهندسية عليه، ما يشير إلى قدم المبنى الذي يعتبر من أوائل المباني الحكومية في مكةالمكرمة، فيما حذر الدفاع المدني في العاصمة المقدسة في تقريرها من خلال الجولات الميدانية لفريق المسح ولأكثر من مرة أن المبنى آيل للسقوط. وشكا عدد من المواطنين من سكان حي الزاهر الذي يحتضن إدارة الأحوال المدنية من المعاناة بسبب شح مواقف السيارات مما يتسبب في تكدس السيارات والازدحام المروري وتوقف الحركة المرورية داخل الحي. وقال أحد مراجعي إدارة الأحوال المدنية، إن قلة مواقف السيارات في المواقع المحيطة بإدارة الأحوال المدنية، تتسبب بحرمان بعض المراجعين من الوصول إلى إدارة الأحوال وبالتالي تأجيل معاملاتهم وإنهاء أوراقهم إلى اليوم التالي، خصوصا أن المنطقة التي يقع فيها المبنى تقع في حي يكتظ بالسكان وبالقرب من مبنى جامعة أم القرى في الزاهر، وتساءل عن عدم الإسراع في نقل موقع إدارة هامة يراجعها مئات المراجعين بهذا الشكل وفي ذلك الموقع. قيد النقل علمت مصادر «عكاظ» أن مبنى الأحوال المدنية في العاصمة المقدسة سوف يشهد انطلاقة جديدة له من خلال انتقاله إلى الجروشي مول الذي تتوفر فيه كل الإمكانيات ومزود بكافة وسائل التقنية الحديثة لكي يجد المراجع راحته أثناء ارتياد إدارة الأحوال المدنية، وإنهاء معاملاته في أسرع وقت ممكن.