اشتكى أهالي قرية نعام التابعة لمحافظة تثليث شرق عسير، من غياب الخدمات الضرورية من كهرباء وطرق، إلى جانب النقص الكبير في الخدمات البلدية من سفلتة وإنارة واتصالات، كذلك غياب المشاريع التنموية، مشيرين إلى وعورة الطرق المؤدية إلى القرية واختلاف تضاريسها ومرورها بعدة أودية وجبال، مشيرين إلى أنه وفي حالة هطول الأمطار تصبح القرية شبه معزولة عن العالم الخارجي، كما أنها أصبحت مأوى لمجهولي الهوية. «عكاظ» زارت القرية التي يسكنها ما يقارب 3 آلاف نسمة ويشتغل أهلها في الزراعة وتربية الأغنام والجمال ورصدت من خلالها العديد من مطالبات الأهالي بالخدمات الضرورية لقريتهم. يقول مبارك راجح القحطاني إنهم يعيشون معاناة كبيرة في ظل غياب الكثير من الخدمات في القرية، ما أدى إلى تذمر واضح وسط الأهالي. وأضاف «هناك نقص في الخدمات المقدمة للأهالي خاصة الكهرباء وأنا أول المتضررين من ذلك حيث أعيش وأسرتي في ظلام دامس بعدم إيصال التيار الكهربائي لمنازلهم التي لا يفصلها عن آخر آخر منزل تم إدخال الكهرباء فيه سوى 2 كلم فقط». ويتساءل القحطاني «لماذا أعيش في ظلمة ومعاناة وغيرنا ينعم بالكهرباء التي أصبحت حلما يراود الأهالي، ولا يعرفون متى سيتحقق ذلك الحلم». وأضاف القحطاني «تقدمت بطلب لشركة كهرباء تثليث منذ عام 1406ه، بإيصال التيار لمنزلي ولكن باءت كل محاولاتي بالفشل»، مشيرا إلى أنهم لا يزالون يعانون من إيصال الكهرباء لمنازلهم حيث ما زالوا يعيشون على الفوانيس التي تعمل بالكيروسين لعدم مقدرتهم على توفير مولدات كهربائية لمنازلهم. تهميش وتجاهل ويقول محمد العبدالكريم إنهم يعيشون في جحيم يومي لا يطاق جراء غياب الخدمات التي تعتبر في نظرهم العامل المهم للحياة، مستغربا من التهميش والتجاهل الذي تواجهه القرية من قبل المسؤولين، ما جعلهم في حاجة ماسة للعديد من الخدمات والمشاريع التنموية. أما سعد العاطفي فأشار إلى أن هناك قصورا كبيرا في أداء مستوصف القرية، حيث يعاني الأهالي من نقص في الأدوية، إلى جانب سوء المبنى الذي يحتاج إلى ترميم نسبة لقدمه الشديد، ما حد من طموحاتهم في الحصول على خدمة علاجية جيدة، مطالبا المسؤولين بالتدخل بإعادة النظر في شأن مستوصفهم المتهالك، حيث يفتقر للكثير من التجهيزات، ولا توجد به أجهزة طبية متقدمة، كذلك لا توجد بالمركز سيارة للإسعاف لنقل الحالات الحرجة. فيما ناشد محمد القحطاني الجهات المعنية في تثليث للتصدي للمخالفين والمجهولين الذين باتت أعدادهم متزايدة ومقلقة لأهالي القرية ويسببون ازعاجا كبيرا لهم، حيث ينتشرون في تجمعات بين المنازل، مشيرين إلى أن معظمهم عناصر مجهولة تمتهن المتاجرة في الممنوعات، والسرقات، منتقدا قيام بعض ضعاف النفوس من المواطنين بتشغيلهم وإيوائهم ما ينذر بحدوث جرائم في قرية نعام، مطالبين بإنشاء مركز أمني لحمايتهم وحفظ أعراضهم من هؤلاء المخالفين المجرمين. وأشار علي العاطفي إلى أن طلاب وطالبات القرية محرومون من إكمال تعليمهم الثانوي لعدم توفر مدرسة بهذه المرحلة المهة في القرية ما يجعل العديد منهم يتوقفون عن التعليم بعد الحصول على شهادة المرحلة المتوسطة.وأشار العاطفي إلى أن المبنى التعليمي للبنين الذي يجري إنشاؤه حاليا تم بناؤه على مجرى وادي قضاة، مبينا أنه معرض في أي وقت للسقوط والانهيار، ما ينذر بحدوث كارثة، مطالبا مسؤولي التربية والتعليم في بيشة بإيقاف العمل فيه ونقله إلى مكان آمن. وطالب عدد من أهالي قرية نعام، المسؤولين بالنظر في معاناتهم والإسراع في وضع حد لتلك المعاناة بتحرك ملموس لإيصال كل الخدمات الضرورية إلى المنطقة. بدوره، أوضح مدير الطرق بمنطقة عسير المهندس علي سعيد مسفر أن هناك لجنة مشكلة من مجلس المنطقة تقوم بدراسة الطريق الرابط بين قريتي الزرق ونعام، مبينا أنه وبعد الانتهاء من الدراسة ستقوم اللجنة بالرفع لوزير النقل للموافقة عليه، ومن ثم يرفع إلى وزارة المالية لاعتماده، مشيرا إلى أن الطريق طوله حوالى 30 كلم، ورقمه في أولوية مشاريع المنطقة 36. من جهته، أكد مدير التربية والتعليم بمحافظة بيشة سعد آل سالم أنهم يسعون لتحقيق مطالب الأهالي بفتح المرحلة الثانوية للبنين والبنات مستقبلا حسب الضوابط المعتمدة من اللجنة العليا لسياسة التعليم، أما حاليا فإن عدد طلاب المرحلة المتوسطة 28 طالبا فقط. البلدية تطالب أوضح رئيس بلدية تثليث بالإنابة المهندس فهد الفديع أن قرية نعام من القرى النائية التي تحرص البلدية على المساهمة في رفع مستوى نظافتها وغيرها من القرى إلى أعلى مستوى. وأضاف «وعورة الطريق الرابط بين الزرق ونعام وعدم سفلتة الطريق أضرت كثيرا بسيارات المراقبين وعمال النظافة»، مطالبا الأهالي بسرعة تنفيذه باعتباره الطريق الوحيد والرئيسي للقرية وهو خارج نطاق البلدية، حيث تم رفض سفلتة الطرق الداخلية من قبل المقاولين لهذا السبب.