يضع أهالي حرة الشرع بمحافظة الكامل 001 كيلو متر شمالي جدة أياديهم على قلوبهم منذ أسبوعين خوفا من انقطاع التيار الذي أصبح بمثابة وجبة سوداء اعتاد عليها الأهالي يوميا، والشيء الغريب أن التيار ينقطع خلال ساعات النهار وأحيانا يستمر لنحو خمس ساعات متواصلة. وأجمع عدد من الأهالي المتضررين أن شركة الكهرباء تتلاعب بأعصابهم، وأن أصواتهم بحت في تقديم الشكاوى وتكرار البلاغات لفرع شركة الكهرباء في خليص على أمل أن تحل المشكلة إلا أن تواصل الانقطاع أدى إلى احتراق عشرات الأجهزة الكهربائية وفساد المواد الغذائية الموجودة داخلها وهروب سكان المركز من منازلهم إلى أقاربهم في جدة ومكة المكرمة خوفا من الحر وتوقف مصالح الحياة مع انقطاع التيار الكهربائي. وفي هذا السياق قال بريك العلياني عضو المجلس المحلي بمحافظة الكامل وأحد سكان حرة الشرع: مؤخرا فاجأتنا الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي دون أي سبب واضح، حيث تبدأ غالبا من الثالثة عصرا في عز النهار وتستمر حتى التاسعة ليلا وتعود في بعض الأحيان في فترات الصباح المبكر لعدة ساعات متواصلة. ويضيف: قدمنا العديد من الشكاوى الهاتفية والبرقية وأرسلت شركة الكهرباء بخليص فرقة للصيانة ما زالت تعبث بأعصابنا، حيث لم تجد حلا للمشكلة حتى الآن مما أجبر العديد من الأهالي لترك مدارس أبنائهم والهرب إلى جدة ومكة بسبب الحر الخانق وجراء تعطل الأجهزة الكهربائية الخاصة بدفع المياه وغيرها التي لا يمكن الاستغناء عنها إطلاقا. من جهته أوضح صالح البقيلي أنه اضطر لتغيير ثلاجته ورمي جميع المواد الغذائية الموجودة داخلها بعد أن اكتشف تعطلها بسبب تشغيل وإقفال الكهرباء لعدة مرات في أقل من دقيقة مما أدى إلى التماسها وتعفن كل المواد الغذائية داخلها، والحمد لله أنها لم تشتعل وإلا لتحولت لكارثة لا يحمد عقباها، خصوصا أن الدفاع المدني يبعد عنا مسافة تزيد عن ال70 كلم. ودعا البقيلي من شركة الكهرباء إلى ضرورة التحرك سريعا لإنهاء المشكلة وعدم المماطلة بإرسال فرقة وحيدة لم تنجح في حل الأعطال حتى الآن، وقال: إن كان هناك ضعف بسبب تعطل أي من أجهزتها فعليها أن تتحمل مسؤولية أخطائها وما يترتب عليها من خسائر مادية وعينية التي لا يخلو منها منزل من منازل حرة الشرع. وفي السياق نفسه عانت مدارس حرة الشرع بشقيها البنين والبنات من تعطل التيار الكهرباء مما اضطر المعلمين إلى البحث عن أدوات بدائية لطرد الحر الخانق من الفصول، في حين اضطر المركز الصحي إلى الاستعانة بالمواتير الكهربائية الاحتياطية لمواصلة العمل وتقديم الخدمات العلاجية للمواطنين خلال فترات انقطاع الكهرباء صباحا ومساء. وكشف دخيل بن وخيضر أحد أعيان مركز حرة الشرع عن العديد من الإشكالات التي تسببت فيها الانقطاعات الكهربائية لعل أبرزها الخسائر المادية المتمثلة في تعطل الأجهزة داخل المنازل وفساد المواد الغذائية سواء في المنازل أو في المراكز التجارية. وقال: ما زلنا ننتظر ردة فعل أكبر من شركة الكهرباء وهم قالوا بأنهم لم يجدوا سبب المشكلة حتى الآن رغم البحث منذ أسبوع تقريبا. فرق الصيانة «عكاظ» حاولت التواصل مع مدير كهرباء الكامل، لكنه لم يرد على الاتصالات المتكررة على هاتف مكتبه في الوقت الذي كشف مصدر مطلع في شركة الكهرباء أن فرق الصيانة كثفت جهودها للوصول إلى سبب الأعطال المتكررة وستعمل على إصلاحه في أقرب وقت ممكن.