مع بدء العد التنازلي لموسم الصيف فإن هواجس الغرق تطل برأسها خاصة في مسابح الفلل والاستراحات والقصور، إذ تؤكد مضابط الدفاع المدني أن هذه المواقع تعد بمثابة أفخاخ ومصائد للصغار الذين تغريهم مشاهد المياه الزرقاء ولكن سرعان ما تبتلعهم وتفسد مثل هذه المآسي فرحة قدوم الصيف وموسم الإجازات. وتشير الحيثيات إلى أن الإهمال يعد سببا رئيسا في غرق الأطفال في المسابح خلال موسم الصيف. وكشفت الأخصائية الاجتماعية نجاة هوساوي أن التطور الحضاري لدى بعض الأسر يكشف مدى انعكاساته السلبية على الأبناء من حيث فخامة المسابح وعمقها فعندما يلهو بها طفل لا يتجاوز الثلاثة أعوام دون رقابة ماذا نتوقع سوى أن يروح ضحية الإهمال. وأضافت هوساوي أن هناك خادمات لا يمكن تكليفهن برعاية «الأكباد الغضة» لافتة إلى أن هناك أكثر من حادثة تؤكد ذلك، ومنها حادثة لطفلة لا تتجاوز الأربعة أعوام غرقت رغم تواجد الخادمة معها في المسبح وقد تم التحري عن سبب الغرق وتأكد أن الخادمة انشغلت بالرد على هاتفها النقال ولم تلاحظ غرق الطفلة وبعد أن حاولت إنقاذها لم تتمكن واستنجدت بالحارس الذي لم يتمكن من ذلك. وتابعت هوساوي بقولها: هذه قصة من مئات القصص ولا بد من توعية ربة الأسرة لأنها كلما تولت مهام أسرتها بنفسها كلما قلت وتلاشت المخاطر، وللأسف هناك نحو 60% من السيدات اللواتي يقطن في الفلل الفخمة يولين الخادمة زمام الأمور وترك صغارهن معها. من جهته كشف رجل الأعمال أحمد مقبل أنه قبل نحو عشرة أعوام أو أكثر كان يمتلك قصرا في محافظة الطائف وبه مسبح كبير وعميق وكان مغلقا ومن الصعب دخول الأبناء داخله، ونظراً لظروف نقله تم بيع المنزل لأسرة لديها طفلان، وفي نفس اليوم الذي تم انتقال الأسرة للمنزل خرجا للمسبح وأخذا يلهوان فيه وأحدهما دخل في المنطقة العميقة ولم يلبث سوى دقائق حتى فارق الحياة. وأضاف بقوله: لم يستطع الطفل الآخر من هول ما حدث إبلاغ أسرته، كما أن المشتري لم يبلغ البائع بمدى عمق المسبح من المنطقة الوسطى، وبعدها أخذت عهدا على نفسي أن أرمم أي مسبح خاص في المنزل الذي سوف أبيعه أو أسكن به تجنباً للمخاطر المفاجئة. وأوضحت أم الطفل بندر الزايدي الذي لقي حتفه في المسبح قبل عامين ونصف أنها أودعت الطفل لدى الخادمة أثناء ذهابها إلى عملها وقالت: كان المسبح يبعد عن المنزل 10 أمتار فقط وكان منعزلا عن المنزل وابنتى الكبرى اعتمدت على الخادمة في مراقبة أخيها والخادمة كانت اعتمدت على ابنتي الكبرى ولم تشعرا بخروجه إلى المسبح وعند عودتي إلى المنزل لم أجد ابنى وبحثنا عنه حتى بعد الساعة التاسعة مساء ولم نتوقع انه تسلل للمسبح وأبلغنا الجهات المختصة للبحث عنه وبعد منتصف الساعة التاسعة وجده والده في جنبات المسبح. العميد تركي الحارثي مدير الدفاع المدني بجدة كشف أن مسرح حوادث غرق الأطفال يزداد في كل عام، خاصة في القصور والمسابح المغلقة وتتلقى دائماً مديرية الدفاع حوادث غرق الأطفال بإستمرار وكم من طفل راح ضحية الغرق وإهمال الوالدين وللأسف بعض الحوادث تتلقى الاتصال وفرق الدفاع تتولى المهام في اللحظات الأخيرة في الغالب، وحذر اللواء الحارثي الأسر من ترك الأطفال بمفردهم في المسابح أو ترك هذة المسؤولية على عاتق الخدم. وسائل التثقيف مدير الدفاع المدني في جدة العميد تركي الحارثي دعا إلى إيجاد رقابة كثيفة على الأطفال في المنازل التي بها مسابح، كما شدد على تأمين مسابح القصور خاصة لأنها من أكثر المسابح خطورة نظراً لمساحتها الشاسعة وبعد المسابح في الغالب عن مكان تواجد الأسر، كما دعا لتطوير وسائل التثقيف حول المخاطر التي يتعرض لها الأطفال وكيفية التعامل معهم قبل وأثناء الغرق.