خلافا لمشاريع السقيا في المنطقة تعمل إدارة المياه في محافظة جبال فيفاء على إسناد مشاريع السقيا، لمتعهدين يوزعونها بدون كروت، ما يتيح التلاعب وعدم وفاء المتعهد بالتزاماته، دون أن يكون هناك حسيب أو رقيب، وقد عاش أهالي المحافظة على هذا الحال سنوات من المعاناة وهم يشتكون ولكنهم لم يجدوا حلا. يقول الشيخ أحمد محمد الحكمي شيخ قبيلة الحكميين بفيفاء، إنه بمجرد استلام متعهد السقيا الحالي مشروع السقيا لمحافظة فيفاء في 1/5/1433ه، ما استبشر المواطنون في فيفاء خيرا، بعد معاناتهم مع المتعهدين السابقين، والتي دامت أعواما لم يسقوا فيفاء إلا السراب، ولكن لا زالت المعاناة مستمرة وكأنه مكتوب ومقدر على أهالي فيفاء أن يستمروا في شراء المياه من جيوبهم وينتظروا المطر أو الفرج من السماء. وكشف الشيخ الحكمي ل «عكاظ»، أن السقيا خلال عام مضى لم تتم سوى مرتين فقط ولم تشمل جميع السكان، وناشد الشيخ الحكمي أمير منطقة جازان التوجيه بالتحقيق في ما أسماه «مهزلة السقيا»، وأضاف أن متعهد السقيا يخدع المواطنين والحكومة، لافتا إلى أن المتعهد ملزم بتأمين المياه للمواطنين شهريا، مشيرا إلى أن من يزور فيفاء يجد العجب، الكل يشتكي ويلومون المسؤولين والمشايخ على السكوت على هذا. وأكد الشيخ الحكمي على أنه تم رفع شكوى لهيئة مكافحة الفساد «نزاهة» ولا يزال المواطنون في انتظار الهيئة. فيما يقول جابر محمد الفيفي، إنهم في حي الشمسية بفيفاء لم تصلهم قطرة واحدة من متعهد السقيا الحالي، مبينا أنه يتحمل مسؤولية إثبات ذلك، أما سالم يحيى الشنوي من حي المرمى فبين أن آخر عهدهم بمتعهد السقيا كان في عيد الأضحى الماضي، وأضاف «نحن نشتري المياه منذ سنين وحتى لو التزم المتعهد بتأمين المياه شهريا فماذا يفعل وايت أو اثنان سعة الواحد منها 5 أطنان لأسرتي التي يزيد أفرادها عن 35 شخصا». أما يحيى قاسم العبدلي، فقال «شكونا وطالبنا مرارا وتكرارا بأن يتم توزيع حصص المواطنين في فيفاء بواسطة الكروت على حسب أفراد كل أسرة كما هو مطبق في كل مكان، ولكن دون فائدة فقد رفض المتعهد ووعد أن تكون السقيا شهرية لكل أسرة في الاجتماع الذي عقد بمحافظة فيفاء، لكن ذلك لم يتم، وأضاف موسى العمري في تهكم «لماذا تريدون أن يفي لكم المتعهد اليوم بالسقيا وأنتم من سنين تشترون المياه». وطالب أحمد يحيى الحكمي بتأمين مياه صالحة للشرب، وقال إن المياه التي يأتي بها المتعهد وإن وصلت فإنها غير صالحة للاستخدام الآدمي لأنها من أودية مجاري البيارات أسفل جبال فيفاء، مطالبا بمشروع سقيا لأهالي فيفاء يكفي المواطنين الذين يبلغ عددهم نحو 60 ألف نسمة، أما علي جابر الفيفي، فقال «الأمر الذي لا يطيقه أحد هو أنه في فيفاء يشتري المواطنون يوميا كراتين مياه صحية، لأن كل المياه التي تصل لجبال فيفاء لا تصلح للشرب أو الطبخ». وقال أحمد محمد الفيفي مقاول مع متعهد السقيا، إنه توقف عن تأمين المياه للأحياء التي اتفق على تأمين المياه لها مع المتعهد بسبب عدم تسديد مبلغ أربعة أشهر ماضية. أما حسن مفرح المشنوي مراقب توزيع السقيا، فاشتكى من المشاكل الكثيرة التي تعاني منها سيارات السقيا، وطالب بتأمين سيارات جديدة وكافية وزيادة الكميات لتكفي المواطنين. تأمين المياه أكد محافظ فيفاء عليوي العنزي، أنه تكاد تصله يوميا شكاوى من المواطنين ضد متعهد السقيا وتقصيره المستمر في إيصال المياه للمواطنين، وقال «مؤخرا تم الاجتماع مع المتعهد وتم الاتفاق على تأمين المياه للمواطنين شهريا وقد وعد بذلك، كما رفعنا مطالبة المواطنين بالسقيا بواسطة الكروت، إلا أنه رفض ذلك وبذلك نطالب إدارة المياه، أن ينص العقد مع المتعهد المقبل على أن تكون السقيا بواسطة الكروت، وكذلك زيادة الكميات والإشراف على مصادر المياه التي يتم توريدها للأهالي.