يبدو أن مسلسل انفجار مواسير المياه في محافظة جدة سيتواصل احتفاء بتدشين المحطة الجديدة التي يؤكد المسؤولون أنها ستروي عطش «العروس»، فما أن أصلحت الشركة الوطنية للمياه الماسورة الثانية التي انفجرت أمام ميدان الفلك على تقاطع طريق الملك فهد (الستين) وشارع صاري بجوار فرع جامعة الملك عبدالعزيز للطالبات (كلية الفيصلية)، بعد أن استمرت في تهريب المياه اسبوعاً كاملاً، فوجئت بانفجار أخرى في حي النزهة الشعبي المعروف بالصميدات شرق طريق المكرونة. وأكد السكان أن هذا الوضع مستمر لليوم الثالث دون تدخل من الشركة رغم أنهم سجلوا لديها أربعة بلاغات. وقالوا ل(عكاظ) «حاولنا الاستعانة بالأمانة التي حضرت الى الموقع وأخلت مسؤوليتها، ثم تواصلنا مع الجهات الأمنية، حيث تسببت الماسورة المكسورة في إغراق الشارع تماماً، وأخيراً تخلت شركة المياه عن مسؤوليتها ولم تصلحها». وأضاف المواطنون: «هذا الخلل تسبب في قطع المياه عن منازل كثيرة في حي النزهة، ورغم أن الانفجار جاء بعد أزمة المياه التي عاشتها جدة قبل أسابيع، إلا أن كل الأحياء انتهت معاناتها عدا حينا». وقال عبدالرحمن المطيري: «الماسورة استمرت في تهريب المياه لثلاثة أيام دون أن تتحرك الشركة الوطنية للمياه لإيقاف هذا التسريب»، مطالباً بسرعة احتواء الخلل الذي أضر بكثير من المواطنين شمال جدة وبصفة خاصة حي النزهة. وكان الانفجار الأول قد حدث في تقاطع طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية) مع طريق الأمير سلطان، وتسبب في هدر كميات كبيرة من المياه. من جانبها بررت المؤسسة العامة لتحلية المياه سبب الانفجار الى عدم جاهزية شبكة التوزيع، مشيرة الى إيقاف الضخ في الأنبوب بناء على طلب من الشركة الوطنية للمياه التي قللت من حجم المشكلة، لافتة الى أن ما حدث مجرد غسيل وتعقيم لأنبوب جديد. وعلمت «عكاظ» أن المؤسسة بدأت ضخ المياه من محطة التناضح العكسي «المرحلة الثالثة» عبر الخط الجديد بعد اجتماع تنسيقي مع الشركة الوطنية للمياه، وذلك بمعدل الفي متر مكعب في الساعة كبداية لتجهيز الخط وطرد الهواء منه، ومن ثم البدء في ضخ الكميات المطلوبة، إلا انه تم إيقاف الضخ بعد ساعتين ونصف بسبب انفجار الأنبوب الاول في «التحلية» على أن يتم استئنافه من جديد بعد أن تنتهي الشركة من إصلاحه. وأكدت المؤسسة جاهزيتها منذ شهرين للضخ في الفيصلية إلا أن عدم جاهزية شبكة التوزيع ساهم في تأخر الضخ لوجود تهريب، وبينت أنها قادرة على ضخ الكمية المطلوبة، موضحا أن الشركة الوطنية للمياه طلبت منها ضخ 90 ألف متر مكعب اضافي، لكنها للأسف ليست لديها طاقة استيعابية لهذه الكميات، كما أن الضخ يتم وفق مراحل تدريجية حسب أمور فنية تتعلق بالتشغيل، ورغم الالتزام بالكمية المحددة من قبل الشركة لتفادي ضغط الهواء، حدث تهريب في الأنابيب التابعة لها. «عكاظ» اتصلت بمدير الشركة الوطنية للمياه المهندس عبدالله العساف، الذي أكد أنه سيتدخل لإصلاح الخلل، ووعد بمتابعة البلاغات المسجلة شخصياً.