يعاني أهالي مركز أم سدرة الواقع على طريق الكويت الدولي وعلى بعد «30» كلم شمال شرقي محافظة المجمعة من شح المياه إلى جانب نقص كبير في الخدمات الضرورية الصحية والتعليمية، في وقت يستعير الكثير من السكان الكهرباء من الجيران، لإضاءة ولو ممر داخل منازلهم. «عكاظ» تجولت في المركز للتعرف على مطالب واحتياجات أهالي المركز الذين مازالوا يأملون في تحقيقها منذ 20 عاما. ويؤكد فهد فيحان المطيري أن سكان مركز أم سدرة يعيشون في معاناة كبيرة من تردي ونقص الخدمات الضرورية والتي أصبح لا غنى عنها في وقتنا الحاضر، «فالماء الذي يعد عصب الحياة مازال يصلنا عبر الوايتات من إدارة فرع المياه بالمجمعة، في وقت يمد الفرع المركز المكون من 100 منزل بعدد محدود من وايتات الماء في الشهر، حيث إن هذه الكمية لا تكفي حاجة السكان من المياه، لذا فإننا نطالب الجهات المعنية بتمديد شبكة مياه وربطها بالبئر المعطلة منذ سنوات، فبعد مطالبات قبل عدة سنوات تم حفر بئر عميقة بأكثر من 1600متر، ولكن للأسف لم يتم الاستفادة منها باستخراج الماء وضخه لمنازل المركز بحجة عدم وجود شبكة مياه». ويؤكد فهد فيحان أن المركز بحاجة ماسة لمدرستين متوسطة وثانوية للبنين لأن طلاب المركز يعانون جراء قطعهم مسافة 35 كم لتلقي تعليمهم في المجمعة أو الأرطاوية، وتنقّل الطلاب لهذه المسافة مرتين في اليوم يعرضهم إلى الكثير من المخاطر وفي مقدمتها الحوادث المرورية التي قضت على الكثير من سكان المركز، مشيرا إلى أن المدرستين الموجودتين حاليا هما ابتدائية للبنين وابتدائية ومتوسطة للبنات، وهما لا يكفيان طلاب المركز لاسيما الطالبات اللاتي يضطررن للاكتفاء بالكفاءة المتوسطة لتعذر سفرهن للمجمعة أو الأرطاوية. وعن الخدمات الهاتفية قال: «كان في السابق لدينا خدمة الهاتف الثابت بطريقة الإسقاط وكانت رديئة وسيئة للغاية، فكثيرا ما تتعثر المكالمات وتتداخل الخطوط مع بعضها البعض وتم إلغاؤها من قبل شركة الاتصالات وما زلنا ننتظر اليوم الذي يتم إعادة هذه الخدمة الضرورية بالشكل الصحيح عن طريق الكيبل الأرضي، أما خدمات الجوال فهي مازالت ضعيفة من قبل شركات الاتصالات الثلاث، وكثيرة الانقطاع والتعطل، ونأمل أن تهتم هذه الشركات بتطوير الخدمة بشكل صحيح». من جانبه أقر رئيس المركز سعيد المطيري باحتياجات الأهالي، وقال: «المركز تنقصه العديد من الخدمات فأولها المياه والتي تعتبر الأهم، والحاصل الآن أن وزارة المياه والكهرباء لم تعتمد إنشاء شبكة مياه للمركز، حيث تم حفر بئر عميقة قبل 3 سنوات، وبعد العثور على المياه بها تم تغطيته ولم يتم تشغيله، والمطلوب الآن ترسية إنشاء شبكة مياه وربطها بهذه البئر المعطلة، وثاني المطالب الكهرباء، حيث إن العديد من منازل المركز لم يتم إيصال التيار الكهربائي لها حيث ترفض شركة الكهرباء ذلك بحجة أن هذه المنازل لا يوجد لها صكوك بالرغم أن أراضي هذه المنازل تم منحها للمواطنين قبل عدة سنوات من قبل رئيس المركز، ومنحت حسب الأنظمة التي كانت تخول لرؤساء المراكز منح الأراضي للأهالي، لذا يجب العمل سريعا على حث شركة الكهرباء لإيصال التيار الكهربائي لها». مركز صحي وأكد المطيري أن احتياجات المركز تمتد إلى ضرورة إنشاء مركز صحي لتقديم الرعاية الطبية لسكانه، وكذلك إنشاء مركز للهلال الأحمر ومركز للدفاع المدني، أما بخصوص التعليم فالمركز يحتاج لمتوسطة وثانوية للبنين وثانوية للبنات فطلاب وطالبات هذه المراحل مازالوا يقطعون 60 كم كل صباح للمجمعة لإكمال الدراسة معرضين أنفسهم لمخاطر الطريق الدولي.