تعلن لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» في أبو ظبي اليوم، اسم الفائز الأول من الدورة الخامسة للجائزة، إحداها رواية «القندس» للكاتب السعودي محمد حسن علوان، والخمس الباقية: «مولانا» للمصري إبراهيم عيسى، «يا مريم» للعراقي سنان أنطوان، «أنا والأخريات» للبنانية جنى فواز الحسن، «ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي، و«سعادته السيد الوزير» للتونسي حسين الواد. لجنة التحكيم التي تضم جلال أمين (رئيسا) واللبناني صبحى البستانى، على فرزات، بربارا ميخالك، وزاهية إسماعيل الصالحى (أعضاء)، اختارت ست روايات للقائمة القصيرة من بين 133 رواية من 15 دولة. ورشح بعض النقاد روايتي «القندس» للسعودي محمد حسن علوان و«مولانا» للمصري إبراهيم عيسى، لنيل جائزة «البوكر 2013»، مشيرين إلى أنهما الأقرب للفوز بالجائزة. ويعد الروائي محمد علوان واحدا من الروائيين الشباب الذين انتزعوا أحقيتهم بالحضور في المشهد الروائي السعودي والعربي على حداثة سنه. وأوضح علوان، أن الرواية في العالم العربي حديثة نسبية ولم يتجاوز عمرها قرنا واحدا من الزمان، وبذلك لم تتح لها الفرصة بعد لتنقسم بشكل طبيعي إلى أنواع وأنماط تلبي كل ذائقة، ولكننا الآن بدأنا نشهد هذه الإرهاصات، مبينا «ثمة روائيون عرب بدأوا يتخصصون في نوع معين من الرواية: تاريخي أو بوليسي أو رومانسي، ليلبوا نوعا معينا من الذائقة ويستجيبوا لمتطلباتها، وأنا أجد في ذلك تطورا طبيعيا لأي فن من الفنون لا بد أن ينقسم مع الزمن إلى فنون أكثر تخصصا واستجابة للفئة المتلقية». من جانب آخر، قال أصغر المرشحين على قائمة «البوكر» الروائي الكويتي سعود السنعوسي ل«عكاظ»: أجدني في الرواية وحسب، أحب القصة القصيرة في بعض الأحيان، ورغم محاولاتي وجرأتي في نشر بعضها، فإنني لا أجدني قاصا، أحب الشعر وأتذوقه ولكنني لا أجيد كتابته، لذلك ربما يجد القارئ في روايتي تطفلا على الشعر أو القصة، في كل الحالات أجد أن الرواية، كما يقول الروائي السوداني أمير تاج السر «قميصا يسع كل الفنون»، وهي بالفعل كذلك، وحدها الرواية قادرة أن تتضمن الشعر والقصة وشيئا من المسرح أو السينما، بل يتعدى الأمر ذلك لتصبح معرضا للفن التشكيلي، وهذه قناعة اكتسبتها بعد قراءة رواية «اسمي أحمر» للتركي أورهان باموق الذي برع في وصف اللوحات والنقوش كما لو أنك تراها. الرواية بشكل عام حياة، وبحكم طبيعتها تتسع لكل شيء، التاريخ والدين والعلم والسياسة والاقتصاد والفن والفلسفة، ولهذا السبب لا أجدني في غيرها. وكان رئيس لجنة تحكيم الجائزة الناقد الدكتور جلال أمين، أوضح ل«عكاظ» أمس في حوار شامل أنه اكتشف خلال تقييمه للروايات المشاركة في دورة الجائزة هذا العام أن العدد الأكبر من الروايات لا يستحق عناء إكمال القراءة، لافتا إلى أن مجلس أمناء الجائزة وضع أمام أعضاء لجنة التحكيم بعض القواعد التي يصعب تصنيفها كمعايير للتقييم، معربا عن استغرابه إثارة مسألة الشفافية في نطاق عمل اللجنة، ومشيرا إلى أنه ليس بالإمكان الاتفاق العام على جودة عمل روائي أو أدبي من جانب كل الأفراد. وبالنسبة لمعايير النقد الأدبي، أوضح أمين أن هناك التزاما كافيا بها، لكنه أكد على أن معايير النقد الأدبي ليست معايير قاطعة، يتفق عليها كل إنسان، وليست واضحة تمام الوضوح في أذهان الجميع أيضا؛ لأن فيها عنصرا ذاتيا من الصعب ضبطه لدى كل الأفراد عند نفس الدرجة من التطابق، وما يحدث هو أن كل عضو منا يتعاطف مع إحدى الروايات، لكنه يقول في الوقت نفسه إنه يلتزم بمعايير النقد الأدبي، وحقيقة الاختلاف في تقييم الرواية الواحدة من عضو إلى آخر نابع من أن كل واحد منهم يعطي أهمية نسبية لعنصر ما في تكوين العمل على حساب عنصر آخر، وهكذا بالنسبة لبقية الأعضاء.