سجلت القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية العالمية "البوكر" التي أعلنت أول من أمس صعودا لمنتج الشباب، الذين أزاحت أعمالهم، أعمال كتاب مخضرمين ضمتهم القائمة الطويلة التي أعلنت الشهر الفائت، وفي مقدمتهم اللبناني إلياس خوري وروايته "سينالكول"، والجزائري واسيني الأعرج وروايته "أصابع لوليتا"، والأردني إبراهيم نصرالله. كما تميزت القائمة بوصول كاتبة بروايتها الأولى، هي اللبنانية جنى الحسن وروايتها "أنا وهي والأخريات". وفي الوقت الذي كانت فيه مصر تستحوذ على أكبر عدد من المرشحين طيلة الدورات الخمس الماضية للجائزة لم يصل في الدورة الحالية إلا عمل مصري واحد هورواية "مولانا" للمصري إبراهيم عيسى، فيما تقدم الخليج بوصول اسمين شابين هما السعودي محمد علوان عن روايته "القندس"، والكويتي سعود السنعوسي كأول كاتب كويتي يرشح للجائزة بل يصل إلى قائمتها القصيرة، ويعالج في روايته "ساق البامبو" موضوع الهوية من خلال شاب هو نتاج زواج مختلط لرجل كويتي وامرأة فلبينية، وحيرته بين المجتمع الذي نشأ به (مجتمع أمه)، وبلد أبيه التي يشده إليها الحنين وحكايات والدته. وفي هذا السياق أكدت لجنة التحكيم أنها غير معنية بالتوزيع الجغرافي، وهو ما اتفق معه علوان الذي قال ل"الوطن": إن غياب أعمال دولة ما عن دورة ما ليس مؤشراً على شيء. فالترشيح للجائزة له معايير فنية وشروط زمنية، وكل ذلك يتم في ظروف قد تمنع كاتباً ما من دخول عمله في اللجنة. أضيف إلى ذلك أني أرى هذه الجائزة عربية اللسان وعالمية الروح، وبالتالي لا يكون لتصنيف الأعمال حسب جنسية كاتبها أي دور يضيف إلى قيمتها الأدبية أو يسهل من مهمتها في تشذيب الذائقة الإنسانية. وعن روايته قال علوان: القندس تتناول حياة شاب أربعيني نشأ في أسرة مفككة في الرياض مما انعكس على شخصيته بشكل لم يتمكن المقربون منه من رصده، وبعيداً عن المدينة ينفض الرجل ذاكرته بعد أن حرضتها رؤيته للقندس أول مرة ليسعى بعد ذلك إلى مقاربة سلوك هذا الحيوان النهري بما شهده في كنف عائلته وعانى منه. وأضاف علوان: استغرقتني كتابة القندس قرابة السنتين، كتبت أجزاء محورية منها أثناء مشاركتي في معتكف الكتابة الذي رعته جائزة البوكر نفسها في جزيرة صير بني ياس في أبوظبي، ثم أكملتها بعد ذلك في مدينة أتاوا الكندية. أؤمل من هذا الترشح أن يفتح نوافذ جديدة مع قراء لم يقرؤوها بعد، فأجد لديهم ما يبقيني على قيد الكتابة، وأن يزيدني إيماناً بجدوى الكتابة في وصل ما انقطع بيننا كبشر من أفكار ورؤى، وفي رصف الطريق نحو مجتمعات تحاور بعضها كما تحتاج، وتفهم بعضها كما ينبغي.