تحول متنزه الصفا، غرب منطقة نجران والمعروف لدى الجميع ب«متنزه الهيجة» إلى مكب للنفايات ومرمى لمخلفات البناء ومرتع للكلاب الضالة التي اتخذت دورات المياه التابعة لأمانة نجران مأوى لها بعدما تحطمت أبوابها ونوافذها وأصبحت تخدش المنظر العام. وكشفت جولة «عكاظ» الميدانية في المكان القصور الذي طال هذا المتنزه اليتيم في غرب مدينة نجران، والقريب من سد وادي نجران حيث يفتقد الكثير من الخدمات البلدية، ليصبح منسيا في خارطة أمانة نجران والهيئة العامة للسياحة والآثار، فالنظافة معدومة فيما تسيطر عشوائية الأشجار عليه والإنارة غائبة. ورصدت «عكاظ» خلال جولتها لوحة وضعتها الهيئة العامة للسياحة والآثار في أول المتنزه توضح فيها أهمية الموقع الذي يعد متنزها طبيعيا وتفوق مساحته خمسة كيلومترات مربعة ويقع غرب مدينة نجران، يحده من الشمال وادي نجران، ومن الشرق قلعة رعوم المطلة عليه، ومن الجنوب جبل أبو همدان وهو من الجبال الشاهقة في المنطقة. كما يتميز المتنزه بالغطاء النباتي وأشجار النخيل ومسطحات خضراء طبيعية وكان يرتاده الزوار للنزهة عند هطول الأمطار وفصل الربيع قديما، أما الآن فأصبح مهجورا ولن يستطع الزائر التنزه فيه بعدما أصبح مرمى للنفايات وغابت عنه الخدمات البلدية، وتحول مرتعا للكلاب الضالة، ومأوى لضعفاء النفوس. وسجل أهالي غرب مدينة نجران الذين التقت بهم «عكاظ» استغرابهم من تجاهل الأمانة وهيئة السياحة المتنزه وعدم الاهتمام به، خصوصا أنه يعد من المتنزهات الجاهزة، ولا ينقصه سوى توفير الخدمات البلدية والاهتمام بنظافته ومكافحة الكلاب التي سيطرت عليه وحرمت الأهالي والزوار من التنزه وسط الغطاء النباتي. وقال محمد حمد السنيدي إن متنزه الصفا والمعروف بالهيجة، أصبح مهجورا ولم يعد أحد يقصده للتنزه بسبب غياب النظافة وتحوله إلى مرمى للنفايات، إضافة إلى غياب الخدمات البلدية عنه، مشيرا إلى أنه كان يعد من المتنزهات القديمة في المنطقة مستغربا اهتمام هيئة السياحة والآثار بقلعة رعوم المطلة على المتنزه وعدم الاهتمام بهذا المتنزه الذي هو أهم من القلعة التي يصعب الوصول إليها. من جانبه، استغرب ظافر سالم جافلة تجاهل الأمانة لهذا المتنزه، خصوصا أنها كانت توليه في السنوات الماضية اهتماما كبيرا، حيث شرعت في إنشاء دورتي مياه رجال ونساء في مواقع مختلفة، وشهد المكان وقتها إقبالا كبيرا من الزوار الذين يقصدون سد وادي نجران، حيث يجلسون لساعات طويلة في المتنزه يحتسون القهوة والشاي. وأضاف «لكن للأسف الشديد تجاهلت الأمانة المتنزه منذ فترة ولم تعد تهتم به ما أدى إلى تحوله مرمى للنفايات ومرتعا للكلاب»، مشيرا إلى أن العبث الذي طال دورات المياه في تكسير أبوابها ونوافذها والكتابة عليها بصورة أصبحت تشوه قلعة رعوم الأثرية، موضحا أن المتنزه أصبح مخيفا للمتنزهين، ولم يعد يقصده أحد من الزوار. \الكيل بمكيالين أجمع أهالي غرب نجران على أن أمانة نجران تكيل بمكيالين، فهي تجاهلت الخدمات البلدية غرب نجران والذي يعتبر بعيدا عن أنظار المسؤولين، فيما ركزت جهودها على متنزهين، متنزه الملك فهد في غابة سقام ومتنزه أبا الرشاش القريبان من وسط المدينة، متسائلين: ما ذنبنا لتكافئنا الأمانة بالهجران؟.