سد شعيب وادي المغورة بمركز آل زيدان بمحافظة الداير بني مالك، يقدم للناس أعظم الخدمات، باعتباره شريانا للحياة في المنطقة، ولكنه فجأة وبين ليلة وضحاها تحول إلى مسبح يستقبل يوميا عشرات المراهقين وحتى الكبار، ومن لا يرغب في السباحة يجلس حوله مع بقية المتنزهين، وفوق هذا وذلك سقطت داخل السد معدة ثقيلة من نوع (بوكلين) الأمر الذي جعل الصدى يلوث مياه السد، ما جعله خطرا يهدد أهالي قرى جبال آل يحيى وآل زيدان وآل نخيف الذين يربو عددهم على 5 آلاف نسمة، وكانت آمالهم معلقة على السقيا والشرب من مياه السد بحكم موقعه المميز وقربه من القرى إذ يقع في وسط وادي شعيب المغورة الذي يجري باستمرار وخاصة مع هطول المطر. «عكاظ» زارت السد ووقفت على الإهمال الذي يحيط به خاصة بعد حادثة «البوكلين» منذ عامين وهو الامر الاكثر خطرا وتعجبا من تجاهل إدارة المياه بجازان. يقول سالم جبران اليحيوي ان منزله يقع بجوار السد مباشرة وهو يعيش في قلق دائم ومعاناة مستمرة بسببه، فأبناؤه الصغار يلهون بجوار السد حين لا يكون بجوارهم احد، ما ينذر بغرق احدهم في اي وقت «خاصة عندما اكون في السوق او بعيدا عن منزلي، حيث تعيش والدتهم معاناة يومية بضرورة متابعتهم حتى لا يقتربوا من السد». وقال اليحيوي إن ادارة المياه بجازان تجاهلت مطالباتهم المستمرة بضرورة «اغلاق محيط السد بوضع حواجز حتى لا يتمكن احد من الدخول اليه ولكنهم لم يستجيبوا». أما محمد احمد المالكي فأكد ل«عكاظ» ان المشروع كان في بدايته يسير بالطريقة الصحيحة، «الا ان الاهمال من قبل مديرية المياه حوله لمشروع فاشل»، مشيرا إلى أن معدة البوكلين سقطت فيه منذ عامين ولم يقم احد بإخراجها مما لوث السد وجعل مياهه بطعم صدأ الحديد. وأضاف «السد مصدر السقيا الوحيد للسكان والمواشي، اصبح يهدد بخطر صحي نتيجة الاهمال، كما ان الطمي من طرف السد يسير ببطء وهو ما يهدد بدفن السد وتحوله لكومة ترابية، بعد أن أغلقت فتحات تفريغ المياه بسبب الحجارة والاتربة». وقال حسين المالكي إن السباحة من قبل المراهقين وانزلاق بعض السيارات داخل السد يعتبر معضلة اخرى تؤرق ساكني القرى المجاورة، وسكان القرية في كل حين يقومون بدور الانقاذ في انتشال السيارات العالقة التي يقوم اصحابها بالمغامرة والدخول الى السد، ما اجبرنا على اغلاق احد الطرق المؤدية اليه، كما أن السد يحتاج الى تنظيف. إقفال السد أكد ل«عكاظ» رئيس مركز آل زيدان سالم بن قزيز ان مياه سد وادي المغورة لا يستفاد منها لعدم وجود مضخات ومحطات تنقية، كما انه يشكل خطرا على مرتاديه لعدم وجود حواجز تمنع من الوصول اليه. وبين انه تم رفع عدة خطابات عن طريق محافظة الداير لمياه جازان بضرورة اقفال السد وتنظيفه. «عكاظ» بدورها اتصلت بمدير عام المياه بمنطقة جازان المهندس حمزة قناعي لمعرفة الاسباب حول إهمال السد وعدم إغلاقه، وطلب ارسال فاكس لتحويله لقسم السدود للرد على استفسارات الصحيفة، ولم يصل اي رد من قبل المديرية.