تشهد مدينة أبها ومحافظة خميس مشيط اختناقات مرورية كبيرة بسبب أعمال المشاريع الجاري تنفيذها من الكباري والأنفاق في عدد من المواقع والتقاطعات المهمة بأبها ومحافظة خميس مشيط. ففي أبها يشهد مشروع تقاطع حي الموظفين ونفق المحالة ازدحاما وحركة مرورية كبيرة، خاصة وقت الذروة، وكذلك طريق الحزام الدائري بأبها ومشروع نفق إشارة المنسك ومشروع نفق خميس مشيط ومشاريع طريق المدينة العسكرية، في الوقت الذي أبدى فيه المواطنون تذمرهم من ذلك الزحام، خاصة ساعة الذروة، لافتين إلى معاناتهم اليومية مع ذلك الزحام أمام تحويلات هذه المشاريع التي تصل إلى عدة كيلو مترات من طوابير المركبات، خاصة عند حدوث أي تصادم ولو بسيط بين أي مركبتين.. «عكاظ» كانت حاضرة وسط الزحام ونقلت مشاهدات من ذلك الزحام وتذمر أصحاب المركبات. يقول علي عسيري إنه يظل أحيانا يسير في هذا الطريق أكثر من ساعة، أما إذا ما حدث تصادم بين مركبتين فحينها الله وحده يعلم كم من الوقت سيكون على سالكي ذلك الطريق انتظاره، حيث تتوقف الحركة تماما في هذه المسارات الضيقة التي لا تتسع إلى أكثر من مركبتين، خاصة أن هذا الطريق رئيسي وشريان وحيد بين أبها ومحافظة خميس مشيط والأحياء السكنية، مشيرا إلى أن السيارات باتت تعمل على التحول إلى الطرق البديلة للخروج من حالة الاختناق اليومي التي يعيشونها وأضاف: معظم طرق الأحياء السكنية تحولت إلى طرق بديلة للفرار من الزحام أمام هذه التحويلات والمشاريع التي يجري العمل فيها منذ سنوات. وأبدى علي الشمراني تخوفه من اقتراب موسم الصيف ولا يزال الوضع على ما هو عليه، خاصة أن الصيف على الأبواب والزحام حينها سيكون مضاعفا، نسبة إلى قدوم الآلاف من السياح إلى المنطقة، وأضاف: المعاناة التي نعيشها الآن مع شوارع عسير في ظل تلك المشاريع، كيف هي ستكون في موسم الصيف المكتظ بالزوار والسياح، حيث سيكون العبء على هذه الطرقات مضاعفا أضعاف الأضعاف وسيكون الحال أسوأ بكثير عما هو عليه في هذه الأيام وهو هاجس الأهالي. ووصف كل من خالد سيف وناصر الشهراني وبدر الزهراني هذه المشاريع والعمل فيها بالبطيء جدا خاصة في بعض المشاريع مثل نفق المحالة ونفق خميس مشيط، وقالوا: رغم الوعود المتكررة من قبل المجالس البلدية بأبها ومحافظة خميس مشيط، وتوعد الأمانة والبلديات لسحب المشاريع المتعرثة من المقاولين في حالة التأخير، إلا أن المخاوف ما زالت هي الهاجس الأكبر لأهالي أبها ومحافظة خميس مشيط، نظير ما يعايشونه من معاناة مستمرة يومية واختناقات مرورية أمام هذه المشاريع والأحياء المجاورة لها لاستخدام الطرق من داخل الأحياء واكتظاظها بالحركة على مدار الساعة، ما تسبب في إزعاج السكان من جراء أصوات المركبات وسيرها المتواصل من طرق داخل الأحياء، هروبا من زحام تحويلات تلك المشاريع. من جهته أوضح أمين أمانة عسير المهندس إبراهيم الخليل، أن هذه المشاريع الجاري تنفيذها تسير وفق ما خطط لها، وأضاف: ولا يوجد أدنى تكاسل أو بطء في العمل فيها حسب ما يقوله بعض المواطنين، ولكن ما يجهله بعض الناس هو ان العمل في هذه المشاريع يجري على مراحل حسب الاعتمادات، ما يجعل البعض يفسرها بالبطيئة والمتوقفة. وبين المهندس الخليل، أنه ولفك تلك الاختناقات تم عمل طرق بديلة مجاورة لتلك المشاريع، حيث تم فتح طريق نفق خميس مشيط، كما تم فتح الطريق من فوق النفق من الأعلى إلى حين الانتهاء من مشروع النفق السفلي الجاري العمل فيه حاليا، مبينا أن تأخر فتحه كان بسبب وجود عبارة تم اعتماد مشروعها وجار العمل فيها حاليا، كذلك تقاطع طريق المحالة مع حي الموظفين، حيث جرى فتح طريق مجاور بجانب مشروع النفق. وقال المهندس الخليل: «نحن نعمل على شق محورين شمال جنوب وقد تم اعتماده وهو طريق الأمير سلطان، والعمل فيه جار وبشكل جيد وسريع، ونعمل لمشروع شرق غرب يربط طريق الخميس بطريق السودة، كما نعمل لوضع البدائل»، مشيرا إلى أن هناك اجتماعات مستمرة فى مقر الإمارة مع كافة الجهات ذات العلاقة لوضع جميع التصورات لتلك البدائل لتتيح لنا معالجة الشبكة وتصحيح الحركة المرورية داخل المدينة، موضحا أن هناك لجنة خاصة بالسلامة المرورية تدرس هذه البدائل. وحول ما يسمى (الذكية) أوضح المهندس الخليل، أنها تعتمد على السرعة كما أن تكاليفها منخفضة ولا تتطلب نزع الملكية، لافتا إلى أن جزءا منها تم الانتهاء منه في أقل من شهرين تقريبا. نقلة نوعية وأما عن المشاريع الأخرى أوضح المهندس الخليل، أن العمل جار في كافة المشاريع على قدم وساق، مبينا أن هناك لجانا رقابية وجولات على تلك المشاريع وهي تسير في الطريق الصحيح، وقال: ستشكل تلك المشاريع بعد الانتهاء منها بعد أربع سنوات نقلة نوعية في طرق عسير وستحل الكثير من المشاكل المرورية والاختناقات للمركبات في أبها ومحافظة خميس مشيط، وكذلك باقي المحافظات الأخرى في المنطقة، وهي جميعا تحظى بعدد من المشروعات كالمياه والطرق وكافة المشاريع الخدمية التي ستسهم في خدمة وتنمية المنطقة.