عندما يكون الطموح حاضرا، والعمل الجاد متواصلا، فالتاريخ سيكون شاهداً للمنجزات، بغض النظر عن الأعباء وكلِ شيء، حينها سيكون الاحترام كبيراً كالفتح، ليكبر وينضج، وللكأس يرفع، وللقواعد يكسر، «الفتح» هذا الموسم قدم درساً مجانياً لجميع الفرق بمختلف الرياضات، فبعد صعوده لدوري زين للمحترفين قبل خمسة مواسم استطاع أن يحقق لقب الدوري لأول مره في تاريخه، بفضل الله ثم تواجد الفكر والتصرف الحسن، «عكاظ» تقودكم لهذا التقرير الخاص بالنموذجي: قرر الجهاز الفني في الفريق بقيادة التونسي فتحي الجبال إقامة معسكر الفريق الإعدادي في ألمانيا استعداداً للموسم الرياضي، لينطلق في ال30 من يونيو الماضي ويستمر لمدة 20 يوما لعب من خلاله الفريق عدداً من المباريات الودية، واستقطب من خلاله العديد من الأسماء التي أعاد توهجها من جديد بالإضافة لمحافظته على الرباعي الأجنبي الذي صنع التجانس الكبير البرازيلي إلتون خوزيه والأردني شادي أبو هشهش وهداف الفريق الكونجولي دوريس سالومو والسنغالي كيمو سيسكو. الفتح بطل الشتاء خالف النموذجي التوقعات بعد أن أطلق الجميع تكهناته بأن تصدر الفتح ما هو إلا ثورة وتنطفئ، حتى اكتسح الجميع واعتلى صدارة الترتيب بجدارة واستحقاق ليكون بطل الشتاء والقسم الأول من الدوري، بعد أن اختتم لقاءه الثالث عشر بفوزه على جاره الاتفاق بهدف دون رد، لتعجز الفرق عن إيقافه سواء على أرضه أو خارجها، وليتخطى الفتح حاجز الثلاثين نقطة ويصل ل32 نقطة، ويطلق صافرة إنذار لكافة الفرق عن دخوله دائرة المنافسة على لقب «زين». انتدابات القسم الثاني لم تكن فترة الانتقالات الشتوية قاسية على الفريق، ولم يبحث عن انتداب أكبر عدد ممكن بقدر ما تكون الفائدة الفنية حاضرة، واكتفى بثلاث صفقات ابتداء من أسامة عاشور ابن ال23 ربيعاً الذي انتقل من النصر بالإضافة لزميله في الفريق عبده برناوي والذي أكمل قوة الصف الثاني في الفريق، كما أعاد الفريق لاعبه أحمد بوعبيد من الفريق الاتحادي، وأعار الفريق لاعبه حسن الحجي لمصلحة الخليج، وبالرغم من العروض المقدمة لنجوم الفريق إلا أن الرفض كان عنوان الإدارة خاصة وأن الفريق متصدر للدوري ويبحث عن اللقب الغالي. لم يقتصر تفوق الفتح على القسم الأول من الدوري بل واصل صدارته للترتيب العام، وبخسارة وحيدة من بطل النسخة الماضية فريق الشباب مقابل تسعة انتصارات وتعادلين أمام الأهلي والنصر، وليتبقى له لقاءان أمام الوحدة بملعب الشرائع والاتفاق بالدمام. عثرة الشباب كان التعثر الوحيد للنموذجي خلال هذا الموسم أمام الشباب بعد أن تغلب عليه بملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء بهدفين مقابل هدف، فكان الفتح المبادر بالتسجيل عن طريق هدافه دوريس سالومو بالدقيقة 33 قبل أن يعادل ناصر الشمراني النتيجة بالدقيقة 48، وقبل نهاية المباراة بسبع دقائق أضاف سيبستيان تيجالي هدف الفوز لفريقه، ليتمكن الشباب من إيقاف الفتح، والذي يعد الوحيد لمسيرة الفريق هذا الموسم، ولينتقم من خسارته في الدور الأول بأربعة أهداف مقابل هدفين. لقاء الأهلي أمام الأهلي، كانت الجماهير الفتحاوية على موعد مع الإنجاز والتاريخ، في المقابل حضرت فرقة الرعب الأهلاوية بكامل قوتها وعتادها، إلا أن الفتح أبى إلا أن يسجل حضوراً رائعاً ويرقص على أنغام النصر من على ملعبه فكان له ما تمنى، ولأن الفتح من العمالقة الكبار أصر على أن يكون حسمه للقب أمام وصيف أكبر القارات وبحضور جماهير فريقهم التي ملأت مدرجات ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي بالأحساء لتكتظ منذ الساعات الأولى، وتزف فريقها إلى درع الدوري، بهدف سينمائي يصعب وصفه عن طريق الكونجولي دوريس سالومو، ليعانق الذهب ويكتب أول ألقابه بالدوري السعودي الممتاز. الفتح كسر المستحيل كسر الفريق احتكار أندية الشباب والاتحاد والهلال لبطولة الدوري لمدة 17 سنة، بعد أن حققها النصر موسم 1996م، ليحسم الفتح لقب دوري زين للمحترفين قبل نهاية الدوري بجولتين، ويسجل اسمه كسابع الأندية تحقيقاً للقب الدوري بعد الشباب والاتحاد والأهلي والهلال والنصر والاتفاق، وبالتالي إعادته للساحل الشرقي من جديد بعد أن حققه الاتفاق في موسم 1987 1988م، واستطاع الفتح فرض هيبته على الأندية منذ أن تصدر الدوري في الجولة الثانية وأعلن انفراده لصدارة الدوري، الجدير ذكره أن هذا الإنجاز شهد حالة استقرار فنية وإدارية عالية امتدت لستة مواسم. الدرع في الدمام أكد مدير الإعلام والعلاقات العامة برابطة دوري زين للمحترفين أحمد المصيبيح على أن تتويج نادي الفتح بدرع الدوري سيكون في الدمام بعد لقاء شقيقه الاتفاق، وأوضح المصيبيح أنه تقديراً من الرابطة لجهود النادي سيتم نقل التكريم إلى الدمام في الجولة الأخيرة..