مشكلة المباني المهجورة في محافظة رفحاء التابعة للمنطقة الشمالية، لا تزال المشكلة الأكبر التي تشكل أرقا وصداعا لسكان المحافظة، خصوصا في الأحياء القديمة، حيث تتوزع هذه المنازل التي يبدو أغلبها آيلا للسقوط لتتحول إلى مواقع تفتقر إلى الأمان، وتتحول إلى ملجأ لضعاف النفوس والمخالفين لأنظمة العمل والإقامة، فضلا عن أنها تصبح مأوى للحيوانات السائبة والقوارض والحشرات، إضافة إلى انتشار النفايات التي تشكل خطرا صحيا على السكان فيها. «عكاظ» زارت بعض هذه الأحياء واطلعت على واقع الأمر على الطبيعة والتقت عددا من السكان المجاورين لمثل هذه المباني والذين طالبوا الجهات المعنية بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة التي باتت تؤرقهم، فيما طالب أهالي المحافظة المسؤولين في البلدية والمجلس البلدي بأن يكون لهم الدور الأكبر في حل أوضاع هذه المنازل، داعين الجهات الأمنية في المحافظة إلى ضرورة إزالتها وتخليصهم من مخاطرها. وقال محمد الشمري «لقد ناشدنا المسؤولين في البلدية، المجلس البلدي، والجهات الأمنية أن يعملوا على سرعة إزالة المباني المهجورة والآيلة للسقوط المنتشرة داخل بعض الأحياء القديمة والتي أصبحت تشكل خطرا محدقا على المارة وصغار السن، علاوة على ما تشكله من تشويه للمظهر العام لتلك الأحياء وما تعكسه من قصور في أعمال البلدية والمجلس والجهات الأمنية». من جانبه قال خالد الفرحان «إن هذه البيوت تعكس منظرا غير حضاري وتشوه الحي، إضافة إلى خطورتها فهي تسبب خطرا على المارة حولها، في ما لو سقطت فجأة، كما أنها أصبحت ملاذا لكل سيئ فلا يعلم أحد ما بداخلها»، مشيرا إلى أنها قد تستخدم لأغراض لا ترضي أي مواطن غيور، فهي ملاذ لكل من لم يجد ملاذا كونها مهجورة ولا أحد يتابعها أو يقوم بعمل تفتيش دوري لها. أما سامي الشمري فقال «هذه البيوت لها عدة أخطار، فهي تشكل خطرا على الأطفال الصغار، سواء عندما يذهبون إلى البقالة أو أثناء لعبهم، كما أصبحت مأوى ووسيلة لمن أراد السرقة أو تهريب المخدرات؛ لأن وضعها يصرف النظر عن متابعتها كونها توحي للمارين أنها لا تؤوي أحدا، وبالتالي أصبحت مصدر خطر على الأحياء التي تقبع فيها». إلى ذلك طالب إبراهيم محمد ومحمد سلطان بإزالة هذه البيوت الخربة، وإنهاء أخطارها على الجميع، موضحين أن غالبيتها تحول إلى ملجأ لضعاف النفوس والمخالفين لأنظمة العمل والإقامة، فضلا عن أنها تستوعب الحيوانات السائبة وتصدر القوارض والحشرات في المنطقة المحيطة بها، مطالبين بتدارك الوضع سريعا وإزالتها وقطع الطريق على ضعاف النفوس من استخدامها لتحقيق مآربهم. وكان رئيس المجلس البلدي في محافظة رفحاء وطبان بن فاضل التمياط، أكد في تصريح ل «عكاظ» أن المجلس سبق وأن ناقش قضية المنازل المهجورة في جلسات ماضية، كما شكلت لجنة من الإمارة، الشرطة، البلدية، والدفاع المدني لمخاطبة صندوق التنمية العقارية لكي يخاطب ملاك هذه المنازل؛ كونها تحت رهن صندوق التنمية العقاري، تمهيدا للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تسبب عائقا للتطور الحضاري. وحول المباني الآيلة للسقوط، أوضح التمياط أن هذه المنازل يجري التدخل لحل مشكلتها فورا دون مخاطبة صندوق التنمية، مشيرا إلى أنه تم الوقوف على عدد منها وعولجت أوضاعها. الصندوق العقاري طالب عدد من المواطنين إدارة صندوق التنمية العقاري بإيجاد حل واعتبار هذه المنازل في عداد الموتى الذين تم إعفاؤهم، كونها تشكل خطرا على الأحياء، مشيرين إلى أن حجة التوقف عن إزالتها لأنها مرهونة للصندوق العقاري غير مقنعة، مطالبين برفع تقرير مفصل للجهات المختصة ليتم فك الرهن ومن ثم تسليم الأراضي للبلدية ويوضع تحذير لمن يهمل منزله من بعد تاريخ القرار في ما لو صدر.