لم يكن التنويه عن أهمية هذا الموضوع إلا بسبب كثرة متابعي الدعاة، وخصوصا من يطلق عليهم بالدعاة الجدد، حيث يتناقل الناس تغريداتهم وتدويناتهم عبر وسائل الاتصال المختلفة، ولعل أقربها إلى الذاكرة وأكثرها شيوعا وانتشارا برنامج «واتس أب»، حيث يتناقل المجتمع بكافة شرائحه لقطات من تغريدات بعض الدعاة، خصوصا إذا حملت آراء غريبة أو مثيرة أو كانت نتيجة للدخول في معترك مع أحد متابعيهم ونزل مستوى الحوار إلى درجة غير لائقة بداعية وطالب علم. وبحسب الدراسات والإحصائيات، فإن كثيرا من الدعاة نالوا حظا وافرا من حيث عدد متابعيهم، حيث بلغ عدد متابعي الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي 4.531.372 متابعا، الدكتور عائض بن عبدالله القرني 2.937.809 متابعين، الداعية الكويتي نبيل العوضي 2.118.210 متابعين، الدكتور طارق السويدان 1.369.176 متابعا، الشيخ صالح بن عواد المغامسي 1.193.499 متابعا، القارئ الكويتي مشاري العفاسي 1.608.709 متابعا، الدكتور محمد العوضي 1.295.529 متابعا، الشيخ محمد صالح المنجد 377.263 متابعا، الدكتور خالد بن عبدالله المصلح 390.814 متابعا، القارئ عادل بن سالم الكلباني 279.518 متابعا. ويلاحظ المتابع للدعاة تباينا في تفاعلهم اليومي ونوع كتاباتهم في «تويتر»، فبالرغم من تركيز بعضهم على المواعظ والتذكير بالطاعات، ونشر مقاطع مرئية أو صوتية لمحاضرات لهم ولغيرهم، إلا أن آخرين اعتمدوا أسلوب التفاعل مع الأحداث الجارية بتعليقات مختصرة أو مطولة عليها، أو أسلوب التفاعل مع المتابعين والرد على أسئلتهم واستشاراتهم اختصارا. رئيس الجمعية السعودية العلمية للدراسات الدعوية الدكتور خالد القريشي، قال: «نحمد الله على أن الدعاة يفيدون الجميع، سواء الشباب أو غيرهم بما يحملونه من مضمون عبر الوسائل الحديثة، فمضمون الدعوة يشجع على العطاء والتفاعل، وهذا يحض على حصول الفائدة من الشباب»، مضيفا «تأثير الدعاة الشباب أكثر وأعمق؛ لأن وسائل الاتصال الحديثة لها جمهور عريض وأكبر وهم أكبر تشويقا وإثارة ويصلون للقلوب ومشاعر وأحاسيس الشباب بسرعة هائلة، مستدلا بكثير من الشباب الذين يتواصلون ويستخدمون الوسائل الحديثة في المجالس المتعددة».