في بنقلة جدة يختلط الحابل بالنابل وتعدد السيناريوهات المتنافرة، فمن مشاهد العمالة وهي منهمكة في تنظيف السمك إلى بسطات عشوائية لبيع الخضر والفاكهة خاصة القادمة من جنوب شرق آسيا إلى باعة البيض والأحذية، فضلا عن مشاهد أخرى تتمثل في بعض العمالة المتخلفة التي تتعامل في بيع بعض الأسماك المضروبة. كان النهار في أوله حينما دلفنا إلى حلقة السمك والذي بدأ منتعشا وبه حراك متواصل من الباعة والمشترين، بينما كان ضجيج محرجي الأسماك يتردد صداه في الساحل المليء برائحة الرطوبة والأسماك. «عكاظ» التقت عددا من زبائن السوق والذين اجمعوا أن بورصة السوق متفاوتة، حيث أن سعر السمك يرتبط بالموسم الذي يأتي فيه، كما أن قلة المعروض أو كثرته تلعب دورا كبيرا في أسعاره، فضلا عن المنطقة التي يأتي منها له دور في تحديد الأسعار. ولأن بنقلة جدة تشرف عليها الأمانة فما يثير دهشة رواد السوق هو وجود عمالة مخالفة وبسطات عشوائية تبيع الفواكه والبيض والبطيخ والأحذية، إضافة عن وجود متسولين خارج أسوار السوق أمام عقر دار الأمانة، ويشهد السوق رحلات سياحية لمعتمرين لمشاهدة كيفية البيع في سوق السمك. فيما عبر عدد من رواد السوق عن استغرابهم من الإهمال الذي يضرب أطنابه في السوق وفساد بعض الأسماك. وفي هذا السياق أوضح المشرف على سوق السمك المركزي في جدة المهندس فواز حماد الحربي بأن سوق السمك تحت إشراف الأمانة وهي تحافظ على نظافته وجودة الأسماك المعروضة. وأفاد بأن أسعار السمك ليست ثابتة وهي تقوم على معايير كثيرة أهمها أن الاسماك القادمة من منطقة جازان على سبيل المثال يختلف سعرها عن الأسماك القادمة من عمان، والأسماك القادمة من ثول تختلف عن تلك القادمة من اليمن، بمعنى انه كلما كانت المسافة بعيدة كلما قل السعر والعكس تماما. وأضاف الحربي بأن عمليات التفتيش الجمركي تتسبب في كثير من الأحيان في تلف الأسماك لأن الأسماك عادة تكون في الثلج، وبعد إخراجها منه للتفتيش ومن ثم إعادتها مرة أخرى تتعرض للتلف، وأيضا التفتيش المتكرر في الطرق السريعة والاجراءات الروتينية تتسبب أيضا في تلف بعض الأسماك ورميها وعدم التعامل معها. وانتقد المهندس فواز الحربي بعض وسائل الإعلام التي تسلط الضوء على بعض السلبيات التي لاتذكر على حد قوله متسببين في ذلك بتأجيج الرأي العام والتسبب في تخويف الناس من الأسماك المعروضة في السوق. وأبان أن هناك بعض المصورين يلتقطون صورة سمكة يستعد العامل لتنظيفها أو هي في «سطل» ويعلق على الصورة أن سمك البنقلة يسبح في المياه الآسنة وما إلى ذلك، مايتسبب في مشاكل كبيرة للسوق. وأفاد المهندس الحربي بأن سوق السمك يمر بمراحل مختلفة يزدحم فيها السوق بشدة وفي فترات أخرى يكون فيها خاويا على عروشه، بسبب ندرة الأسماك وقلتها أو لأسباب أخرى. وأوضح بأن مشاكل العمالة في الفترة السابقة تسببت في ركود السوق وخلوه بنسبة كبيرة من الأسماك والزوار بسبب خوف العاملين وقلقهم من المداهمات المفاجئة. وأضاف لقد قدمت وزارة العمل إلى سوق السمك وعملت جولات تفتيشية على العمالة ولم تجد أي عامل مخالف، ولكن وفي سؤال ل «عكاظ» عن البسطات العشوائية خارج سوق السمك قال: نعاني كثيرا من هذه البسطات ويتم ملاحقة أصحابها والإبلاغ عنهم، وإرسالهم إلى الجهات المختصة لترحيلهم والتعامل معهم. وأفاد بأن الأمانة تقوم بالاتصال على شرطة المحافظة للتعامل مع هؤلاء الأشخاص وإدارة الجوازات لترحيلهم وأفاد لافتا إلى أنهم يقومون بمخاطبات فورية ومستمرة لإدارة الجوازات لإلقاء القبض أصحاب البسطات العشوائية أما دور الأمانة في ذلك فهو مصادرة البسطات ومحتوياتها وإرسالها إلى الجمعيات الخيرية وإتلاف الفاسد منها. مراقبة الصيادين المشرف على سوق السمك اعترف بأن هناك صيادين لايقبلون البيع بسعر السوق لأنهم كبار في السن ويقومون بصيد أسماكهم بأنفسهم من وسط البحر في الشمس، ولفت إلى أنهم لايؤثرون في تذبذب الاسعار وأن الأمانة تقوم بمراقبتهم. أما بالنسبة للاسماك الفاسدة التي تأثرت من الطريق والحر، فإن الأمانة تعاقب المخالفين الذين يقومون بعرضها للبيع وتفرض عليهم غرامات تتراوح مابين 5 آلاف ريال إلى عشرين ألف ريال حسب وضع السمك وكميته، وإذا ماتكررت المخالفة فإن رخصة البيع تسحب منه ولا يتمكن المخالف من البيع ثانية في سوق السمك.